.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

22.4.10

ليه غاب بدري ... الثاني


اطلت الغياب ... اعلم ...
ولكم مني كل الإعتذار ...
هي وقفه ... لجمع تفاصيلي .... واستجماع انفاسي ... وبث الروح بذكريات ابت ان تجمع الغبار وتتقادم ... فانا اعيشها كل يوم بين جدران قلبي ... اعتصرها ... وارتشف رحيقها مع كؤوس الشوق الثكلى بالغياب



اذن ... لنكمل



كنت اكبر ... وكما شاءت الأيام اتغير ...
.......



"في الاعدادي كانت معظم اهتمامات البنات اللي وياي بالصف هي حبيت فلان .... شفت علان ....كلمت فلنتان بالتليفون .....كنت استغرب هالكلام واستنكره في هالسن شلون يعني تكلم واحد ... كنت احس ان تونا صغار على هالمواضيع
وكنت الاحظ اشلون الاولاد في نهاية الدوام يترززون جنب سور مدرستنا يخزون بالبنات ويرقمونهم .... وما كان لي ادنى اهتمام بهالموضوع الا اني اشوفهم واستنكر تصرفهم  ..... كان كل اهتمامي منصب على دراستي وتفوقي فيها ولأن معلمتي اكتشفت هالشي فيني .. حاولت تستثمره وتبرزه اكثر



معلمة نجاة اهيا بالنسبة لي كانت طوق النجاة
لمحت البريق اللي بشخصيتي .. وحست بشي مختلف فيني عن باجي البنات ...خذته وصقلته ... وابرزته لي ... وللكل
هالشي هو الفن
الرسم والاشغال اليدوية وخاصة الشغل بالورق ... وبتشوفون بالتالي شلون هالتوجه غير مجرى حياتي ....حبيت الشغل بخامة الورق وابدعت فيها .. وبوقت فراغي كنت اشتغل .. واصمم .. وانتج
ولما كبرت وتخرجت من الثانوي التحقت بدورات عند مس جين البريطانية المتزوجة ببحريني  وهي اللي علمتني الكارد ميكنغ ......ومس دينا الامريكية المتزوجة بسعودي وهذي عاد اللي علمتني السكراب بوكينغ
ريفيجاتي في المرحلة الاعدادية هم كانوا خليط لكن في تطور ملحوظ انضمت لهم الكثير من بنات الديرة البحرينيات الاشاوس مثل ما كنت اسميهم بوقتها ... لشجاعتهم بمصاحبة وحده مرفوضه من الكل وقتها .....اويمكن على الاقل بهالفترة التقبل من بنات ديرتي كان افضل للبنات اللي مثلي
من أهم ريفيجاتي بهالمرحلة هي دينا كوبيه ..... وشيوخ
دينا ستايلها ولد يعني شعر قصير وبناطلين ... وكلش ما تهتم بامور البنات العادية ....بس قلبها ابيض وتجذبج بطريقه نظرتها للأمور اللي كانت دايما تشوفها يا ابيض يا اسود ... ما تلاعب ابد
وشيوخ الدبه خفيفة الدم سليلة عائلة مرموقة لا تقل طيبة عن دينا



تشاركنا بالكثير من امور البنات سوى ...وانتقلنا للثانوي بعد 3 سنوات الاعدادي وهم انتقلوا وياي دينا ...وشيوخ ومعظم ريفيجاتي
وعلى فكرة ... امي كانت من النوع الشديد والمحافظ جدا .. ولا يدور عندها اطلع ما صديقاتي .. او اروح بيت صاحبتي ... رفيجاتي بالمدرسه وبس ...والنتيجة اني ما زرت ولا وحدة منهم في بيتها ولا في عيد ميلادها يعني امي كانت حاكرتني حكار



في الثانوي تخصصت علمي ودراستنا شوي مو هينه ... وكنت احب الكيميا وايد
ما كنت اعاني في اي شي اسمه كيميا ..... بالعكس كنت افهمها من اول رمز
على عكس الفيزيا ..... وقاتل الله الفيزيا



كنت أحس روحي مع الفيزيا اني بليدة وما افتهم شي
معلمة شهيرة تلفح لفح من اول الحصة ... واللي يدش من الاذن اليمين يطلع من اليسار يدخل يسلم على المخيخ ويقوله بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي ويمشي



ههههه ... ولا تضحكون علي ... هذا واقع عشته حزتها ... بس بتعرفون تالي شلون بلشت استوعب الفيزيا وافهمها واعشقها
كانت معلمة شهيرة تعرف معاناتي مع الفيزيا وكانت تحاول معاي بس المخ ابد متنح



تخرجت من الثانوي بنسبة 90 بالمية بسبة الفيزيا وكنت آبي آدرس طب اسنان في مصر ... بس الوالدة  وقفت وقفة وقالت كلمتها المشهورة
ماكو بنات عندي يدرسون بره فما بالكم بمزيان حبيبة قلبها
الشاهد اني صحت وبجيت وترجيت .... لكن بالاخير رضخت وقعدت بالديرة
وعاندت روحي أولا قبل لا اعاند امي ودرست تخصص عمره ما كان على بالي



