.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

26.4.09

شهرزاد وموروثات الزمن الصعب


شهرزاد اليوم ... تبحث عن الهوة التي سحقت الأمس تحت أقدام واقعية القصص ... تستهجن كم الألم الذي يرسم أسوار كل قصة ويجعل من الحبكة صدمة للقارئ ... وتستغرب العنف بالأحداث ... وتبحث عن الحب فتجده قيمه قد استهلكت بحوارات تحمل الكثير من الزيف والكلمات المعادة والمشاعر المشوبة برغبة الجسد ... شهرزاد بحثت عن رائحة ذلك الزمن الجميل بين طيات الكتب ... فلم تجد سوى خيانة الحرف وحدة الكلمة و قباحة المعنى وانتفاء الرومانسية وانكسار الأجنحة


وتساءلت هل تغير واقعهم أم هم من تغيروا !!


هل تغيرت تلك المشاعر وأصبحت لها وجه آخر يتقن ارتداء الأقنعة وتلوين الحقائق وانحناء المشاعر أمام رغبات تشبع برخص وماديات فانية تنتهي قيمتها متى ما استحدثت غيرها


تتهادى شهرزاد لتقف أمام مرآتها ... تسدل شعرها ... وتمسح بأطراف أناملها على تفاصيل قدها الغض وخصرها الملفوف بذلك القفطان الحريري المنسدل بكل غنح على شمائلها


تتناول زجاجة عطرها فيفوح عبق أنوثتها المرسومة بتفرد على وجه تلك المرآة


وتتساءل ...

كيف تغيرت المقاييس ... وأصبح كل مكشوف مرغوب ... الم يعد للجسد حرمة .. هل انتفى لديهم قدر الغواية وحب استكشاف المجهول وراء كل ثوب منسدل .. هل بات إشباع البصر المحسوس يغني عن كل علامة استفهام تحتاج لإجابة صعبة المنال ... مما يجعل الرغبة تشتد لنولها ..


هل استغنوا عن عذب الحديث والتورية وراء كل جملة تنتهي بقافية وما يتبعها من سجع بالجملة التي تليها ... هل أرهقهم عمق المعنى فباتوا يبحثون على السطحية في كل شي .. ألم يعد لذكاء الدلال المختبئ وراء مفردات تشغل الخيال وتشعل الفكر بألف حكاية وصورة قيمة


ولماذا توارت أنوثتهن وراء غنج مصطنع ومخارج حروف معاقة ومفردات لا تمت لجمال اللفظ بصلة!!

وهل رخصت النساء بما جادت عليهم يد الرحمن .. هل باعوا أنفسهم بسوق النخاسة دون أن يكونوا جواري مباعة .. هل أصبحت الحرة هي من تعرض نفسها للبيع في زمنهم هذا


وتعود لتجلس على مقعدها الوثير يتبعها صوت حفيف قفطانها كأنه يعلن عن حضورها حتى قبل أن تحضر ...


ويطرحها السؤال على أروقة اختلاف مقاييس الجمال للمرأة اليوم وبالأمس


كيف أصبحت المبالغة بالزينة تعني جمال المنظر ... والمغالاة بإظهار ما قد ستر هو مواكبة للذوق ... والسباق المحموم لارتداء ماهو اغلي ثمنا هو رقي رغم غرابة ذوقه أو بعده أصلا عن الذوق


فما يكشف للعامة يستهلك ويصبح معتادا وتعدم قيمته ... وما يباح للكل يصبح بالتالي هو حق عام لا تستهجن استباحته ...


هل كان وجود النساء في الحرملك هو جزءا من السر وراء اهتمام الرجل بماهية المرأة وادراكه لقيمتها الفعلية أكثر ... وهل يبعث الحرمان في نفس الرجل الشوق ويؤجج المهج حبا باللقاء .. وهل يكون الإشباع بحدود هو احد مفاتيح امتداد التواصل والحرص على الصلة واشتعال الفؤاد والتفنن في وصف سر جمال المحبوبة والتغني بدلالها وعزتها ووصف القليل المباح لذلك الغارق بلهيب المحب الغير مشبع


هل لهذا تأثير عن حقيقة المشاعر وشدة العشق .. وصورة الحب التي لا زلنا نبحث عنها بين صفحات هذه القصة او تلك الرواية ... أو قصيدة قد تغنى بها شاعر محموم بذكرى معشوقته لحد الجنون


وهل كان تحرر المرأة هو السلاح الذي سفحت على حده قيمتها الفعلية كإمرأة... والمطالبة بالمساواة أفقدتها حقيقة طبيعتها واختلاف احتياجاتها و دورها بالحياة وأصبحت تعامل معاملة الند في زمن اشتدت به المعارك وكثرت


واختلف المكيال ... وأصبحت تصارع المحال حتى تصل لما وصل له الرجال .. واختل الميزان لتصبح هي المرأة الخارقة .. والقادرة على تحقيق ما لم يحققه الرجل


وتدخل السباق ... لتتغير أولوياتها


هل فهمنا التحرر والمساواة بصورة خاطئة


هل اختلطت لدينا المفاهيم وفي خضم المعركة والحرص على الفوز بالسباق أصبحنا شيئا آخر لا يمت لشهرزاد بما تحمله من معاني للذكاء الأنثوي والانتصار على سطوة الرجل بصلة


وهل تبقى شهرزاد مجرد أسطورة حبست بين طيات ألف ليلة وليلة دون استيعاب دروسها المطروحة بين السطور هناك


أنوثتها ... ذكاءها .. وحنكتها في التعامل مع الرجل
ولماذا لازال اسمها يسحر كل رجل يحلم بأن يكون شهريار


حتى لو كان لليلة واحدة




22.4.09

وتبقى هناك وآنا ....... هنا


رغم الجفى والعناد بعدي انا اشتاق
رغم الطواري الجاسية رغم الأحلام اللي غفت بصدر السما متوهمة
بعدي انا اشتاق


ورغم الليالي الموحشة ... ورغم الصدود اللي تركت في خافقي رعشة الم .. صرخة ندم
بعدي انا اشتاق
رغم الفراق اللي ترك وعده هنا بعتمته
يغرق بحر...
يجدل نهر ...
يغزل بساعات السحر أحلى حكاية قلتها لرمش الضوى ليمن صحى عند الفجر
رغم الحنين ... رغم السوالف كلها اللي رحلت تاركة بصدري بقايا ضحكتك
لا زلت انا اشتاق


