.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة. إظهار كافة الرسائل

25.7.10

ليه غاب بدري .. السادس




وها أنا قد عدت اغرق بسحابات شوقي من جديد .... بين ضفائر المشموم ... فوق ارفف شجر اللوز ... على اعتاب المنامة ... وبالقرب من بيبان بيوت المحرق العتيقة ... اخط تنهداتي على جدرانها المتهالكة .... وارتشف الحنين من حواريها الضيقه ... اغتسل بسحابات صيفها السمراء ... واتوسد احلامي الغافية بين الضلوع ... احجر على الوله ... واواريه بكساء من تعب ... اتمرغ فوق تراب العشق لألتهب طيبا شممته بحضن امي عند اللقاء ... واحسسته بين يديك في ذلك اليوم ....

كم من الأيام قد مضت يا بدر منذ ذلك اليوم ... وكم من الخطوب قد نسجت قيودها حول مصيري معك .... وكم من الأصفاد قد حكمتنا وفرضت علينا دروبا لم نخترها بل هي من اختارتنا ...



قدر ... يحكمنا ... وننصاع لأمره ... ضعفنا هو المقود .... وانكسارنا امام حكمه هو من حدد الوجهه



تراكمات ... كلما ازلنا منها شريحه تعرت التي بعدها بشيء من الحدة ... وكثير من الألم ... ونزف لا يتوقف ...



ولم يتقادم الشجن ... لم يعرف العمر ... اتقن التخفي وراء تجاهلنا لكل تلك المشاعر ... وحتى نستمر بالمسير .... تفنن باقتناء الأقنعة .... واتقن حرفة التنكر ...



حفلا تنكريا بدأناه سويا .... ولازال قائما .... ليس له فجر ينهيه ... او كأس يسكره.... او لحن يطربه فيتثني غنجا بين انسكابات يارات الشموع وشرائط الحرير ... تتهاوى لتكسر نمطية اللون .... وتجدد كل ماكان .... فيبعث البدر من جديد .... على سفح سهل التقائي مع تفاصيلك يا وطني .....



تتوه نواظري فوق تفاصيل شوارع المنامة ... وأنا متوجهة لمنزل والدتي الذي غادرته منذ زمن ... اجمع كل همس الشارع ... واغزل معه نسيج الذكريات ....







.........



اذن لنكمل ..



رياح تعصف بك يا بحرين ... تزرع بمآقي الأمهات بكاء الإفتقاد ... وحرقة الخسارة .... وعتمة تلتهم حرمة البيوت .... واعتقال لكلمة تصارع لكسر القيد ...

لم يغب عن بالي ذلك اليوم ... فرحتي بتخرجي وانتهاء مشوار الدراسه الطويل .... والعزم على بداية الطريق معك يا بدر ... كنت اقبل عليه وانا اعلم انني سأخوض معركة اشد من معارك الشوارع التي نشهدها كل يوم ....



كان صباحا كبقية الصباحات التي سبقته .... شوارعنا تدك تحت اقدام المطالب الشعبية والتلون الطائفي الكريه كما اسمته وسائل الإعلام ... وفنجان قهوة يختلط مع رغبتي بسماع صوته لدقائق حتى ابتدئ يومي براحة بال واطمئنان



اتصفح الجرائد بطريقتي المعتادة .... ابتدئ من آخر صفحه ..... ابحث عن اطرف الأخبار حتى اخدر مشاعري قبل ان أختمها بأول صفحه وكأنني اصب الماء البارد على حرارة اخشى الإحتراق معها ... اقرأ ما احتقن هناك من مانشيتات .. تندد ... وتتهم .... وتشجب ... وتطالب .... وترفض  ......... و .......



تتباطأ الثواني ..... ويعلو صوت عقارب الساعة
يتوقف الزمن لوهلة ....
تتعرى اللحظة امام شهقة الألم ..... وصدمة لم تكن بالحسبان
تلك العينين الحادتين بذكاء
ذلك السمار المشوب بلون البحر ....
وهذا الإسم ............ اعرفه جيدا



عقيل ....



...................



انفجار عبوة ناسفه .... بنك ..... ضحايا .... ودماء قد تلَون الشارع بأحمرها ....



تفاصيل كثيرة .... مؤلمة .... يطوقها عنوان واحد قد غرس كخنجر بين احشائي ... ولم استطع اجترار انفاسي ... او النطق من شدة الصدمة



التقط سماعة الهاتف كالمساقة إلى حجر الواقعة ... اشهق وامسح دموعي بظهر كفي ... واطلبه ليصلني صوته عميقا هادئا كما عهدته ..



" الو ... ... الو "
اشهق ... احاول ان انطق .... تغلبني عبراتي ... وانتحب على الطرف الآخر من الخط
" مزيان .... مزيان .... ردي علي ... شصاير .."
" بــــ ....در .... عقيل .... بالجريدة ..... شفت الجــــ....ريدة"
يصمت قليلا ... يجتر انفاسه المتقطعة " شفتها .... شفتها ... هدي روعج شويه .... خليني اعرف اكلمج "
انتحب اكثر " موب قا...درة .... بدر .... عقيـــــ .... ل .... انا اعرفه .... انا اشوفه .... كل يوم .... معاي ...... بمحاضرات وايد .... ليش يسوي هالشكل .... ليش يفجر ...ويقتل .." ويزيد انتحابي
يصرخ بي " مزياااان .... هدي .... وين اهلج ... وين امج "
اقولها وانا منهارة " مادري ... مادري ... برع .. مادري ..... بدر ... اهو مات ... الجريدة تقول ان مات ... فجر نفسه بالبنك"
يصمت قليلا ... يتردد " مزيان .... مو كل شي تقوله الجرايد صح .... ومو كل شي نصدقه "
"انت شتقول ؟؟ .. يعني الجرايد يجذبون ... ليش يجذبون ... ليش؟؟ بدر .. آ ..نا .. مو فاهمة ... شنو اللي قاعد يصير"
" مزيان .... شاقولج الحين ( تملكه الحيرة ويتوه بين نحيبي والحاحي بالسؤال) مزيان ... التيلفون ما ينفع للكلام هذا ... فاهمتني!!"