وابتديت رحلتي بالجامعة ...الرحلة اللي غيرت مجرى حياتي وغيرت تفكيري
وابتدا المشوار .... ابتدينا السنة التمهيدية بسبتمبر 1991  ... كل شي للحين اتذكره كأن صار امس  ..... أول يوم مع المرشد الاكاديمي وهو يضبط جداولنا للتسجيل ...كنا احنا كذا بنت وشوية شباب .... قعدنا ننطر تنحل مشكلتنا وكل من خلص .. الا انا وبنت وحده اسمها ليلى 
نفس المشكلة بالتسجيل ونفس الجدول
بهاليوم التعيس تميت مجابلتها واهيا مجابلتني وكان في شي داخلي يقولي ... ليلى راح يربطني فيها شي كبير بس مو عارفة شنو لم الحين



بعد 19 سنة  .....اليوم .....أقول ان هالاحساس كان بمحله .....وليلى صارت بعد اول يوم تشاركنا فيه الحديث ... أختي اللي ما يابتها أمي
تميت آنا وليلى وانصدمنا أول ما داومنا أن آنه واهي البنتين الوحيدتين في سكشن كله أولاد في 4 مواد  ....والاولاد هم نفسهم ... نفسهم
واذا تبون الصج .... الشباب كانوا وايد محترمينا و يعاملونا كخوات



أسامة وحبيب وحسين ومحمد ..... والباجي .... وين راحت اسامهم ... شلون غابت ملامحهم مادري ... لا تسئلوني لأني فعلا مادري
كان لما تتكنسل محاضرة ينطرونا كلهم مو واحد منهم آنه وليلى حتى يخبرونا ان ماكو محاضرة
أسامة اللي كنا نسميه بالعاشق ......عاش قصة حب مع زميلة لنا
حبيب الواثق .... محمد الساحر .... حسين المطوع
كل واحد آنه وليلى معطينه لقب حسب شخصيتة وشكله
اليوم لما اتذكر يخطر على بالي سؤال ... شنو كانوا مسمينا ياترى... ووين صاروا اليوم؟



مر الفصل الاول وابتدا الفصل الثاني وتغير جدولي آنه وليلى .....مو بس جذيه .... آذكر ان الفصل ابتدا بفبراير ....وقبلها بشهر انخطبت ليلى بعد قصة حب عنيفة استمرت مع ولد الجيران اللي كان نزقه وشيطان وقدر على قلب ليلى من الثانوي الى الجامعة



وانشغلت ليلى بحبيب القلب ...وتميت آنا بروحي ....
كنت خلال الفصل الاول والثاني أشوف حمد بصورة مو منتظمة وعلى فترات متباعدة
.......



وخلوني اكلمكم عن حمد شويه ... واهو بالذات لازم اتكلم عنه



حمد



اكتبه اليوم هنا ... ارسم ملامحه ... اصوره كما اراه .... وكما عرفته منذ ان وعيت على وجوده الحتمي في حياتي ... بتلك العينين الواسعتين ... والملامح الهادئة ... والثغر المتبسم بالكثير من القبول لكل ما حوله ... والطيبه اللا متناهية ... "وآآه من طيبتك يا حمد"



حمد بهمسه الحنون .. واحتوائه لطفله ظنت لبرهة من الزمن انها اختا له ...في عمر كانت المسميات والألقاب بين اي طفلين لا تعنيهم كثيرا ..... قربه .. جعلني اعتقد انه اخ لي ... لعبنا ... احاديثنا الصغيرة ... تساؤلاتنا عن الكثير من الأمور ... تواجده المستمر معي ومع اخوتي ... مناوشتاتنا امام التلفاز ... ولمن له القرار باختيار ما نتابعه سويا ... لوحاتنا الجميلة ... الواني والوانه .. اقلامي واقلامه .. وحروف تشاركنا برسمها على اسطر جمعتنا سويا حتى اليوم ..... مزح جميل يجعله يناديني  " بخالتي " وسببا اختاره القدر ليكون دربي الذي اوصلني لبدر ... وسلمني لقلبه ... دون ان يدرك ... ان بدرا سيغيب .... وسيبقى هو ... يذَكرني برحيله



ولم يكن حمد اخي ... كان قريبا لي ... لم اعرف صلة قرابته الا بعدما استدارت تفاصيلي ... وبانت ملامح الإمرأة التي بداخلي ... وحس الأنثى المختبئة بين جدائل تلك الطفلة ... وعندها ...منعت من مرافقة حمد واللعب معه
"وخذيت وقت على ما عرفت ان حمد يصير ولد بنت عمي"
لا اذكر متى اختلفت معه ... وهل اختلفت اصلا ...
حمد ترك بصمته على ملامحي عندما دفعني اثناء لعب طفولي ليجرح حاجبي ويترك ذلك الجرح اثرا عميقا الى اليوم ... اثرا يذكرني ان بدرا يحمل اثرا مشابها فوق حاجبه الأيسر ... وكأن الأقدار قد جمعتنا في تلك اللحظه ... منذ زمن لم اعرف ان بدرا قد يشرق في سمائي يوما ... ويغيب ليترك العتمه تلتحفني



اتنهد .... واسترجع تلك الأيام ...
عندما كنت عروس مسماة لحمد... وابتسم
"حمد لمزيان ... ومزيان لحمد "
واعجب من تصاريف الأيام ... كيف جمعتنا كأخوة حتى مع علمنا ان ما ارادوه لنا من حولنا شيئا مختلف
"هالكلام حتى قبل لا احب بدر ما كان يحرك فيني شي ... ولا كنت احس ان له تأثير على طبيعة علاقتنا ... حتى اهو ... كان يتعامل معاي بشكل وايد طبيعي ... جنه اخوي مو اكثر ..
وعلى فكرة وايد عوايل عندنا بالبحرين ما ياخذون ويتزاوجون الا من بعض ... عرف اجتماعي ما ادري من اللي اخترعه ... بس الأكيد ان كان فيه ظلم وايد للبنت ... يعني اذا ولد عمها ما رغبها او ما يبيها ... تتم ... او تعنس!!
هم الأكيد انهم حطوه عشان يضمنون ان بناتهم يتزوجون ... بس بنفس الوقت ما فكروا انه سلاح له حدين ... "



......