رغم السنين الساهية بدرب الأمل اكتب قصايد شوقنا وتنثرني الأوراق
تسطر بقايا قصتك توقف على اعتاب اللقا ترجي وطن
مثل السواري الراحلة بليا شراع تبندر هناك يمكن تلاقي ساحل(ن) ما يعرف الأشواق


ورغم الخفوق اللي سكر بكاس الغرام من صاغ له أحلا الكلام
من علمه يكف الملام
ومن دق بابه وسلمه خط الفراق


آه يا زمن ياللي تهاود فرحتي ياللي تكذب منيتي
ابسئلك كيف المطر يسقى السراب
كيف العجاج يصبح سحاب
وكيف الذنوب تتزين بلون الثواب


هذا الأنين اللي ملا صدر(ن) هواك رغم الشقا بعمره شراك
لا تسلمه لقيض الظنون ... لا تعذبه ونبضة يحاكي همستك ويسطر على جدار الوهن حكايتك
ويحلفك لو تعطشك دنيته وتنشدك حضن الدفا لا تبخل بشمس الوفا
لا تولع بعيني أنا سراي الشقا ... بعدك بعيني ما بقى غير دمعها حرَاق
لا تسكِن بليلي الكرى وإنت خفوقك ما درى عن لهفة المشتاق


وقلبي الضنين لا تسكبه بجوف الصدود
هو يعترف لك وان خطا لساني باسمك وانتفت من واقعي كل الحدود
ان الليالي ما بقت بنجمها متزينة
وإن دواوين الشعر كلها بحرفها بأشواقها وبغزلها ما توفي وصوفي أنا
وان الجهات الأربعة تستوي بحضنك وطن جنبي هنا
ولو شرقت خطوتك أو غربت بتبقى تدور خطوتي مثلي أنا
و ابعشقك حتى لو عيا البخت يختمِك في قصتي
وينفي الحبر بآخر سطر في حكايتي

وتبقى هناك

وآنا هنا






18.4.09

مذكرات دجاجة متمردة ... 2



وتتوالى الأيام ... ودجاجتنا محتضنة بيضتها اليتيمة .. تخبؤها عن اعين الأخريات .. وتخفيها عن تشاندرا النسرة ... حتى يأتي اليوم وتفقس البيضة


فتصرخ من الفرحة ... تحوم حولها ... تنفض التراب عنها بمخالبها .. تبعد بقايا ريش قد خبأتها به وتتجمع حولها باقي الدجاجات بفرحة


فرخ صغير ...


ويعم الفرح المحكر .. وتصيح الدجاجات بغبطة ... بعضهم محاباة للدجاجة الأم والآخرى حبا لها... وتأكل البعض الغيرة لأنها لم يتسنى لها ان تحضى بنفس الفرصة
تقترب منها وتنفض جناحاها بزهو ... لتعلم الكل انها اخيرا اصبحت ام


وفجأة يفتح الباب بقوة ... وتدخل تشاندرا بخطواتها الثقيلة ... فتتطاير الدجاجات رعبا في الكل الجهات مع صياح البعض الآخر .. ووتراجع هي مخبئة صغيرتها تحت جناحها ... تقترب تشاندرا متفحصة الدجاجات .. يقترب منها الديك .. تبعده بقسوة بطرف قدمها فيحلق لوهلة ثم يثب هاربا الى خارج القفص


تصرخ مولولة وهي تنادي راجو .... وتخرج تاركة باب القفص خلفها نصف مفتوح


يعم الهدوء القفص وتنظر الدجاجات لبعض ... تقترب هي من الباب ... تنظر للخارج ... هو عالم آخر لم يتسنى لها ان تراه ... شمس مشرقة ... وعشب اخضر .... وسماء صافية تتخللها الغيوم ... وتقترب الأخريات معها ... وتتهامس الدجاجات ... هل نخرج .. هل نهرب ...
تصيح اكثرهم عنفوانا


"خل نطلع .. شتنطرون"


تجاوبها الدجاجة الأم


"وين نروح ... انتي تدرين شنو في بره ... تقدرين تأمنين على روحج في عالم ما تعرفينه"
"مهما كان هم ارحم من تشاندرا والفيران اللي كل يوم تاخذ منا وحده وليمة"


ترد عليها الأخرى


"هذا قدرنا شنسوى"
"انتوا ضعاااف ... وطول ما انتوا ضعاف بيتم حالكم مثل ما اهو ... تشاندرا شوي ... والفيران شوي .. وعتوي بيت بو فلاح شوي"
"وه وه وه اسم الله علينا ... فالج البر ... شله عاد التخرع"
"انا بصراحة ما ابي اطلع ... واعرف احمي نفسي"


تلتفت لها الدجاجه العنوافنية لتجاوبها بحنق


"قصدج الديج اللي ميته عليه ... ليكون على بالج اهو صافي لج .... اشوه ان مثل شهريار كل ليله له وحده منا... وكلنا جواري بالحرملك يا عيوني ... كاهو طلع وخلانا "
تلتفت الدجاجة الأم لصغيرتها لتفكر


"انحاش معاها ... بس اهي صغيره ... وانا بروحي ما اقدر احميها ... انا ما اقدر احمي نفسي اصلا ..وحالي حال الكل هني ... مغلوبين على حالنا"
"سمعوني زين ... انا بطلع واللي بخاطرها تشوف العالم وتعيش مثل باجي الخلق تتبعني ... واللي مافيها حيل واللي يسلمكم خل تنثبر لين اييها الدور وتنئكل"


تتجه للباب ... وتتشجع بعضهم ... ثم يفتح الباب على مصراعيه ليقذف راجو الديك الأعور داخل القفص وهو يسب ويلعن
تهرع باقي الدجاجات للإختباء وتدخل تشاندرا لتتناقش مع راجو اي الدجاجات يصطاد
يتلفت راجو وتوجهه تشاندرا لتلك السمينة الغضه ... يقترب منها ... تحاول ان تهرب تصرخ


"مابي ..مابي امووووووووووت .... وااااااك"