اتوقف لبرهة .. وادرك ما يقصد ... فاغلق الخط مرتعبة دون ان اكمل حديثي معه ... التصق بالجدار وانا احتضن خبر انتحار عقيل مفجرا للبنك .... هل اصدق .... ام اكذب ما سطر هناك ....



ما اعرفه عن عقيل هو القليل ...
دماثة اخلاقه ... واحترامه بالتعامل مع الكل ... لم يكن يفرق بين بنت او ولد .. بالعكس كان يتعامل معنا بشيء من المداراة وكأننا اخوات له
هدوءه .... وخفض عينيه بخفر وخجل كلما القى السلام على احدنا
قلة حديثه ... وعمقه كلماته القليله
وعينيه .... تلك العينين ... وتلك العزة ... وذلك التحدي المتواري خلفهما
هل حقا عرفنا عقيل .... وهل كان ما تذكره الجرائد من تفاصيل يحمل ولو شيء بسيط من الحقيقه ...
وهل هو قادر على الإقدام على مثل هذا الفعل !!!
سؤال بحثت عن جوابه كثيرا ... ولا زلت لا اعلم من اصدق
ماهي حقيقة وجوده بذاك المكان في وقت الإنفجار



هل حقا لعقيل اليد والدخل بما حدث!!!!



...



هل ظلم عقيل ... ام هو من ظلم نفسه .... ولا زالت الأجوبة كثيره ... والقصص متعدده حول تلك الحادثة ....ولا زال الشك يراودني كلما فكرت بما حدث ....



كل ما اعرفه انه توفى في تلك الليلة ... كيف ولماذا ... بعد الله هو فقط من يعلم



عندما يخطف منك الموت شخصا تعودت على رؤيته كل اليوم ولم تنتبه لوجوده بذلك القدر يجعلك تتساءل لماذا لم اعرفه جيدا... والفرصه كانت متاحه ... لماذا لم اقترب اكثر ... لعلي اجد بعضا من الأجوبة التي تحيرني حتى اليوم



..........

وانتبه لطرف ثوبي وهو يشد باصرار ... اخفض عيني لأجد لمى تقف بجانبي ... تبحث خلف الشباك عن ماكنت اسرح به

"ماما شنو في بره ؟؟"



ابتسم رغم حدة الذكريات التي داهمتني بقوة " مافي ماما ... مافي ... كنت اطالع الشارع ... ولهت على البحرين "



........







تجتمع العائلة كعادتها ... وتختلط أصوات الفرحة بهذا التجمع هذا الإسبوع بالذات احتفاءا بعودتي بعد غياب سنين ... لم يتغير شي من تفاصيل المكان ... ولا ذلك العبق الذي انتثر بالأجواء برائحة الطيب والبخور الممسك ....



لم يتغير الا الحضور ...
فالأطفال قد كبروا ... والكبار قد شكلت السنين دروبها على تفاصيلهم ... وخط البياض بعضا من سوادهم



وانا ... اجلس هنا بمحاذاة حمد ... التقط معه اطراف الحديث ... احاول ان الحق بما فاتني من تفاصيل حياته ... واضحك بعمق كلما هتف بي يمازحني بكلمة" خالتي "

وابحث بالخفاء عن بقايا قد يكون بدر تركها هناك... بين اعماق حمد
كنا نتحاشي الحديث عنه ... ولكن العيون قد قالت الكثير ...
وسما ابنة حمد قد قالت اكثر



"سميتها سما ؟"
يتحاشي ان تلتقي عيناه بألم عيناي " ... سميتها"
ابتسم وعيناي قد احتقنت بحديث الذكريات مع بدر







" بنسمي بنتنا سما "
اضحك " الله ... حلو الإسم ... بس شمعنه سما "
" عشان اسم سما يتم يذكرني بحبي لج اللي بكبر السما ... بصفاها .... ولونها ... ودفاها"
ابتسم بخجل
" وابيها تشبه لج ... ابيها تاخذ كل شي منج "
" بتحبها اكثر مني؟؟ ترى اغار"
"يالمينونه ... بتغارين من بنتج ....( يبتسم ثم يتابع ) باحبها لأنها قطعة منج .. وباحبها اكثر لأنها نسختج"



انتبه لحمد محدقا بي ... اخفض عيناي بتوتر ... ارفع سما لأحضاني .. اقبلها ... واهمس لحمد " ..مشكور "
يصمت قليلا ثم يبادرني بالسؤال " وين خالد ... ليش ما ييه معاكم "
اهرب قليلا بالبحث داخل حقيبتي عن شي لا اعرفه ثم اجيب على وجل " ما قدر ايي معانا ... مشغول شويه "
اهم واقفه .... وابتعد لأبحث عن اطفالي ...قبل ان افسر اكثر عن غياب خالد
ولا انتبه لجلوس امي بتلك الزاويه المعتمه وهي تراقبني من بعيد ... وكأنها تبحث عن سر انكسار عيني ...