استلقي على فراشي ... اغمض عيني ... واسرح ... لتأخذني نسمات الهواء من شباكي المفتوح لذلك اليوم عندما بدأت قصتي مع بدر ... وكان حمد هو من فتح صندوق الأحجية



اذكر اني كنت أنادي مرت عمي ( جدة حمد ) خالتي  .....وكان دايما يقول لي غلط قولي يدتي ... بس انا عمري ما سويتها مادري ليش ...وكل مرة أناديها خالتي
وكل مرة يضحك حمد علي حتى يحرني ويخليني ابجي......ومن حزتها الى ان كبرنا تم حمد من يشوفني يناديني خالتي



لحد ما في يوم واذكر ان كان يوم أحد في وقت النشاط الطلابي اللي يستمر من 11 الى 1 الظهر ..وبوقت صلاة الظهر كنت رايحة المسجد اصلي وكان الطريج اللي يوصل للمسجد طويل شويه
سمعت صوت يقول : شلونج خالتي ... ويضحك
عرفت ان هذا حمد ماغيره وسوالفه اللي ما تخلص ... ساعتها رفعت راسي وانا محتره ... ومتحفزة للرد عليه ... والدخول في مناوشات اعتدناها .. ومزح صار جزء من علاقتنا انا واهو



لكني ما شفت حمد ...... ما شفته ....شفت واحد ثاني بالاحرى كان حمد واقف يمه بس حمد .... ما شفته



تعرفون ....



بهاللحظه حسيت اني اول مرة افهم الفيزيا المتنحة فيها من سنين ...
أول مرة افهم يعني شنو تعني كلمة سريان التيار الكهربائي اللي معلمة شهيرة كان ينبح صوتها و اهي تشرحها
بهاللحظه في شي غريب تحرك داخلي ... شي غايب مو موجود ... وانخلق ... غافي وصحى .... ماله الوان ... واكتسى بكل الألوان بلحظه
شي أول مرة أحس فيه ....مع اني كل يوم يمر علي بالجامعة مئات الوجوه من الشباب اللي ما تعني ولا تحرك فيني شي ... بس هالمره غير .... غير



حسيت ان كل شي وقف عند هاللحظه اللي تلاقت عيني بعينه ... واختلط الهوى اللي حولي بانفاسي وانفاسه ... وجمعت اللحظه دقات قلبي مع قلبه .... وماكو شي ثاني ... كل اللي حولي احسه يتحرك خارج بلورة كلها سحر جمعتني بهالشخص اللي واقف يطالعني



تلخبطت .... وكان ارتباكي واضح ... واحساسي بأني جني ضايعه واضح ....يمكن لأن حمد اول مرة يكلمني ويقولي خالتي يم أحد غريب ... ويمكن لأن هذا الغريب كان لوجوده شي ثاني لخبط كياني ... ويمكن لأن هالكيان المتلخبط اخيرا التقى مع ....  بدر



رديت على حمد بسرعة وسألني عن أمي شريفة وامي وبلغني اوصلهم السلام ومشى
ومشى بدر .... وياه
ورحت المسجد أصلى وانا يعتريني شعور ما اعرفه ... مكس غريب من الغضب ... والإرتباك ... والقهر من حمد



واحاسيس عايمة فوق كل هاللخبطه ... لبدر
عيونه ...... مو قادرة اغمض عيني اخاف اشوف عيونه .....اللي بعدين اكتشفت انها تشبه عيون ابوي ربي يرحمه





................

اعتقد بوقف هني ... وتالي نكمل

17.4.10

بوح لم يكتمل


هناك ..

حيث ترقدين
تغفو الأساطير محاكه بخيوط فجرك




يعاتبني الحلم عندما ابيت ان استسلم لغفوتي بين ذراعيك
فلم يكتمل النصاب بعد .... حتى نجتمع





من يتوارى خلف الآخر
انا ... انت ... ام كلماتي
........
من يملك البوح على اطراف الفجر
من يخط المسافات بين الوصل ... والهجر





هل جفت غيماتي
......
ايحتضر الخضار على وجه الفرح
سؤال يؤرقني منذ البارحة

!!

 
 


لم يعد اختيار الألوان يشغلني

لم يعد الأزرق يستهويني
كل ما تبقى مني .... قد نفض الروح وغادر




 

12.4.10

ليه غاب بدري .. الأول



توقفت امام مرآتي .. ارسم ملامحي بعد ان تاهت فوق انعكاسات ذكرياتي معك ... امشط شعري .. اخط كحلي .. واجمع بريق سوادي المنطفئ وراء همسات الشوق العتيق ... شوقي لك يا بدر ...

الون شفاها قد تاقت لنطقها باسم قد حرمته عليها .. محوت ابجدياته من قاموسي .. ابجديات قد علمتني كيف انطقها بلغتك البحرينية المحببة ... اتذكر يا بدر ...