ويمسك بها ... تلتفت على باقي الدجاجات تودعهم بعين دامعة وصرخة هلعة .. يعطيها لتشاندرا ثم يبحث عن طريدة اخرى ... وتلتقي عيناه مع عين الدجاجة الأم ... يملأها الرعب وهو يقترب ... تفر الدجاجة الصغيرة من تحت جناح امها ... ترفرف الدجاجة الأم كأنها تدعو ربها للخلاص ... تبحث من منفذ ... ويقترب اكثر ... تصرخ الدجاجات ... يهرب صوتها ... تصرخ الدجاجة العنفوانية


"انحااااشي ....كاااااااااااااااااااك"


تتجمد رعبا ...
تتراجع ........ يقترب .... تتراجع .. ويقترب اكثر
تلتصق بالجدار ... تصرخ الدجاجات
يهرول الديك بدون هدف
ويمسك بها


"كاااااااااااااااااااااااااك"


وتلتفت الصغيرة على امها وهي لا تفقه ما يحدث ... هرج ومرج ... وشعور لا تفهمه ... شعور اكبر من عالما الصغير ... ولكنه مؤلم


يتجه راجو لتشاندرا .. تبتسم له ابتسامة رضا وغنج وهي تمدح قوته وسرعته
ترفرف الدجاجات بين يديه ....


تنظر الدجاجة الأم لصغيرتها بحسرة وألم مودعة لها متألمة لفراقها ... فلم تتم فرحتها ... ولم يكتمل عالمها الوردي الذي رسمته
يخرجان ويغلقان الباب خلفهما


يتهاوي الديك على الأرض جريحا من ضرب راجو
تتهافت الدجاجات عليه لمواساته .... تقف الدجاجة العنفوانية يغلفها الغضب ... رافضة للواقع المر .. تصرخ بباقي الدجاجات


"انتواااا ضعااااااااااف ..... شلون تخلونهم ياخذهم .... شلوووون..... كووووووو عليكم"


يرفع الديك راسه


"فكينا من اللغوة الزايدة ... ترى فيني اللي كافيني"
"اسكت .... تبيني اسكت ... لو كان عندنا ديج كفو يحامي عنا ويحمينا جان سكت ... انت اللي اسكت واللي يعافيك ... وجودك مثل عدمه .. مالت عليك اقول حتى مالت عليك"
"كووووووو ..... انتي شفيج ينيتي اكو وحده تقول حق ديجها هالحجي"
"والكوبه ... خليه ينفعج ... وليلتي متنازلة لج عنها ... شبعي منه"


تلتفت لتجد الفرخ الصغير ينظر لكل ما يحدث بتعجب ... تقترب منه ... يرف قلبها .... يحن لها ... تحضنها ...
ترفع رأسها تنظر لها بخوف
تمسح عليها ثم تخبرها ببساطة


"انتي اسمج صوصاا ... امج راحت يا عوينتي قبل لا تسميج ... ومن اليوم انتي بنتي... وعمري ما راح اخليج ضعيفة .. شفتي هذولي كلهم ... انتي بتكونين اقوى منهم ... واحسن منهم بكل شي .. وعمرج ما راح تكونين مجبوس دياي مثل امج"


توصوص الصغيرة .... تلتصق بها ....
وتغمض عينيها






يتبع

8.4.09

صندوق الحكايا ..... الحكاية السابعة


تجلس على رمال الشاطئ الناعمة
تدغدغ الأمواج أطراف أقدامها ... ويلاعب الهواء ما تمرد من خصلات شعرها الأسود القصير .... تلاحظ اسمرار بشرتها ولون الشمس قد لوح ملامحها .... قدماها الصغيرتان تتمللان من كم التراب العالق هناك .... تدنن أغنية قد سمعتها مؤخرا على التلفزيون ... لا تذكر كلماتها ... ولكنها حفظت اللحن ....


وتعجن يداها الترب المخلوط بماء البحر المالح .... تبعد تلك الخصلة العنيدة ... وترفع عينها لتتحدي حرارة الشمس بنصف عين ... يحادثها شيطانها ان ترتمي بين تلك الأمواج الرقراقة ثم ....


"كاني يبتهم"


تلتفت لصديقتها الممتلئة القوام كأنها الدمية التي اشترتها لها أمها قبل فتره ولم تعجبها

"ما أبيها متينه ... مو حلوة"
"يا ماما ... هذي لعبه لازم تكون متينه "
"ماما ... بس هذي عندها كرشه مو حلوة .... أنا أبي باربي ... باربي حلوة وذعيفه ونفانيفها ملوت كبال .... انا مابي بيبيات"


تنتبه لها تحادثها


"شنو بنسوي؟؟"


تتجاهل سؤالها لتسألها بالمقابل


"ليث ما ربطتي ثعلج .... كشه وايد"
"مابي ... ما أحب اربطه.. أصلا احلي مفلول"


تنظر لها وهي تزم فمها بكل تحدي منحنية الرأس على جنب .. ثم تنظر للتراب بحنق


"اححح ... الأرض حاله"
"تيين نطب بالبحر"
"آمي توها مسبحتني أخاف تهاوشني"
"إنتي خوااافه "
"حتى انتي خوافه ... هذاك اليوم صيحتي لما عضتج النملة"
"ويهج ... أثلاً النملة كانت كبيرة وتعور..... يبتي القلاثات؟؟"
"إيه يبت اثنينه بس ... واحد حقي وواحد حقج"


ترفع لها رأسها لتخاطبها ... فتقهرها الشمس ... تغمض عينيها وتصر على أسنانها أو ما تبقى منها ... فلقد فقدت الصف الأمامي نظرا لسقوط الأسنان اللبنية ... فباتت تصر على الحروف حتى تكون مخارجها صحيحة ... فتنجح مره ... وتفشل بالأخرى
وكل الحروف صارت خلطبيطه


تفز من مكانها تأخذ الكأس .. وتتجه للبحر وهي توجه تعليماتها لصاحبتها


"إنتي حفري ... وآنا اييب الماي ... نبي حفرة كبيره عشان نسوي قلعة"
"آنا مابي قلعة ... آنا آبي كيكة"


تلتفت لها بكل حنق ... تتخصر لها


"مو كل يوم كيكة .... بعدين آنا الرئيسة .... بنسوي قلعة"


تتسع عيني صاحبتها ... وترتجف شفاهها قهرا


"بس ماني لاعبة... بروح داخل العب معاهم"


ترجع لها بكل خفه ومكر متداركة الموقف


"زعااااالة ... كله تزعلين .... أقص عليج ... بنسوي كيكه .. شرايج نسوي تي بارتي ونعزمهم؟"


تتراجع بكل حذر


" آنا ما ابي آكل الكيكه هالمره"


تنظر لها بحنق


"عيل منو ياكلها.... إنتي تبين تي بارتي وكيكة"
"لاااا ....آنا بطني عورني المرة اللي فاتت ... وآمي عطتني دوا مو حلو"


تبتسم لها منتصرة وقد بانت لثتها الوردية والخالية من الأسنان


"عيل نسوي قلعة"
"لا اااا ... نسوي كيكه ... بس مو احنا اللي ناكلها ........."