وتنتهي الليله..... وأستعيد قليلا من مزيان التى كانت ...



فقط ليلتها ... نمت قريرة العين ... مطمئنة بين احضان رائحة الياسمين وزهور الرازجي ... وهواء البحرين المحمل برطوبة البحر .. وحفيف سعف النخلات التي شهدت طفولتي .. ورحيلي دون ان اجمع ثمرها في تلك السنه



اصبح الصباح وكلي فرح ... احتضن مخدتي وابتسم لمنظر لمى وهي نائمه بفوضى قد طالت عبدالرحمن اخيها ... احكم اللحاف حولهم وانهض لمباشرة صباحي البحريني الجديد



قهوة مرة ... قليلا من الحلوى المطعمة بالهيل والزعفران ... وجرائد الصباح ...



ولأول مره مذ رحلت ابتدئ بأول صفحه وابحث عن الأخبار ...
..........



اشتقت لصمت الشارع هنا ... واشتقت لتلك الشمس الحانية



" مزيان ... شو اللي مصحيك بكير ماما"
"صباح الخير يمه ..... ابد ... تصدقين ماما اشتقت حق رطوبة البحرين وريحة المشموم من الصبح ... واشتقت حق قهوة بيتنا .. واشتقت لصباحاتي معاج "
اقبلها فتحضنني ممتنه لوجودي معها
"وأنا كمان .. ولهت عليكي برشه يا ماما"
اضحك للغة أمي المخلوطة و اسكب لها فنجانا من القهوة ....
ترتشف قليلا منه ... تحضنه بكفها وهي تراقبني ...



"اليوم باخذ العيال وبفتر فيهم بالبحرين شويه ... ابيهم يشوفون ديرتي ويعرفونها " اقولها مبتسمه
تسرح هي بملامحي وتكون ابتسامتها صدى لإبتسامتي
"باوديهم المحرق ... آبَيهم يشوفونها ... وبعدين باوديهم يشوفون بوابة المنامة ..." وانتبه اليها وهي تراقبني دون ان تنطق بشيء



"ماما ... شفيج؟؟"
تصمت قليلا قبل ان تجيبني " انتي شو مالك ؟"
"آنا ... شفيني!!!!"
"وينه خالد .... كيف يتركك تجي البحرين لحالك"
اقولها على وجل " خالد مشغول ... وايد مشغول"
"مزيان!!"
اجلس على طرف الصوفا وقد بدأت قواي بالتسرب من اطرافي ... اختنق ... ابتلع دموعي واهمس
" خالد ... مسافر ... مسافر معاها"
" مع مين ؟؟"
" مع .. ( ارفع عيني للسماء .. ابتلع كرامتي واهمس) هوارية "



تمد يدها لتمسك بيدي ... تتسمر عيناها وسط عيني ... فاهرب منها ..
دائما كانت تضعفني تلك العينين .. تتمتم بشيء لا افهمه .... ليطفو على ملامحها تعب السنين التي مضت .. وكسرة خاطر تحاول ان تواريها عني ... وذنب تحمله هي لزواجي من خالد



"منو هوارية ؟؟؟"



ارفع رأسي لأراها منتصبة هناك .. تنتبه امي لوجودها فتخنق الحديث
اشهق باسمها ... فتخونني دموعي
احضنها ... " ولهت عليج .. ولهت عليج وايد ... "







يتبع






1.4.10

ليه غاب بدري


ليه غاب بدري ...

من أين ابتدئ حكايتي ...
كيف اجمع ما انتثر من تفاصيلها على ملامحي لأحكيها لكم ..
من منا سيحكيها ... فرحي ... عشقي ... انكساري ... ام بدايتي من جديد
أي منا سيغلب الآخر في نقل كل تلك التفاصيل المشبعة تارة بالمرارة .. وتارة بالقهر .. وتارة أخرى بالأمل .. وعزم الفواتح

هل تبني البدايات السعيدة والمشبعة بالفرح على أطلال العشق والنهايات المطحونة بين سندان الواقع ومطرقة المجتمع

"ليه غاب بدري" ... سؤال اغرق به كلما التقت عيناي قدم ملامحي على وجه تلك المرآة ...
نفس العيون التي عشقتك يا بدر ... نفس الملامح ... هي ذاتها ... لكنها موغلة بالقدم ... أطلالا من مزيان التي عرفت .. وهويت ....
بقايا فتاة صغيرة كبرت معك ... وملامح امرأة ناضجة لا اعرفها لأنها لم تنضج بين يديك

نعم ... آنا لا اعرف نفسي من دونك
ولكني اعرف جيدا ... أن بدري قد غاب
وتوقف العمر هناك ... ولم تتوقف خطوطه التي زحفت على جسدي ... واقتاتت على حرقة الغياب
.........


أنخط الحكاية هنا !!

وهل تكفي كل تلك الأوراق لسرد نبضات قلبي منذ أن عرفت أن للقلب شيء يدعى نبضات
اتكفي يا بدر ...
اتملك الجواب بعد كل هذا الوقت

الوقت ... كاذب من يدعي ان الوقت يشفي كل الجروح
مدعي من قال ان الجرح يبرأ .. ونتذكره بعد ذلك وكفوفنا تزخر بعمق التجربة
مجنون من ظن ان الشوق ينطفئ ... والتنهدات تموت على صدر الفراق

كل باق هنا ... حتى مع الغرس الجديد ... مع الأمل ...