"قولي اقطه .... " فأرفض وانا غارقة بخجلي من احرفي المتمردة على اصولي النصف بحرينية ..." انزين قولي هني" ... اتردد قليلا ... وانطقها ... متغنجة بلهجتي المهجنة ... فتغرق انت بدموع ضحكك .. واغضب أنا من سذاجتي ... واعوجاج لساني ... وتعود لتمازحني سائلا عن كلمة معينة وماذا تعني وتطلب مني نطقها ... فاتبعك مطيعة .. لتبتسم بتفكه وتقول لي " مزيان ... لا تقولينها جدام احد "

بدر ... تحاشيت ذكرك ... تناسيت عبقك ... صددت سحرك .. ولبست بعدها ثوب البعاد ... ولون الغروب ... وليل ينكسر على شواطئك وابدا لا يتوب .....

هل ترى كم تغيرت ... كم كبرت .... وكم من الأماني حررت وعتقت ... فأنكرت هي حريتها .. واصرت على البقاء هنا ... بين ابتسامة فرح مزيف ... ورعشة عشق يقتله الظمأ ... ووجد لا يعرف الهزيمه ابدا ..

اجلس على طرف السرير .. اضفر اطراف شعري ... اجمعه لأخفي حكايتي معك ... حكاية بدر ومزيان



واتوقف لبرهة ... استمع لأنفاسي ... اجمع صمتي ... امقته ... العنه ... ادفنه بين أضلعي ... اعيده لمسكنه قسرا ... والتحف بالإستسلام ... احاول ان اتصالح معه ... واعلم قلبي كيف يرضخ ... كيف يرضى .. وكيف يستسغيغ ارتداء الأقنعه ...

فتمتد يدي مغيبه عني ... لتحتضن رقمك وانا اطلبه ... واتوقف مرة اخرى هناك ... قبل ان اضغط على ارسال ... هل اضعف الآن ... وهل تعلم كم وقفت هنا .. على حافة الإستسلام .. يعصرني الشوق .. ترهقني الحاجة لك ... وتهيم روحي باحثة عن وصلك .. لأتراجع بآخر لحظة .. واتذكر عهدا قد اخذته على نفسي بأن لا اعود اليك ... لأني لا املك الحق بالعودة

اخفي وجهي بين كفين لم تلمسهما غير تلك المرة .. ولا زال يغمرني احساسي بك كلما اجتررت ذكرياتها .. واعود لأقصيك بكل قسوة ... حتى اجترار ذكرياتي معك حق لا املكه ... ولكنه لازال يملكني ... يضعفني .. ينتهك مقاومتي ... لأعود واحاربه بكل شراسه ... شراسة ان تعهدها بطبعي ..

احتضن رأسي ... ارجوه ان يتوقف عن الدوران في فلكك ... الغرق في ملكوتك ... مستسلما لمصيره دونك ... ولكنه يأبي ان يفعل ... ويلين .. ويركن للطاعة



والتفت لصندوق اسراري ... لمواطئ اصابعي على مفاتيحه ... واقرر ان اكتبنا ... وان اكسر جدار صمتي الذي ضاق علينا ... واختنقنا بين زواياه ....اكتب بدرا غائبا ... ومزيانا تشتاقه للأبد

......

اذن .... لنبدأ

كل ما اتذكره هو لمحات خاطفة من عمر طفلة صغيرة كانت في المرحلة الابتدائية انطوائية وخجولة يقيدها الإحساس بالإختلاف عن الأخريات ولا تستطيع ان تضع يديها على السبب

كنت اذكر ان اللي كانت قاعدة يمي بالكرسي بنت مصرية اسمها جيلان ...جيلان عبد الصبور
كانت مربية الصف مقعدتنا يم يم لأن محد كان راضي يقعد يمنا وما كان عقلي الصغير قادر يفهم ليش .. وشنو الفرق بينا وبينهم

حزتها حسيت اني وجيلان غير لسبب اهم يعرفونه بس ما يصرحون فيه .. اشوفه بعيونهم ... بتصرفاتهم معانا ... وعزلنا عن لعبهم بالفسحه ... وسوالفهم بين الحصه واللي بعدها ... وحتى نظراتهم كانت تتخطانا جنه احنا مو موجودين ... او اشباح ما يشوفنا ...



كنت استغرب .. ويشغلني الف سؤال وسؤال ... بس عمري ما استفسرت ... يمكن لأني كنت خايفه اعرف وما يعجبني اللي بعرفه ... ويمكن احساسي الفطري كان يقول لي احسن لي اني ما اعرف ... مادري

بس مع الوقت ادركت ان اللي غير هي انا... مو جيلان
فيني اشيا مختلفه ... يمكن كانت تستفز فيهم هويتهم البحرينية الخالصه ... علشان جذي محد راضي يرافجني


شكلي كان غير عنهم ..... لا كنت سمرا مثل السواد الاعظم في الصف ولا كنت بيضا مثل الباجي ... لا كان شعري اسود وناعم مثلهم ولا كان أشقر ومتمرد مثل شعر امي ... كان مخلوط بين الأثنين مثل ما انا مخلوطة الدم .. والملامح
كان لوني خليط من بياض وشقرة أمي التونسيه الأصل وسمرة وملحة البحرينين اللي اخذتها من صوب ابوي