تبحث حولها ثم تتسع عيناها بفرح عندما تلمح زغلول من بعيد


"زغلوووول ... نعزم زغلول ونخلييييييه ياكلها"


وتتصاعد ضحكاتهما الشقية
تذهب إليه مسرعة


"ذغلول ... تعال نبي نلعب معاك"

زغلول ولد في حدود التعش من عمره ... اسمر ... بدت علامات الرجولة ترتسم على ملامحه رغم طفولته المتبقية والواضحه ببعض تصرفاته ... أجعد الشعر ولكنه دائما يصر على أن شعره ناااعما كالحرير


"دنا المشط بيجري بشعري جري"


@@
سماره القمحي الملوح بلون الشمس والكثير من ملح البحر يضيف عليه شيئا من النضج والقوة

"تلعبوا معايا ايه؟؟"
"نلعب ..... هممممم"


وتبتسم ابتسامه قمة بالمكر


"نلعب لعبة كيكة ذغلول"
"يعني هناكل جاتوه"
"جاتوه شنو .... كيكة مو جاتوه"

"طاااااااايب .... اوعى تكون وحشة ..."


تتردد قليلا ثم تجاوبه بكل نزق وقد اضافات على ملامحها الكثير من الجدية

وبزرت له عيونها شويه


"تلعب معانا ولا أروح اعلم بابا محمد يردك مصر"
"لا لا هلعب ... هلعب ...."


وتتجه معه للشاطئ حيث تنتظرها صديقتها وهي تمسك يده بكل اعتزاز بانتصارها عليه بالحيلة ... والتهديد

وتتسارع الحركة ما بين جلب الماء ... والعجن ... والأحاديث الصغيرة ... والضحكات المتلونة بلون الفرح والبراءة


وكلما قست عليهم الشمس ... اقتحموا برودة الأمواج بلهوهم ... حتى تبرد أقدامهم ليعودوا لفرن الحياة ... ويعجنوا المزيد من الكيك


"يالله ... عطني ثحنك بحط لك كيكه"


@@ يصاب بالذعر


"إنتي عاوزاني آكل التراب"
"ثفيييييييك ... هذا مو تراب .... هذا كيك ... "
"مش هاااقدر ابلعه "
"بلا تقدر الله يخليك زغلول ... ترى كيكتي حللللوة ... انا بييب لك ماي "


وتقفز متجهه للبحر بخطواتها الصغيرة لتغرف له القليل من الماء وتعود


"يالله ذوقها.... واشرب ماي وراها"


يتردد....


تقف القائدة متخصرة ... ناظرة للمكان الذي يجلس به بابا محمد ... ويلمح بنظراتها نوعا من التهديد
يلتهم التراب ... ويلحقه بالماي المالح


تبرز عيناه وهو يحاول البلع ... يجاهد خشونة التراب هناك ... ثم يبلع بكل قهر


"ياااااابوووووي .... دي طعمة قوي ... انا ماشي بقا ... عندي شغل"


ويقفر هاربا قبل أن يطلب منه أن يكمل الكيكة


تنظران إلى بعض بخيبة .... تستلقيان تحت الشمس قليلا .....تلتفت الأولى على الثانية


"نسوي قلعة"
"لأ .... أنا يوعانة ... بروح اييب لي بطاط"


تعتدل الأخرى ... تنظر إلى البحر بكل رغبة
ثم تهرول متجهة له لترتمي بأحضانه ... وهي تدندن بنفس الأغنية المجهولة الكلمات



قصة زغلول مستوحاة من احداث حقيقة لطفولة المدونة جندل ولعبة البروووي


:)

6.4.09

صندوق الحكايا ...... الحكاية السادسة


لا زالت .. رغم السنوات ...رغم الاعتياد ... تفتقده كثيرا عندما يسافر.... وكأنها تفطم من حضن لازالت في حاجة إليه ... هل نتألم عندما نفطم أول مره ... هل يكون الألم مشابه لما تشعر به الآن..


تجمع ما يحتاجه من حاجيات ... بعض الملابس ... بيجامته القطنية ... فهو يحب ملمسها وإحساسها على بشرته ..


"شمعنى هالبيجاما؟"


يفكر لوهلة


"تصدقين مادري ... يمكن لأنها تذكرني في بيجاما كنت أحبها وايد يوم صغير .. كنت لما البسها أنام أحلاها نومه .... تصدقين واحلم أحلام عجيبة ......وعلقت عليها لين قطتها أمي بالخش عشان لا ادري"


تبتسم وهي تمزح معه


"إنت خاطرك ترد تعيش طفولتك مره ثانية حبيبي "
" وانتوا تخلون احد يعيش طفولته .... "

تبتسم لتقول له

"اشوه على بالي بعد ... اللي عندي مكفيني مو ناقصني واحد زيادة"


تصمت قليلا ثم تبادره

"بجيت!! ... اقصد لما قطوها ... البيجاما ...... بجيت!!"

يضحك

"إيه آنا كنت دلوع بسرعة أبجي"
"اييييييييييو .... ترى ما يلوق"

ثم تلتقط زجاجة عطره ... تستنشق عبقها بتلذذ ... وتسأله


" تبي هذي لو أحط لك وحده ثانية ..."
" حطي لي هذي ... وآبي قرشة الطيب معاها بعد ... ولا تنسين البخور وعدة المبخر"

تلتفت له وقد تغير صوتها ... وتقرصه على زنده

"شعندك ... طيب وبخور وعطور .... تعااال ليكون بس"

يقهقه مشبعا غروره بغيرتها المباغته رغم الم القرصة

"آآي ... آآي حرام عليج ......."
يدلك موضع الألم بعد ان تتركه ناظرة له بكل تحدي
تغارين علي حبيبتي"


تنظر له وهي مدعية اللامبالاة ثم تكمل عملها

"لا ما أغار ... بس ما أحب احد ياخذ شي لي "
"تتحسفين تقولين انج تغارين"

تتجاهل سؤاله متجهة لعدة الحلاقه .... تجمعها بحقيبة صغيرة
وتتذكر كم تحب ذقنه النابت صباحا ... وملمسه الخشن ... وانعكاس ملمس وجنتيها مع بداية فكه القوي ...