كل باق هنا
.
.
.
فهل نكمل!!



.................





17.8.09

قصص معلبة ... الجزء الثالث


"عزيزتي نوف


تبعت التفاصيل معك .... التهمتها عيناي ... وتشبعت بها حواسي ... وحبستها أنفاسي ... لأرتويها شعورا آخر ...


نحن نعشق بكل خلجاتنا يا نوف.. يغادرنا العقل عندما تتسارع دقات القلب ... وتلهث بنا الأيام وراء حلم نتمناه... فنتبع خطاهم ... ونهمس ذكرهم ... ونعطيهم دون انتظار للمقابل ...

وبانتظار لحظة اللقاء ... نذوب وننصهر
فاخبريني ... هل التقيتيه ؟
شفتيه يا نوف
وشلون كان اللقاء ... شنو حسيتي .... واهو شلون كان معاج
شنو قلتي
وشنو رد عليج!!
ولما عينج تلاقت مع عينه ... كنتي بهالدنيا لو بدنيا ثانية

وشرايج نحط هالتفاصيل بالبوست الياي؟؟
إذا ما كان يضايقج ... أو يضايقه اهو .... أبي أحداث اكتب عنها ... أحس البوست واقف عند مشاعرج واحاسيسج إنتي بس


ما اعرف اهو وين كان ... معاج على الخط ... سابقج بخطوة .. آو إنتي سابقته بخطوات

لا تطولين علي بالرد ... وخلينا نخلص قبل رمضان
:)

كل الحب



الزين"









"حبيبتي الزين


أول شي الحمدالله على السلامة ... أتمنى تكونين ارتحتي وغيرتي جو


أنا ادري شغلتج بتفاصيل قصتي ... بس ما تصدقين شكثر سردج لها ومشاركة الناس لي معطيني إحساس بالراحة ....ويعجز لساني عن شكرج يالزين ... وربي يريح قلبج مثل ما ريحتي قلبي


نبلش نكمل يالزين

استمرت أحداث قصتنا بين مكالمات ابلش فيها يومي ... اشاركه تفاصيل حياتي واهو نفس الشي .. كنا مع بعض بكل لحظة ... البيت ... الدوام ... الشارع ... ليل نهار ... حتى اثناء النوم ... كنت أفز على طاريه تالي الليل وأكون ولهانة ... ساعات أطاوع نفسي وارفع التليفون عليه ... وساعات يعور قلبي يالزين وأقول اهو شذنبه ........حتى وآنا نايمه ... قلبي يشتاقه ....


افتح عيني على إحساسي بحاجتي له ... لصوته ... ولإحساسي بالأمان وأنا حواليه ... صار النوم ماله لزمه ... يتعبني لأن اهي الفترة اللي يكون فيها بعيد عني ... وساعات كنت اغفي وانا اكلمة ... تصوري يالزين ما يسكره ... اوتعي الاقيه معاي على الخط ... اقول له ليش ما سكرته ... ويكون رده شي ثاني ... يحسسني اني انا دنيته ... تصوري يالزين لما يقول لي ان كان ساكت ويسمعني اتنفس .... لما تحسين ان اهو يحب فيج حتى صوت انفاسج اللي انتي اصلا ما تدرين عنها ..... شكثر ممكن يملكج بهالكلمة ....


آنا يالزين كنت أتريا الفجر .. انتظر شمسي تشرق ... لأني ادري أن يومي بيبتدي فيه
تعرفين إحساس العطش المتواصل ... هذا آنا ... حد ما شربت ما ارتوي


وتسئليني شلون شفته؟


تدرين شعوري الحين شنو ... أبي أغمض عيني واسترجع الوقت ... نفس الصورة ... نفس التفاصيل ... نفس الشعور ... نفس الفرحة ... ونفس الخرعة
:)
ايه خرعة ... ومن قلب



الموقف كلش ما كنا مخططين له ....أو على الأقل آنا ما كنت متوقعته

كنت يا طويلة العمر مارة الجمعية قبل الدوام عشان آخذ لي سناك للظهر وعادة يكون بينا تليفون هالحزة

وكان اهو معاي على الخط وآنا اسولف معاه واخذ شوره شنو اخذ لي وشنو اشتري .. تفكيري كان كله مع صوته ... آنا قلت لج اني احب صوته!! مع إني ما اقدر أقول عنه إن حلو بس كان وايد يحسسني بالأمان ... معاه أنسى إن للكلام معني ... واسرح بعيد ... غريبة يالزين شلون شغلات صغيرة ما تشوفين لها أهمية ومع اللي تحبينه يكون وقعها مختلف ... واحساسج فيها غير

المهم قبل لا اشط واتغزل بصوته اكمل لج اللي صار
:)
الشاهد إن صوته كان مع الحوار اللي داير بينا يجرب ... وأنا مو ماخذه بالي ... ومشتطه بالسوالف ... ويجرب أكثر وآنا حتى مو قاعده اتساءل شلون صوته صار قريب لغاية ما التفت ولقيته واقف وراي


ولا تسئليني حزتها شنو كان شعوري

تاهت المسافات يالزين ... وكل الكلام تناثر ... والأنفاس تبعثرت ... ومدري الصورة اهي صارت مهزوزة جدامي ... ولا هذي رعشة قلبي ... مدري هذا النفس كان داخل صدري ولا طالع من صدره ... مدري هذي العين هي دنيتي ولا عينه اهو ..... هذا لونه لو لوني ....هذي ريحته لو عطري
منهي أنا في وجود اللي يعني الوجود .....منهي أنا بين الكلام ... إذا عيا الكلام يوصف لحظة وقف فيها كل شي .. وصارت الدنيا ممر بجمعية وعيون تناظر كل ما فيج تبي تشبع منج ... وشهقة تحمل خليط غريب من المشاعر ... خرعة ... على لهفة ... على شغف ... وحيا ممكن يلجمني
وبرد .... برد ... برد ....... والدفا كله واقف جدامي