كل شي فيني مختلف ... حتى كلامي بحكم وفاة أبوي ربي يرحمه بسن صغيرة وتربية أمي لي وحدها ترك بصمة كبيرة على شخصيتي

فكنت مموهة الهوية ... ولهجتي تحمل الكثير من الكلمات اللي ما كانت تتداول بالبحرين ويمكن ما يفهمها البعض ... مع القليل من الكلمات البحرينية البسيطه

وحتى في سالفة الابو كنت مختلفة
كنت اليتيمة الوحيدة بالصف ... وكنت اسمع البنات يقولون أبوي و أبوي ...
بس آنه مب عارفة شنو هاذي اللي يتكلمون عنه لأن ما عندي ... ما عمري نطقتها ولا وظفتها بسوالفي ... ولا اعرف شنو تعني
يومها أتذكر رحت لأمي وسألتها وين أبوج ؟؟
سكتت شويه وبعدين ردت علي ..... عند الله
وفضولي ما خلاني اتوقف عند اجابة امي فرحت وسألت أمي فاطمة جدتي ام ابوي وين أبوج ؟؟
فقالت لي اسمه يدج يا الملسونة وقولي ربي يرحمه .... مات



تميت فترة افكر بالموضوع وبعدها رحت وسألت أمي شريفة ( زوجة أبوي ): وين أبوج ؟؟
ابتسمت لعفويتي بالسؤال ورفعت رأسها للسما وقالت لي .... في السما
يمكن حسيت وقتها ان كلهم يشاركوني بنفس الشي وان ما عندهم ابو مثلي
يعني انا مو بروحي بهالدنيا اللي ما عندي ابو ....في ناس بعد مثلي
بس شعور اليتم وان ما عندي ابو خلاني اتحسس وايد وكل هاذي ظهر بعد فترة بشكل او بآخر على شخصيتي



حقيقة الموت بالنسبه لي كطفلة كانت مبهمة ... كل اللي كنت اعرفه ان اللي يموت يروح مكان ثاني شلون وليش وشكثر مادري
الى ان توفى ولد عمي  ( واللي امه أخت أمي شريفة اللي كانت ماخذة عمي) في حادث سيارة هاذي كانت أول مرة يكون احد اعرفه مات وما اشوفه بعدين ....ففهمت ان اللي يموت يروح و ما نرد نشوفه

الشي المضحك والغريب واللي كان بمثاية مواساة لشعوري اني مختلفه عن باجي البنات واعتبرت نفسي حظيظة لأني املكه وهم ما يملكونه ان اهما كان عند كل وحدة فيهم أم وحدة ....لكن آنه كان عندي 3 أمهات وكلهم أناديهم يمه


وعلى الرغم اني مع الوقت عرفت أن عندي أم وحدة ولدتني وربتني ... الا اني لازلت اعدهم امهات لي



أمي توفت والدتها عنها وهي بعمر السبع سنين وما عندها الا أخو واحد ورباهم يدي وما تزوج الا لما تزوجوا خوفا عليهم من زوجة ابو ممكن ما تحسن معاملتهم ..
اما الأمين الثانيين واللي اعدهم تاج راسي



أمي فاطمة وأمي شريفة
أمي شريفة هي زوجة ابوي الله يرحمه.... كانت وايد طيبة وكنا دايم نروح عندها البيت وكانت تحبنا حيل وتحب تقولنا القصص عن ابوي ربي يرحمه وتعوضنا عن غيابه ... وتخلينا دايما نحس بوجوده ونذكره من خلال قصصها وسوالفها عنه
كانت امي شريفة مثل ما تقول أمي مو شريجة لها ......كانت أخت
كنت دايما اقول حق نفسي أمي شريفة مو مثل مرت ابو أمل اللي وياي بالصف
مسكينه امل ....كانت مرت ابوها ما تحبها وتطقها وتخليها تنظف... ولماوصلنا للصف السادس كانت تبي تزوجها وتطلعها من المدرسة



حزتها كان عندي اعتقاد ان اللي كتب قصة سندريلا اكيد يعرف قصة امل وكاتبها عنها ... شتقولون بتفكرين اليهال

اما امي فاطمة فكانت الجدة والأم الثالثة بالنسبه لي ... واللي حاولت تعوضني عن غياب ولدها الله يرحمه بالدلال والمداراة

المهم ... نكمل



تميت بالمدرسة للصف السادس ما عندي ريفيجات الا جيلان المصرية ....دينا المصرية ....ميلدا اللي امها امريكية ... ميرنا اللي امها مادري شعدالها ... ومن على شاكلتهم والمخلوطين مثلي
......



ولما ارجع بذاكرتي ورى ... لما احاول اني اصف ايامي يم بعض ... واسلسل القصه عشان اكتبها لكم ... لقيت فراغات كثيرة ... مساحات بيضه مو معبية ... غابت تفاصيلها عني ... وين راحت .... شلون راحت ... مادري ... بس الأكيد اني اسقطتها عمدا من حساباتي ... عشان اوفر على نفسي الم رفض من مجتمع ينظر لي على اساس اني دخيلة عليه لأن امي مب بحرينية ... ولهجتي وشكلي يختلفون ... ورغم صغر سني الا اني فهمت ان كل شي مختلف لازم يلاقي رفض معين من ناس معينين في مجتمع مغلق مثل مجتمعنا



......



بوقف هني .... وبنرجع نكمل تالي

7.4.10

نهاية اسبوع مبكرة


 
السبت ..