تبعد المبخر من تحت ملابسه ... فقد تشبعوا بكل ذلك العبق الشرقي الذي يعشقه وتحرص هي على وجوده بملابسه دائما


تطوي الثياب ... لترصها بالحقيبة ... ليتني كنت مثلكم ... سهل أن اطوى واندس هناك .... ليرتديني ... ولا أفارق ملمسه .....


"حطيت أدويتك"
"ايه .... بس باقي دوا الضغط "
"اهم شي .... عيل إنت شنو حاط!!"

تتأكد أنها لم تنسى شيئا .... تعيد تقليب حوائجه ... كل شيء هناك ....


تلتفت فلا تجده هناك تنظر إليها .... تسحبها خلسة ... ترشها بالقليل من عطره ... تخبؤها بين ملابسها وهي تبتسم ....... تغلق الحقيبة

تهمس لنفسها وابتسامة رضا تضئ ملامحها

"كل شي جاهز"



يحضنها بكل حب ....


"بكلمج أول ما اوصل"
"اهم شي تكلم عيالك .. مالي خلق جعاوير تالي الليل أبي أبوي"

يضحك

"إن شاء الله ..... ديري بالج ... خليت لج كل أرقام التليفونات المهمة"
"اهم شي مال التكييف"
"كلهم موجودين ....نسلم عليكم"
"بحفظ الله " وهي تطبع قبله على كفه المصافح لكفها


يعم البيت هدوء قاتل ... هل كان صوته هو من يحييه .... وكأن الحياة قد افتقدت جزءا كبيرا من روحها ....


تعود لتجلس مع أطفالها


"يمه متى بيرد أبوي"


تخنقها عبراتها
هاااو ... أنا شفيني صح ما استحي على ويهي ... عيل اليهال شيسوون


يمر الوقت بكل تملل .... تنتظر مكالمته .... تتأكد ان اطفالها قد خلدوا للنوم ... عتمة البيت اعمق بغيابه ...

يبدو سريرها أوسع واكبر ... مكانه الخالي مؤلم ... تفتقد أحاديثه قبل النوم ... تطفئ النور ... وتغمض عينيها محاولة النوم .....


ويرن موبايلها


"حبيبي"
"نمتي"
"لأ ... انطرك تدق ... شلون كانت رحلتك"
"لا باس ... ترى أنا ما أحب السفر .... وايد احاتيكم"


تبتسم


"ادري فيك ... بس تسوي روحك قوي جدامي"




يسأل عن الصغار ... يتطمن على احوال الكل ثم يسألها



"احاجيج ... بيجامتي ما حطيتيها؟؟"



تقهقه بكل خبث



"بلا ... حطيت لك الشورت بس"
"هااا ... ليش بالله... ووين راحت البلوزة"



وينحني صوتها ليلامس قلبه بكل دلال



"عندي ...بحضني ... عشان اقدر أنام"



تتذكر مقولة أمها .... اخذي شي من ريحته وحطيه تحت مخدة عياله ... عشان لا يمرضون وينامون عدل لين سافر



تبتسم ... وتستنشق ما تناثر من عطره عليها ....تحتضنها لتستسلم للنوم أخيراً


5.4.09

صندوق الحكايا ........ الحكاية الخامسة


أقف أمام مرآتي ... هي نفس المرآة التي احتوت ملامحي قبل ثلاث سنوات ... نفس الأبعاد .. نفس المكان ... نفس انعكاسات الضوء ...


اقترب منها أكثر ... أتأمل عيناي ... ملامحي التي اكتست بثوب النضج وعمق التجربة ... نعم ... تغيرت ... لم تكن التجربة سهلة ولم يكون الشعور عابرا


مع سماعك للخبر يهتز عالمك حتى جذوره ... وتظهر كل الخطوط المخفية ... وتتغير الأولويات .... واليوم يصبح له وقع آخر ... والساعة تعني الكثير ... والنفس يكون بطعم آخر ... والفجر يعني الفرحة بيوم جديد ... والغروب يطرح سؤال هل من مزيد ... والألم هو أعمق احساس بالحياة ... والخوف مرافق دائم ... والموت منتظرا هناك .. والعزيمة سلاح .. والشك قاتل ... والأحلام مؤجلة إلى حين ... والنوم رفاهية ... والأكل بلا نكهة ... والبكاء انهزام ... والقوة أسطورة ... والذكريات تعني إعادة الحسبة ... والبحث عن الأسباب دائرة مغلقة تدور أنت ويومك فيها إلى ما لا نهاية ...


واليوم يسحب اللي بعده .. وإنت ناطر وخايف من باجر شنو بييب لك ... وتتحاشي النظر في عين من تحب ... تحاول أن تقصيهم حتى تعودهم على الغياب ... توفر عليهم تعاطفهم معك .. وتكره نظرة انكسار بعيونهم قد تعني الشفقة ... وتتغير الأولويات ... وكل ما كنت تراه مهما يصبح هامشي جدا .. وتسير أنت وألمك على أعتاب الحياة ... متطرفا الطريق ... حذرا .... مقتنيا الأمل كحلية أمام الناس حتى تكون قويا للنهاية ... محتضنا ضعفك عندما تختلي إلى نفسك .. متوسطا عتمة الطريق .. وعلى ضوء شمعة تشعلها بإيمانك .. بيقينك بأن الله هناك ... يحملك .. يحتضنك .. يحتويك وأنت بأقصى حاجتك للاتزان ... لترضى بالمصاب ... لتعيش اللحظة ... لتدرك أن الأمس قد رحل ولن تستطيع تغييره فلا تطيل الحساب ولا تقسو على نفسك ... ولتعلم أن اليوم هو كل ما تملك بتلك الرغبة المحمومة لمواصلة الطريق .. والإحساس بالدماء تجري بجسدك مشبعة بالحياة ... والفرح يغسلك حتى أقصاك لأنك لازلت تتنفس والغد في عالم الغيب ... قد يأتي وقد لا يأتي


. . . . . . . . . . .