وقلبي ... قلبي اللي موراضي يركد ... دقة لي ... وعشر له ....وبلحظة ينبت لي جناح ... وشعوري له اهو سماي... احساسي له ماله مدى .... والمدى ولا شي يم احساسي
وادور الكلمة اللي بقولها ... واهو مبتسم وبيني وبينج وده يضحك على شكلي
وين السلام
مشاري
لبيه
آآآه يالزين .... يقول لي لبيه ... يخليني املك العالم كله ويلبسني اياه خاتم في طرف اصبعي واهو ينطقها ...
وجنا المسافات فقدت معناها ... وصار اللي بيني وبينه خطوة او اقل ... حتى عيني عيت تناظر عينه
فديت الحيا واللي يستحون آنا
يوز عني ... ترى شكلي بصيح
ليش عاد
شدراني ... لا تسألني أسئلة ما اعرف أجاوبها الحين
شفيج
شفيني !! ... بموت من الحيا
أدري
رفعت عيني فيه ... لقيت الدنيا استوت جدامي بهاللحظه شي ثاني
تدري ... ليش تسوي فيني جذيه
ما تبين تشوفيني !!
وكانت عيوني تبتعد ... خايفه تفضح جوابي ...
ردي!!
مشاري ... قلتها وكلي ذايب بمشاري
يا كله وبعده
اووووش ... ترى والله يغمى علي ... ماني حمل كل هذا
يبتسم

والله طلعتي طويلة مع الكعب منتي هينه
ايه ايه تطنز
لا والله زين طولج وانتي واقفة يمي واللي يعافيج لا تغيرينه
كلش ماكو اكثر من هيك احباط

كانت السوالف غير يالزين .. مختصرة بس تحمل كم من المشاعر بشكل ما تتصورينه ... وتوتري كان منعكس عليه ... يحاول يسوي كنترول على الأمور .. بس اهو متوتر اكثر مني .. الكلام اللي نبي نقوله وايد ... واللي تقوله عيونا اكثر ... ومع هذا ما قلناه
رعشة قلبي ... ورجفة ايدينه كانت تحجي عني وعنه
عيوني اللي تتصدد ... وعيونه وهي تلاحقها قالت كل شي ... شكثر اهو يبيني ... وشكثر انا ابيه

.............

ابي اوقف هني ... احساسي إن كل هالتفاصيل وهم ......... وهم
متعب الشعور يالزين
حيل متعب

اسمحي لي
سلام "


نوف

10.8.09

قصص معلبة .... الجزء الثاني


" حبيبتي الزين

تقبلي اعتذاري لأنسحابي سريعا ... فلقد كان اجترار الذكريات اصعب من ان تتحمله انفاسي المرهقة ....


وخليني اكمل لج قصتي ... انتي ما تتصورين شكثر عندي كلام ابي اقوله ... واوصله للي وده يعرف قصة نوف


تتابعت التعليقات من جانبه ... وتتابعت الردود من جانبي

ووصلنا حد اصبح التعليق والرد لا يفي بتجاذب الأحاديث بيننا هناك... ففضلنا ان احنا ننقل ساحة اللقاء الى الماسنجر ...

وعندما اعود بذاكرتي للوراء ... اجد ان احاديثنا كانت بسيطه وبعيده كل البعد عن مشاعرنا .... كانت احاديث تشمل الكثير من طبيعة عمله ... وقراءاتي المشابهه لإهتماماته ... كان ينظم الشعر ... وكنت معجمة وركيزة قواعده ونهاية قوافيه .... كنت اكتب في مجال دراستي وكان هو مرجعي بالكثير من الأمور ... لذلك كانت ارضية النقاش خصبة بيننا ... فتحت افقا اكبر وجوا مريحا لسبر كل منا غور الآخر ... ومعرفته بشكل افضل


كان صريحا معي لأبعد الحدود .... وكنت حابة صراحته الى ان اخبرني .....


نوف .... انا كانت لي تجربه بالزواج ... فشلت ... وكل ما اخذته منها هو الكثير من الخيبات ... وطفل صغير


انت كنت متزوج !!

نعم .... وما استمرت حياتنا الكثير ... انا ما ابي نتبدى غلط .... وابيج تكونين بالصوره

نبتدي .... ليش احنا ما ابتدينا!!

نوف

مشاري ... انت تعني لي الكثير .... بس احتاج افكر .... وضعك هذا يغير شغلات وايده ... ما ابي اخذ قرار الحين ... ولا ابي اقول لك ان الموضوع عادي

................


ابي افكر

من حقج ... وانا قلت لج عشان تفكرين صح ... ما ابيج تستعجلين

مشاري .... انا افضل اني امشي الحين .... ونكمل تالي

تالي

سلام


تدرين يالزين شلون موازيني اهتزت حزتها .... وشلون الموضوع صار له حسبه ثانية ... خصوصا اني توني رادة اثنين متقدمين لي بنفس الوضع ....