لازلت ابتدئ اسبوعي من السبت .. ولازلت أخطئ في مواعيدي بالعمل أحيانا كثيرة فأعطي مواعيد على اساس ان السبت اول الإسبوع

السبت بالنسبة لي هو بداية العمل في كل شيء .. حتى بالتزاماتي الحياتية مع من يشاركونني العيش في نفس المحيط .. لذلك فهو يحمل بين طياته الكثير من التوتر .. والأكثر من التحفز

السبت سبمبوت ...

لطالما عشقت تلك الترنيمة الطفولية رغم اني لم انجح في حل احجياتها . !!
واستعنت بمرجعي المفضل "العم جوجل " لأعرف معنى كل كلمة توقفت عندها مرارا في تلك الترنيمه عندما كنت اغنيها ولم تسعف المعرفة والدتي حفظها الله لتفسيرها لي

السبت سبمبوت
السَّبْت يعني الراحة، فأعتقد أنه سمي كذلك لأنه عطلة اليهود وجاءت كلمة السبت من السبات
سبمبوت،، قسمت قسمين، سبم و بوت. لكن بما أنه لا يوجد جذر يدعى سبم، فافترض أن الـ م جاءت من إقلاب النون و على هذا الأساس صار عندنا سبن و بوت
سبن نوع من الثياب القسيّة
بُوت تعني شجرة جبلية ثمارها تسود إن أينعت و تُسَود فاك إن أكلتها، فيتضح لنا علاقتها بالسواد
السبت سبمبوت، قد تعني يوم الراحة المقدس

:)

وابتسمت للمعني لسبب واحد ... تداخل معطيات البيئة الكويتية القديمة جعلت تلك الترنيمه تنتشر حتى بين المسلمين رغم ان بدايتها تقول ان كاتبها احتمال كبير يكون يهودي .. وللعلم فهناك الكثير من اليهود الذين كانوا يعيشون بالكويت ولهم حي خاص بهم يسمى بحي اليهود

تعتقدون هذا يسمونه تطبيع!!

السبت بالعربيه البرهه من الدهر والسبت هو الراحة ويقال سبت يسبت سبتا أي استراح وسكن وقيل : ان السبت هو معرب شبت العبريه وتعني الراحة والسكون وكان يسمى في الجاهلية شبار



الأحد ...

بات يوم الأحد مرهقا بالنسبة لي .. بداية الأسبوع .. بداية المهمات الموكلة لي وتنتهي بنهاية الإسبوع .. وكل البدايات في حسبتي تكون صعبة شويه .. تحتاج ترتيب وتخطيط .. واستراتيجية معينة لبناء اساسات أي شيء ابتديه دون اخطاء ... ولأني ما احب احد يمسك علي غلطة .. فأنا اميل للمثالية بكل ما انتهجه او انجزه .. وبالمقابل اكون شديدة بمحاسبة الطرف الآخر اذا اخطأ .. ومثل ما تاخذ مني .. عطني

الغريب إنني منذ طفولتي لا احب يوم الأحد .. ليش ما ادري
ومع ان ليوم الأحد نكهة مختلفه في بلاد الفرنجه ( احم ) مع صوت قرع أجراس الكنائس سبحانه ربي يسخر لهم الجو بهذاك اليوم بالذات ويصير شزينه ..
ولطالما تساءلت كيف يتقلب طقسنا في نهاية الأسبوع ليحتوى على فصلين صيف وخريف فقط .. ويستوي الطقس لديهم في ابهى الحلل .. بشمس مشرقة .. ونسمات هواء جميله ..

مع انهم بلاد الكفار كما يسميهم البعض

الاحد : بمعنى الاوحد أول العدد واليوم الاول من الاسبوع وكان يسمى في الجاهلية (أول)

الأحد عنكبوت ..
واضح أن الأحد يعني اليوم الأول
عنكبوت، مركبة، ما معنى عنكبوت؟
عنك، ما تعقد من الرمل، و العِنْكَة، الرمل الكثير
أما بوت فكما استوضحنا سابقا، فيصبح أقرب معنى لكلمة عنكبوت، سوداء الرمل
لكني لا أفهم لماذا وصف الأحد بالعنكبوت ربما لأن لديها ثماني أرجل، و يجب أن نعمل كثيرا في هذا اليوم؟ أو أن العنكبوت دليل على العمل في نسيجه .... ربما



الأثنين ...

ويتناصف الإسبوع .. وعندما اعود بذاكرتي للوراء اجدني منذ الصغر اعشق يوم الاثنين لسبب اجهله ..

ربما لأنني احب الأعداد الزوجية وبدايتها رقم اثنين .. لدرجة إني لو حبيت شغلة لازم اشتري منها اثنين .. ويمكن لأن رقم اثنين دليل على الصحبة الجميلة والحميمة والتي لا تتعدى اثنين
ويمكن لأن انحناءة رقم اثنين بالعربي والإنجليزي تجمع بين الخط المستقيم والمنحني .. وتذكرني بأن انحني للطرف الذي احب كلما كانت الإستقامه في رأيي والإصرار في بعض الأمور مستحيلة
ويمكن لأن رب العالمين وهبنا من كل شي اثنين لحكمه هو يعلمها .. عينان .. شفتان .. اذنان .. يدان .. حتى القلب مكون من نصفان كل منهم يكمل عمل الآخر
ويمكن عشان لو اجتمع كفين معا .. يعني اتحاد قوتين .. كيانين ..
نحن بخلقنا مكونين من رقمين .. جزئين .. نصفين كل منا يكمل الآخر
وكل الأمور مع تضاداتها تشكل الرقم اثنين وتبرز قيمة الآخر

حب .. كره
هدوء .. ازعاج
ليل .. نهار
حر .. برد
هو .. وهي
اثنين ........... صح!!