وابتسم ... كنت هناك .. في تلك البقعة المعتمة ... كنت اخطوا وأخطئ ... كنت اغضب وأتمرد وارفض ... ثم ابكي وأرضى واقبل ... إلى أن وجدت القناعة بأني من المختارين ... وليس من المعاقبين ...


نعم .... هزمت المرض ... بحول الله وقوته


وها أنا بعد ثلاث سنوات


اقبل يومي ... احتضن لحظتي ... واستمتع ببساطه الحياة ...
أتقبل كل من سار على دربي .. رافقني ... تركني أو لازال معي


قربك من الموت يعلمك كيف تعيش ... وكيف تحب ... وكيف تعيد تقييم الأمور والأولويات


وتغيرت .... لم تتغير ملامحي ... ما تغير هو نظرتي لكل تلك الملامح


وكلما ضعفت أو حزنت ... أعود واستمد قوتي من هناك
من تجربتي ... حينها فقط ابتسم


وأصرح وكلي فرح وفخر



Am a cancer survival

4.4.09

صندوق الحكايا .... الحكاية الرابعه


تتملل في فراشها
تغير وضعها علها ترتاح وتغفو ثانية .... تبعد اللحاف عن قدميها لتطرد الدفء قليلا ...


تك تك تك ... تك تك .... تك ... تك


تفتح عينيها ... تحيطها العتمه ... وتبحث عن الساعه
ويزداد ايقاع المطرعلى شباكها
تثب من مكانها ... تزيح الستائر



مطر ...
مطر يغسل اطراف الصباح ...وتغتسل به روح النهار ..... تلتفت لتجده يغط بنوم عميق ... مستسلم لسلطان الأحلام
كانت نائمة عندما عاد من الديوانية ... لم تشعر به وهو يندس بكل هدوء بجانبها ...
تنظر له بتفكر ....
انا لو الله يفكني من هالديوانية جان انا بخير




وتعود لتبحث عن الدفء بين صفحات صدره .... يشعر بها ... يفتح عينيه بكل كسل


"جم الساعة"
"مدري"
"شمقعدج ليش ما تنامين"

تختبئ بصدره .... ثم تهمس
"شبعت نوم ....."

يغمض عينية
"قوم ... لاتنام"

ينظر اليها بتعجب وهو يغالب النوم
"ليش .... شعندج"


ترفع رأسها وتبتسم
"قوم .... عشان اليوم يومك"
"يومي!!"
"ايه اليوم يوم الزوج العالمي"
"من قال ... اكو شي اسمه يوم الزوج العالمي!!"


تفكر قليلا ...


"انا ... قررت اسويه يوم الزوج العالمي"


يتفحصها بريبه
تضحك بشقاوة طفلة


"قوم غسل وبدل وتعال نتريق يميع ... مشتاقه اقعد وياك ... عندي سوالف ترس الإيد .. مالت اسبوع كامل"


يتكئ على مرفقيه ... يرفع رأسه

"بتريقيني!!"
"ومن ايدي بعد"



اسبوعهم كان طويلا مزحوما بالعمل .... حواراتهم كانت مقتطفه ومختصرة .... وافتقدت صحبته ... افتقدت ابتسامته الصباحية وهو مسترخي دون ارتباطه بعمل او التزام آخر ... واشتاقت لدفء الحديث واحساس الزوج والصديق

يجلس على الكاونتر بجانبه فنجان القهوة متصفحا الجريدة


"شنو تحب تاكل"
"أي شي ... على هواج .. انتي شنو مشتهية"
"اوكي ... شوف يا سيدي المنيو بتكون لغز وانت بتحله"
"لغز!!"
"ايه ... لغز .... بس حله وااايد سهل ... ما ابيك تفكر وايد"


يضحك


"ياحبج للعب"


تغمز له بكل غنج

"معاك بس"



الكل كان نائما مستمتعا بهدوء الويك اند ما عدا قلبين قد اشتاقا للقرب بعد ان سرقت الحياة منهم ما سرقت وغفلوا عن لغة المشاعر


تنهمك بتحضير الإفطار وينهمك هو بقراءة الجرائد ... مع بعض الأحاديث الجانبية... حكايات صغيرة تحكي شوق الروح للروح ..


لحظات قليلة هي كل ما نحتاجه حتى نقترب ممن نحب ... نسمعهم ... نعطيهم اهتمام قد افتقدوه ... نريهم ان الحياة اجمل وامتع بوجودهم ... نتعرف عليهم اكثر .. ادراكنا اننا نكبر وننضج ونتغير بمعدل يومي كنتيجة طبيعية لشروط الحياة وصراع البقاء والحصول على متطلبات منها الضروري ومنها لتدليل النفس .... ونقتنص الفرص حتى نكون معا ... فاليوم نحن هنا ... وغدا .. من يعلم


وقبل ان تتبدل المشاعر ... وتتغير الأولويات ... ونصطدم بواقع كان ممكن تحاشيه .... وحقيقة ان اقرب الناس لك قد اصبح ابعدهم عنك


تشتاق لك روحي يا بعد الشوق كله
والقى هوى روحي بوسط عينك كله
احجي سوالف يومي واسبوعي كله
واحرق بخور الشوق بوسط شعري وانت من تنثره وتفله
واغزل حجي الولهان بلون يوفي وما تمله
وارسم دروب العشق بخط كحلي وانت ظله
كلي انا بروحي .. بزولي .. بكل زيني ملك يدك
قولي انت وحط عينك بعيني .. خفوق اللي يدق بصدرك
من له!!