ومع هذا الموضوع ما اخذ مني الكثير من التفكير .... مشاري فيه كل شي ممكن يخليني اكمل معاه .... مقاييس الأهل ما كانت مهمة وايد بالنسبه لي حزتها ... كان كل شي فيني يطلبه .... ويبي يقرب منه .... حسيت اني منجرفه ناحية قصة حب راح توصلني السما ...


ولا تسئليني ليش كملت




!!



ما عندي الجواب ... ولما الحين مو لاقية جواب



كل اللي اعرفه اني كنت اصحى الصبح .... اسحب اللاب توب ... الاقيه شابك وناطرني
كل اللي اعرفه ان السوالف لها نكهة ثانية معاه ... وان يومي لازم يبتدي فيه وينتهي عنده
كل اللي اعرفه ان مشاري كان بالنسبه لي سما واسعة ... وافق ما ينتهي عن حد

وعلى ايده صرت انسانه مختلفه .... يمكن نضجت اكثر ... ويمكن صرت اشوف الدنيا بشكل ثاني ....



ويمكن دلاله لي خلاني احس اني امرأة مكتمله في سماه .... وما انكر اني ابد ما ينقصني الدلال في بيت اهلي ... لكن دلاله اهو كان غير ...... فاهمتني ... دلاله هوكان دلال الرجل لحبيبته ... نظرته لج توصل لي اقصى اقصاج ... تهزج ... وتحسسج ان انتي وبس



كلمة وحده منه تخليج تقولين ان هذي الحياة وبس ... وعتب صغير او زعلة صغيرونه تنسف يومج كله



بس تدرين .... انا ادري ان هذي سواة الحب اكثر من سواته


الحين عرفت

المهم بعدها رجعت له وكلي تبعه .... ما همني اللي كان ... اللي همني اللي بيكون
وكملنا .... كملنا يالزين

تدرين .... اول مره قال لي فيها ان يحبني كنت قاعده جدام تسريحتي ...
:)


وعمري ما شفت عيني تلمع مثل حزتها ... ولا روحي تشهق مثل لما سمعتها ... كلي تغير بلحظه .... تلون ... وصار ينبض بالحياة .. حتى قلبي ما كان يدق .... كان يشهق .... كان يتفلل ينتثر ... ويجتمع مع انفاسه واهو يقولها



حبيتني اكثر ... حبيت نوف اكثر لأن اهو حبها .... وحبيت كل تفاصيلي ....


حبيت حتى ابيات الشعر اللي قالها فزاع من يحبك كثر ما احبك انا وتغني مشاري فيها لي ... برجعتي من الدوام نرسمها سوى على كل تفاصيل الطريج ... على ارصفة الشوارع ... عند اشارات المرور ... مدخل منطقتنا... بيتنا .... وغرفتي



والأمور الصغيرة ..... مثل البسكوت اللي يحبه والكاكاو اللي يغيب معاه ... حتى العسل وقفشته الخشب ... كله يخليني اشوفه بشكل ثاني



شكثر يحب تراثنا وشكثر متعلق فيه .... ومو غريبه تلاقين جم كتاب ملازمينه عن المفردات الكويتية القديمه ... فهد بورسلي والخرقاوي وزيد الحرب


والكثير الكثير من ملامح مشاري ....

زيون ... انا حتى لما كنت اعصب ... واحتد ... واعلي صوتي .... وانسى ان اللي جدامي حبيبي .... كان يعرف شلون يمتص غضبي ويهديني ويحتوي كل ما فيني

من بعده اهو منو يقدر يواسيني .... من يقدر يمسح دمعتي .... ويحضن هم ليل ونهار يكويني .... من يداوي جرحي يالزين اذا كان اهو الجرح ..... مشاري




منو!!!

يتبع

18.4.09

مذكرات دجاجة متمردة ... 2



وتتوالى الأيام ... ودجاجتنا محتضنة بيضتها اليتيمة .. تخبؤها عن اعين الأخريات .. وتخفيها عن تشاندرا النسرة ... حتى يأتي اليوم وتفقس البيضة


فتصرخ من الفرحة ... تحوم حولها ... تنفض التراب عنها بمخالبها .. تبعد بقايا ريش قد خبأتها به وتتجمع حولها باقي الدجاجات بفرحة


فرخ صغير ...


ويعم الفرح المحكر .. وتصيح الدجاجات بغبطة ... بعضهم محاباة للدجاجة الأم والآخرى حبا لها... وتأكل البعض الغيرة لأنها لم يتسنى لها ان تحضى بنفس الفرصة
تقترب منها وتنفض جناحاها بزهو ... لتعلم الكل انها اخيرا اصبحت ام


وفجأة يفتح الباب بقوة ... وتدخل تشاندرا بخطواتها الثقيلة ... فتتطاير الدجاجات رعبا في الكل الجهات مع صياح البعض الآخر .. ووتراجع هي مخبئة صغيرتها تحت جناحها ... تقترب تشاندرا متفحصة الدجاجات .. يقترب منها الديك .. تبعده بقسوة بطرف قدمها فيحلق لوهلة ثم يثب هاربا الى خارج القفص


تصرخ مولولة وهي تنادي راجو .... وتخرج تاركة باب القفص خلفها نصف مفتوح


يعم الهدوء القفص وتنظر الدجاجات لبعض ... تقترب هي من الباب ... تنظر للخارج ... هو عالم آخر لم يتسنى لها ان تراه ... شمس مشرقة ... وعشب اخضر .... وسماء صافية تتخللها الغيوم ... وتقترب الأخريات معها ... وتتهامس الدجاجات ... هل نخرج .. هل نهرب ...
تصيح اكثرهم عنفوانا