الاثنين : يعني اليوم الثاني من الاسبوع وكان يسمى في الجاهليه اهون

الأثنين بابين
الباب يعني الغاية في الحساب، لكن هناك معنى أظنه الأقرب و هو أن بابين هو موضع في البحرين

إن ابن بور بين بابين وجم، و القطر تنحاه إلى قطر الأجم
و ضبة الدغمان في دور الأكم، مخضرة أعينها مثل الرخم



الثلاثاء...

هناك من يتشاءم من كل شيء يحتوي رقم ثلاثه ومنها يوم الثلاثاء .. وكلما حاولت ان ابتعد عن تلك النظرية افشل .. فمعظم خساراتي حصلت يوم الثلاثاء .. وفاة والدي .. يوم اودعنا شقيقتي للتراب .. اكتشافي لمرضي .. كلها حصلت بيوم الثلاثاء .. معظم مشاكلي تحصل يوم الثلاثاء .. مزاجي تكتسحه العواصف في يوم الثلاثاء .. ليعود ويهدأ على بداية الخميس

قد يصل الحال ببعض الناس ان لا يسكنوا أي منزل برقم ثلاث او غرفة باوتيل برقم 13
حتى العذول بين أي عاشقين يكون هو ثالثهم ..

الغريب ان احنا بالكويت نقول عن أي مصائب تتكرر تباعا " ثولثنا وغدا الشر"
والمصريين يقولون الثالثه ثابته ..
حاليا امر بعارض صحي احتاج معه لعمل عملية صغيرونه وبتكون يوم الثلاثاء وبتاريخ 13

:)

امي تقول لا تعادي الأيام تراها تعاديك
وانا اقول الله كريم

الثلاثاء : يعني اليوم الثالث من الاسبوع وكان يسمى في الجاهلية جبار

(مدري ليش تذكرت اغنية جبار لعبدالحليم)

الثلاثاء منارة
المنارة هي نور يغرسه المسافر في طريقه ليهتدي منه في إيابه، فمن الممكن أن يدل الأثنين على السفر لذاك الموضع في البحرين، و الثلاثاء الرجوع.. فكأننا نقول الأثنين ذهبنا، و الثلاثاء رجعنا

 
الأربعاء ...

هو عدد زوجي .. وبعدين يعطيك احساس ان الإسبوع خلص .. والنهاية لازم تكون سعيدة .. ويجعلك تخطط لنهاية اسبوع متخمة بما لذ وطاب من جمعات عائلية .. الى رحلات تسوقية .. وكسل صباحي ... ويوم خميس .. دائما ما يكون اجمل مافي نهاية الإسبوع ..

الأربعاء يعني اربعة .. وانا اعشق الرقم اربعة .. يعني لي الكثير .. فهو يوم ميلادي ..
ويمكن احبه لأن عددنا انا واخواتي اربعة .. عدد خالاتي اربعة ...
حتى اسهل الأشكال رسما هو المربع لأنه يتكون من اربع اضلاع متساوية بالطول والإستقامه..
اي بيت يحتوي اي اثنين لازم يكون له اربع جدران ... اي صندوق يحتوي اسرارنا له اربعة اضلاع ..

المختصر المفيد .. يوم الأربعاء احسه سهل .. سريع الإيقاع ... ومريح .. ودائما يبشرني بقرب خط النهاية والإستلقاء على العشب ... وشم رائحة المطر المخلوطه مع التراب ... والراحة بعد التعب

الأربعاء بشارة
البشارة هو ما يعطى للمبشر، يعني الحلاوة.. و قد تعني مباشرة الأمور و الأشغال
و فيما يخص الأربعاء و الثلاثاء هو أنهما على وزن فعلاء و هي من جموع الكثرة، فهناك أوزان لجموع القلة و جموع الكثرة، و في ذلك تدليل على تكاثر الأيام

الاربعاء : يعني اليوم الرابع من الاسبوع وكان يسمى في الجاهلية دبار


الخميس ...

ويأتي يوم الخميس .. ومن منا لا يعشق الخميس وما يمثله من اقبال للراحه .. والتحرر من التزامات العمل ... والإنغماس بالسهر والكسل الصباحي الممتع بين اغطية السرير التي تستجدينا في كل صباح ان نغرق بينها بدلا من نهوضنا للذهاب للعمل
الخميس بالنسبه لي يعني الكثير .. انتظره بفارغ الصبر ... استمتع به بصحبة من احب .. حوار متناغم للعقل والقلب .. هدوء للنفس .. افق جديدة تفتح امامي .. اسئلة تجاب .. ومعرفة لا امل من طلب المزيد منها ... قهوة عربية .. والقليل من البسبوسه .. وهدوء يكتنفي حتى اخمص قدماي
الخميس يجمع كل ايام الأسبوع بقبضته .. يعصرها ويذيقنا عصارته .. انجازات قد تمت .. وعمل قد انتهى واسبوع اخر قد مضى ... الخميس هو مكافأة لنا لسباق ماراثوني كنا نلهث به خلال الإسبوع .. وكان هو خط النهاية ...