تجلس بجانبه ... تتشارك معه افطاره الذي اعدته ... يتذوق قليلا من كل شي ... ويلتهم احاديثها مغمسة بروح القرب ... تشاركه النكهة ... حلاوة الأناناس .... والقليل من الطماطم المطيب بالإوريجانو ... افوكادو بالروكولا... بيضتين عيون وفرنش توست مع القليل من زيت الزيتون ...
رشفة من القهوة ... تجدد الشوق والرغبه بتناول المزيد ذلك الطبق او الآخر

"سنيوراااا ..... اليوم ريوقج تليانو"


تقهقه بكل ما تحملة من شقاوة طفلة


"انزين .... يعني عجبك؟"
"تبين الصج ... تذكرت قعدتنا الصبح على القهوة اول مرة تريقت معاج هناك"
"اهااااا .... يعني !!"
"يعني شنو ؟؟"
"حليت اللغز؟"


ينظر لها بتفكر ... تتسع عيناه ... يصيد السالفه

"قبل لا اجاوب .... يوم الزوج هذا حده لين الريوق لو يستمر طول اليوم"
"يمه يمه ... تبي تضمن يومك .......يالله بكون كريمة معاك وبعطيك لين الساعة 12 من الليل"


يبتسم بكل رضا


"روما"
"ياااااااااااااااا حياتي انت ... ياربي هالريال ذكي .... يصير نروح .... اسبوع ... ما ابي اكثر من اسبوع
انا وانت والإسبانش ستبس ... والكولوسيوم .... والفيا دي
كوندوتي"

"اخ منج ... احد قال لج من قبل انج شيطانة "
"ايه ... انت ....وبعدين احنا محتاجين نغير ... ونسوي رفرش لحياتنا ... ويمكن نبتدي من يديد ... ما تحس ان احنا ما كنا حول بعض بالفترة الأخيرة ... بليييييييز"
"انتي ما كنتي حولي"

"ادري ... وودي اصلح اللي خربته"
"نصلحه قصدج"
"نصلحه"

وانا اقول ماكو شي ببلاش ....انتي اييبون لج الشياطين تدرسينهم ...... ويوم الزوج العالمي وهالريوق المتعوب عليه ... وعلى بالي السالفه ببلاش"
يقولها مستجمعا نفسه
"حرام عليك .... ترى من صجي انا ولهانه عليك ... طول الإسبوع واحنا مشغولين عن بعض ... وبيني وبينك انا حاسه بتأنيب الضمير ... الفترة الأخيرة لهيت عنك ولهيت حتى عن نفسي"
"طالعنيني بعيوني اشوف ... يمكن اصدقج"


تنظر له بكل ما تعرفه من غنج وكيد ...
يبتسم ....

وتبتسم له بالمقابل .... كأنها وجدته في تلك اللحظة من جديد


"ما قلتي لي .... الزوجه مالها يوم؟؟"


تنهض لتحمل طبقها وطبقه بعد ان انهيا الفطور وتقولها بكل ثقه

"كل يوم يا بعدي ...كل يوم"

2.4.09

صندوق الحكايا ..... الحكاية الثالثة


صبرني الحب كتير

وداريت في القلب كتير

ورضيت عن ظلمك لكن .....

كل ده كان له تأثير

والقرب أساه وراني البعد أرحم بكتير

ولقيتني وأنا بهواك

خلصت الصبر معاك

وبأملي أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواك

واهي غلطه ومش ح تعود


"لما الحب يضعفنا ... نلاقي بالمقابل ان خيبات الأمل تقوينا"





نصبر ويتعبنا الصبر .... نقف ويكسرنا القهر .. نتحايل على مشاعرنا ... فيحتال علينا الشوق
نسهر الليالي ... وتسهرنا الصباحات .... نتنفس بوجودهم ... وتخنقا برودة مشاعرهم ... نطلب الرحمة .... وتهشمنا القسوة ...



وكله باسم العقل والمصلحة




!!





كأنك إن أحببت تخلع ثوب العقل وتحتاج من يرشدك إلى طريق صلاحك




/




/





الأعذار كثيرة والمسميات أكثر ... والحقيقة هي الهروب من واقع صنعه الطرف الآخر رافضا أن يتجرع من نفس الكأس .... مدعيا انه مشبع بذات الطعم .....وتجد نفسك تقف في منتصف طريقه ... كأنك صخرة تعثر بها ... أو حفرة تحاشي الوقوع بها ...



هل سهلنا لهم خروجنا من حياتهم ..




نعم



جرح القلوب يهون عن جرح الكرامة ... ومخطئ هو بل كاذب من يقول أن ليس للحب كرامة



حب بلا كرامه لا يدوم ... لن يكون شامخا ليطاول السماء ... ولن يكون معززا ليناطح الصعاب ... ولن تكون له روح الحر ... بل أصفاد العبد .. وخنوع الذل ... واستسلام الجواري المباعات على قوارع الطريق



هل وضعنا بنفس الأنامل التي لامست قلوبهم وزينت حياتهم كلمة النهاية



نعم ....



عندما استجمعنا كل ما امتصصناه من قسوتهم في محاولة يائسة لسكب نفس الكأس بين حناياهم



هل تذوقوا المرارة حينها
أم تنفسوا الصعداء .... ورحبوا بخاتمة الحكاية
.
.

لم يعد يهم



المهم أنهم فصل طال أكثر مما يستحق ... وانتهى



ونقف دائما بعد التقاط الأنفاس على أعتاب بداية جديدة
مع فرق بسيط



أننا أحسنا الاختيار هذه المرة




صديقتي ... شكرا لسعة صدرك معي هذا الصباح
شكرا لكل مساحة الحب والعطاء والإحتواء
وشكرا لقلبك الدافئ

1.4.09

صندوق الحكايا ..... الحكاية الثانية


كنت أطفو على سطح الحلم
وتتسع مساحة الغفوة ... لتتباعد الصحوة
و أغوص ... ابتعد .... وتعتم الألوان
...................



يعم الهرج المكان ... ويمتزج صوت الموسيقى مع اللهو المحيط وصوت المركب الكبير وهو يمخر عباب البحر


بحر مزرق ... تلوحه عتمة المساء ... أقف وحيده هناك ... أراقب مالاح من اليابسة ... جزيرة صغيرة ... ملبدة بالغيوم ... سماؤها مخضرة قاتمة ... هواؤها بارد مشحون ....وشطآنها مضرجة بالسواد .. صخور حادة ومتناثرة .. كأنها جنود مجندة تحرس مداخلها وتأسر من يحاول مغادرتها


وترسو السفينة ... بجانب معبر من الخشب المتراص بطريقه توحي بهشاشته ... وتتسابق الخطوات للوصول للشاطئ ... وتتعالي الضحكات ... ويمتلئ الجو بروح المغامرة والإستكشاف


تستقبلي هي


عجوز ... ترتدي السواد ... قد خطت السنين على ملامحها ما خطت ... وابيضت حواجبها .. وذبلت نظرتها .. لتختبئ حدقاتها تحت رداء من الغموض

تبتسم لي
التفت حولي ... هل أنا من تعنيه بتلك الإبتسامه
ولا أجد سواي
أرد بابتسامه مترددة ... يشوبها شيء من الاستغراب


"أتحتاجين دليلا"
"دليل!!"
"نعم ... الا ترغبين بمن يرافقك للتعرف على معالم الجزيرة ..."