"خل نطلع .. شتنطرون"


تجاوبها الدجاجة الأم


"وين نروح ... انتي تدرين شنو في بره ... تقدرين تأمنين على روحج في عالم ما تعرفينه"
"مهما كان هم ارحم من تشاندرا والفيران اللي كل يوم تاخذ منا وحده وليمة"


ترد عليها الأخرى


"هذا قدرنا شنسوى"
"انتوا ضعاااف ... وطول ما انتوا ضعاف بيتم حالكم مثل ما اهو ... تشاندرا شوي ... والفيران شوي .. وعتوي بيت بو فلاح شوي"
"وه وه وه اسم الله علينا ... فالج البر ... شله عاد التخرع"
"انا بصراحة ما ابي اطلع ... واعرف احمي نفسي"


تلتفت لها الدجاجه العنوافنية لتجاوبها بحنق


"قصدج الديج اللي ميته عليه ... ليكون على بالج اهو صافي لج .... اشوه ان مثل شهريار كل ليله له وحده منا... وكلنا جواري بالحرملك يا عيوني ... كاهو طلع وخلانا "
تلتفت الدجاجة الأم لصغيرتها لتفكر


"انحاش معاها ... بس اهي صغيره ... وانا بروحي ما اقدر احميها ... انا ما اقدر احمي نفسي اصلا ..وحالي حال الكل هني ... مغلوبين على حالنا"
"سمعوني زين ... انا بطلع واللي بخاطرها تشوف العالم وتعيش مثل باجي الخلق تتبعني ... واللي مافيها حيل واللي يسلمكم خل تنثبر لين اييها الدور وتنئكل"


تتجه للباب ... وتتشجع بعضهم ... ثم يفتح الباب على مصراعيه ليقذف راجو الديك الأعور داخل القفص وهو يسب ويلعن
تهرع باقي الدجاجات للإختباء وتدخل تشاندرا لتتناقش مع راجو اي الدجاجات يصطاد
يتلفت راجو وتوجهه تشاندرا لتلك السمينة الغضه ... يقترب منها ... تحاول ان تهرب تصرخ


"مابي ..مابي امووووووووووت .... وااااااك"


ويمسك بها ... تلتفت على باقي الدجاجات تودعهم بعين دامعة وصرخة هلعة .. يعطيها لتشاندرا ثم يبحث عن طريدة اخرى ... وتلتقي عيناه مع عين الدجاجة الأم ... يملأها الرعب وهو يقترب ... تفر الدجاجة الصغيرة من تحت جناح امها ... ترفرف الدجاجة الأم كأنها تدعو ربها للخلاص ... تبحث من منفذ ... ويقترب اكثر ... تصرخ الدجاجات ... يهرب صوتها ... تصرخ الدجاجة العنفوانية


"انحااااشي ....كاااااااااااااااااااك"


تتجمد رعبا ...
تتراجع ........ يقترب .... تتراجع .. ويقترب اكثر
تلتصق بالجدار ... تصرخ الدجاجات
يهرول الديك بدون هدف
ويمسك بها


"كاااااااااااااااااااااااااك"


وتلتفت الصغيرة على امها وهي لا تفقه ما يحدث ... هرج ومرج ... وشعور لا تفهمه ... شعور اكبر من عالما الصغير ... ولكنه مؤلم


يتجه راجو لتشاندرا .. تبتسم له ابتسامة رضا وغنج وهي تمدح قوته وسرعته
ترفرف الدجاجات بين يديه ....


تنظر الدجاجة الأم لصغيرتها بحسرة وألم مودعة لها متألمة لفراقها ... فلم تتم فرحتها ... ولم يكتمل عالمها الوردي الذي رسمته
يخرجان ويغلقان الباب خلفهما


يتهاوي الديك على الأرض جريحا من ضرب راجو
تتهافت الدجاجات عليه لمواساته .... تقف الدجاجة العنفوانية يغلفها الغضب ... رافضة للواقع المر .. تصرخ بباقي الدجاجات


"انتواااا ضعااااااااااف ..... شلون تخلونهم ياخذهم .... شلوووون..... كووووووو عليكم"


يرفع الديك راسه


"فكينا من اللغوة الزايدة ... ترى فيني اللي كافيني"
"اسكت .... تبيني اسكت ... لو كان عندنا ديج كفو يحامي عنا ويحمينا جان سكت ... انت اللي اسكت واللي يعافيك ... وجودك مثل عدمه .. مالت عليك اقول حتى مالت عليك"
"كووووووو ..... انتي شفيج ينيتي اكو وحده تقول حق ديجها هالحجي"
"والكوبه ... خليه ينفعج ... وليلتي متنازلة لج عنها ... شبعي منه"


تلتفت لتجد الفرخ الصغير ينظر لكل ما يحدث بتعجب ... تقترب منه ... يرف قلبها .... يحن لها ... تحضنها ...
ترفع رأسها تنظر لها بخوف
تمسح عليها ثم تخبرها ببساطة


"انتي اسمج صوصاا ... امج راحت يا عوينتي قبل لا تسميج ... ومن اليوم انتي بنتي... وعمري ما راح اخليج ضعيفة .. شفتي هذولي كلهم ... انتي بتكونين اقوى منهم ... واحسن منهم بكل شي .. وعمرج ما راح تكونين مجبوس دياي مثل امج"


توصوص الصغيرة .... تلتصق بها ....
وتغمض عينيها






يتبع

26.1.09

سندريلا


تستلقي هناك ... محدقة بالسقف ... وتتوالى افكارها واحدة تلو الأخرى وهي تتذكر ليلة زفافها

سندريلا ....