الخميس : يعني اليوم الخامس من الاسبوع وكان يسمى في الجاهليه مؤنس

الخميس نذبح إبليس
الخميس هو ما يقبل القسمة على خمسة، و يعني أيضا الجيش لأنه يقسم إلى خمسة أجزاء، المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب و بذلك يأتي فعل نذبح إبليس متناغما مع تعريف كلمة الخميس



الجمعة ...

ويأتي يوم الجمعة متهاديا على طرف ايام الإسبوع .. ليذيلها ويجمعها كلها بتعبها ومتناقضاتها .. يحزمها ويعقد عليها شريطة حريرية جميلة ويهديها لنا .. لنبتدئ من جديد فتح تلك الحزمة بمشاريعها مع بداية يوم السبت

الجمعة كان ولا يزال اسرع ايام الإسبوع مضيا .. فما ان تصبح لا تدرك سرعة مضي الوقت حتى تفاجأ ان النهار قد انتهى وبدأت الشمس بالمغيب

وآآخ من هالحزة .. اييني شعور المدرسه والقته مالت وراي واجبات ما سويتها .. وباجر عندي امتحان وما درست له ... دائما يوم الجمعة وحزة المغرب اختنق لإدراكي ان نهاية الإسبوع قد مضت .. وانني سوف انتظر خمسة ايام اخرى حتى اركن الى الراحة .. ويمكن اكثر شي خفف وطأة هذا اليوم ان السبت اصبح من ضمن الويك اند وادري ان باجر ما عندي دوام

الجمعة هو يوم اداء كل ما هو مؤجل خلال ايام الإسبوع .. هو يوم الذي افتح شبابيكي على مصراعيها لأستمع لخطبة المسجد من بعيد .. هو اليوم الذي ابحث به عن كتاب احب قراءته .. هو يوم الأحاديث الصغيرة مع شقيقتي واستجرار الذكريات عن من رحلوا .. هو يوم سورة الكهف .. والدعاء لأمواتنا بالقبول .. هو يوم عرفته منذ الصغر بأنه يوم الله .. شممت رائحته بثياب والدي رحمه الله وهو مغادر للمسجد .. وعرفت عبقه بثوب والدتي حفظها الله عندما كانت تتجهز للصلاة ... احسست روحانيته مع قول الله اكبر .. وعرفت انه عيدا لكل مسلم .. فهو اليوم الجامع ما بين الإسبوع الذي رحل .. والإسبوع القادم ..
حلقة وصل .. بداية ... ونهاية ..

الجمعة من الاجتماع وربما اطلقت الجمعه على الاسبوع بأسره من باب تسمية الكل باسم الجزء

الجمعة عيدنا و عيد الرسول
و العيد من العادة و الاعتياد، أو من العودة فهم عادوا إلى الاجتماع.. و ذلك يفيد التكرار، أما الجمعة فمصدره فُعلة و الذي يدل على حركة و اضطراب و ذلك في ظني دليل على حالة الاجتماع في هذا اليوم

 
نهاية اسبوع جميله اتمناها لكم مع من تحبون
 
 
 
* كل ما كتب باللون الأخضر منقول من مدونة Deema land

1.4.10

ليه غاب بدري


ليه غاب بدري ...

من أين ابتدئ حكايتي ...
كيف اجمع ما انتثر من تفاصيلها على ملامحي لأحكيها لكم ..
من منا سيحكيها ... فرحي ... عشقي ... انكساري ... ام بدايتي من جديد
أي منا سيغلب الآخر في نقل كل تلك التفاصيل المشبعة تارة بالمرارة .. وتارة بالقهر .. وتارة أخرى بالأمل .. وعزم الفواتح

هل تبني البدايات السعيدة والمشبعة بالفرح على أطلال العشق والنهايات المطحونة بين سندان الواقع ومطرقة المجتمع

"ليه غاب بدري" ... سؤال اغرق به كلما التقت عيناي قدم ملامحي على وجه تلك المرآة ...
نفس العيون التي عشقتك يا بدر ... نفس الملامح ... هي ذاتها ... لكنها موغلة بالقدم ... أطلالا من مزيان التي عرفت .. وهويت ....
بقايا فتاة صغيرة كبرت معك ... وملامح امرأة ناضجة لا اعرفها لأنها لم تنضج بين يديك

نعم ... آنا لا اعرف نفسي من دونك
ولكني اعرف جيدا ... أن بدري قد غاب
وتوقف العمر هناك ... ولم تتوقف خطوطه التي زحفت على جسدي ... واقتاتت على حرقة الغياب
.........


أنخط الحكاية هنا !!

وهل تكفي كل تلك الأوراق لسرد نبضات قلبي منذ أن عرفت أن للقلب شيء يدعى نبضات
اتكفي يا بدر ...
اتملك الجواب بعد كل هذا الوقت

الوقت ... كاذب من يدعي ان الوقت يشفي كل الجروح
مدعي من قال ان الجرح يبرأ .. ونتذكره بعد ذلك وكفوفنا تزخر بعمق التجربة
مجنون من ظن ان الشوق ينطفئ ... والتنهدات تموت على صدر الفراق

كل باق هنا ... حتى مع الغرس الجديد ... مع الأمل ...

كل باق هنا
.
.
.
فهل نكمل!!



.................