التفت خلفي ... ابحث عن زوجي


"ليش لأ ... بس خل ننطر شويه على ما اييي زوجي "
"لنترك ولدي الصغير بانتظاره ... هو سيعلمه وسيأخذه إلينا"
"ايه بس شلون بيعرفه ولدج"
"سوف يعرفه ... "


ابحث عن الرد ... ولكني أجد نفسي منصاعة لها اتبعها دون تردد
الكثير من الحركة تعم الشاطئ ... الكل يتجه لنفس المكان .... ويشتد الهواء ... اشعر بالبرد يثلج أطرافي ...

قصر متعالي الأسوار .... تشوبه الظلمة ويغتسل بلون السواد ... تتسلق أطرافه غصون قد يبست بانتظار الربيع ... ستائر قد أسدلت ... وأثاث متناثر يغلبه اللون الأحمر ... والكثير من اللوحات ... لشخوص ترتدي ملابس ملكية ... عيون شاخصة ... وملامح تحمل طابع سكان الجزيرة ...


ويبتعد صدى الأصوات لقاعة أخرى ... وتتباعد الخطوات دون أعي أنني من بقيت هناك وحيدة مسمرة أمام تلك اللوحة .... هناك سر ما يكتنفها ... غموض ... وشي من الوحشة ... تلوح ملامحها قسوة باردة ... وتحضن بيدها قلب من صنوان ... وابتسامه تحمل الكثير مما لم استطع فهمه ...
تشوب المكان رائحة غريبة... ولا اعرف كم من الوقت أمضيته وأنا أبحر بتفاصيل تلك المرأة
انتبه لذات العجوز تقف بجانبي ...


"منو هذي"
تهمس باسم أسطوري ... لا اذكره الآن
"هي سيدة هذا القصر.... من ملكت قلب صاحبه "


ويعبق الجو مرة أخرى بذات الرائحة الغريبة ... ينتابني شيء من الخدر .... كأني ألج لبعد آخر.... وتتبدل الأصوات .... وكأني اسمع صوت لحن حزين يقترب .... أغنية يشوبها الإحساس باللوعة .... وتقاطر حبات من المطر على شباك لم يكن موجودا ..... وتبرق الدنيا وتصرخ السماء
وأنا انظر إلى السقف


"اعتقد تأخرنا .... وزوجي بعده ما وصل ... وأنا أبي ارجع "


وعندها انظر إليها .... لأجدها قد أزاحت عباءتها .... وتحررت من خمارها ... وانتصبت قامتها .... ولوحت ملامحها الكثير من القسوة رغم خطوط الزمن


أتراجع للخلف
"منو ........ انتي ... شنو!!"


تقترب
التفت ....ابحث عن مخرج
وتقترب
وتزداد الظلمة .... ويشتد البرق ... وعويل السماء
واجزع ... تتسارع خطواتي متراجعة

ثم .... الم .... اشعر بالألم ... إني أموت ... ولكني لازلت أتنفس
نعم أموت


وينعكس البرق هناك وسط عينيها
لأنظر لها دون أي يزوغ بصري وأنا ملقاة هناك ... عيناها ... شيء ما يرتدي تلك النظرات الباردة ... وينخلع من نظراتي الساهمة


تتقطع أنفاسي .... ارفع يدي أريد إن أبعدها ... أقاوم اللحظة ... متى شخت الى هذه الدرجة
لماذا تبدو يدي كأنها يد تلك المرأة
..... ما الذي يحدث!!!!


لم تكن يدي ... وكانت يداها


أحاول الاتكاء على مرفقي لأنهض ... ويتناثر شعري على كتفي ... طويلا ... مبعثرا .... يشوبه البياض .. وينتثر بين خصلاته بغزارة
يقف الهواء حولي .... هو .... ليس شعري
انكفئ على وجهي قليلا ... أحاول استجماع قوتي
أتكور ... وأحاول النهوض ... وانهزم أمام إحساسي بالوهن .... أحاول التكلم .... وتحتبس كلماتي هناك .... أضع يدي على حنجرتي .... ولم يكن هناك سوى علامات السنين ... ورقبة عجوز نحيلة
ملابسي .... لم تكن ما ارتديته صباحا

ارتعب .... وينتابني الهلع


واراني هناك .... أقف بكل ما احمله من نضارة .... وبذلك القوام الممشوق ... وغرور الحياة ... ينسدل شعري متواليا على أكتافي ... وتلمع عيناي بإحساس الربيع .... وتتورد وجنتاي بلون الورد ... وابتسم لي بكل سخرية .... ثم أتراجع عندما اسمع اصواتا مقبله ... أو يتراجع جسدي ... وتبقى روحي ملقاة هناك ...


واسمعه يخاطبها بكل ذلك الحب
"وين كنتي .... عيزت ادورج "
واسمعها مغتصبة صوتي الرخيم ... محتلة جسدي الغض
"وآنا كنت ناطرتك"


وتتباعد الأصوات ... وأحاول جاهدة أن انهض ... وازحف .... ازحف
أريد اللحاق بك
آنا هنا .... هي ليست أنا .... أنا هنا .... عد ... لا ترحل .... لا ترحل

ويعم الصمت المكان
دون أنفاسي ... دون صوتي
ابقي هناك ... امرأة كهله ... عجوز ... بجسد ليس جسدي ... استهلكته الأيام
وترحل هي بكل ما املك

ولحن غريب يرافق وحدتي ... ظلمتي ... يزعجني ... يؤرقني

ويوقظني



ولم يكن ذلك اللحن سوى المنبه ولم تكن تلك العجوز سوى حلما ترك مخدتي فوق وجهي تخنقني

ولحافي ملتفا حول قدمي مقيدا حركتي


اعقد حاجبي


"اشوه ان حلم"


ثم انهض



تم