:)

وليلة عامرة ... معازيم من علية القوم ... اكبر قاعة بالراية .... فستان صمم لها خصيصا من دار كريستيان ديور .. الشيكولا من سويسرا .. الزهور من هولندا ...
مجوهراتها من van clef and arples.... المغنيين ... أصالة تزفها ... ورويشد يرافق المعرس بدخلته .. وعبده يتغزل بجمالها .....الإضاءة خيال ... المصورين في كل مكان لدرجة تشعرها انها شخصية سينيمائية قد اقبلت على سجادة الأوسكار ... التفاصيل باذخه .... الصرف مو طبيعي .... المغالاة بكل شي ... حتى باتت مشدوهة بليلة زفافها ... غير مصدقة أنها كانت هي المختارة ...

وتتبع بنظرها تفاصيل غرفتها ..... وتسرح بتفاصيل الستائر الحريرية ... كان حذاؤها سببا في زواجها من الأمير ... ايعقل ان يكون الحذاء سببا بكل هذا السعد .. كل تلك الرفاهية ... كل ما يحلمن به الفتيات ... من فيلا بأرقى المناطق .... سيارة فخمة ... شاليه في بنيدر ... وشاتوه في نيس ... وشقة في لندن ... وكل كماليات الحياة العصرية ...
وتمر السنون ... وتأخذ العلاقه بينهم منحى آخر .. ويأخذ الحب شكل مختلف ... ويموت الشغف بين احضان الروتين ... وتقتل الرفاهية كل ما يثير اهتمام سندريلا ... سهولة حصولها على ما ترغب يجلعها تأخذ الأمور كمسلمات دون ان تحس بقيمتها الحقيقية .... كانت تحبه .... كانت فعل ماضي ... ما بينهم الآن لم يكن له في معجمها اسم ولم تكن تعي ان له وجود بين الأزواج اصلا .... كانت تستغرب من النساء عندما يشتكين من برود المشاعر بينهم وبين ازواجهم ... من انعدام الحوار ... من مسخ الحميمة وتحولها لمجرد حاجة تشبع على فترات متباعدة

ما الذي حدث يا أميري .... ماذا تغير ... وكيف تغيرنا .. تنتابها مشاعر قد نستها ... تحن اليه


تلتفت لتراه يغط في نوم عميق ... ها نحن نكبر معا ... عشرون عاما قد مضوا و كلمح البصر .. شاب شعره ... وتغيرت ملامحي ..... تبتسم عندما تلمحه يتمتم شيئا اثناء نومه ..... تميل على راسه لتقبله ......

و..........

CUT

سندريلا : شنو؟؟؟؟؟
المخرج : ما اتفقنا على جذيه ... اول شي لازم تمسحين على شعره بعدين تبوسين راسه
الأمير : ولييييييييييين .... يعني هذي عاشر مره تنسى نفسها وتخوره ... انا بالله شنو ذنبي منسددح ومغمض عيني ... ترى طقت جبذي يا جماعة شوفوا لكم حل .. يا تغيرون المشهد ... يا تغيرونها اهي
سندريلا : عدال عليك ... لو شايفه ان اللي جدامي ممثل كفو ما نسيت المشهد
الأمير : نعم حبيبتي .... خير ماما
المخرج : اللهم طولج ياروح ..... شهالكاست اللي يايبنيه لي .... يعني قاعد ادير معركه لو اخرج فيلم
سندريلا : ما تشوفه .... انا اول مره ادري ان الرياييل لساهم اطول من لسان الحريم .... حشى دلالة مو ريال
الأمير : هذي اللي بتخليني اغلط فيها الحين
المخرج صارخا : بسسسسسسس .... يعني يا تلتزمون بحدود اللياقة والأدب ولا مالكم عازة هني ... كل واحد ياخذ حسابه ويمشي

تغضب سندريلا ... تعتزل الزحمه على كرسي جانبي .... ترفع كوب القهوة لترتشف قهوتها بروية

وتسرح سندريلا ... بعالم آخر ... غير مبالية باللويه اللي حولها ....

تتصفح الصور بذاكرتها .... لم تجمع بينهم قصة حب تذكر... لم يكن الشوق من لون يومياتها معه .. كان الفضول فقط لمعرفة المزيدعنه ... عن من سيصبح زوجها قريبا

قصتها كقصة أي فتاة كويتية بسيطه المنشأ ... لا تملك من الرصيد في هذه الحياة سوى جمالها ... ورقة وعذوبة روحها ... وتربيتها الصحيحة تحت ثقل عادات وتقاليد نشأت على احترامها والإلتزام بحدودها كما نشأت عليها امها وجدتها من قبلها .. بالإضافة للوازع الديني الذي فرض عليها المزيد من القيود والتحفظات

كانت تراودها قصص الحب والعشق كباقي الفتيات ... وفضول طاغي لمعرفة نكهة الغرام ... ولكن مع حكارة الأهل ... ونظرة المجتمع لكل فتاة تلجأ الى هذا النوع من العلاقات منعتها أن تكون نسخه من تلك الفتاة التي مقتتها وكانت تجلس بالقرب منها في فصل اللغه الأنجليزية بالثانوية

كانت تسمع عن مغامراتها اثناء ساعات الفراغ ... وتستنكر جرأتها... كيف لها انت تكون مجرد مطية بيد هذا وذاك ... وتتنقل من علاقة الى الأخرى كما تنزع وتغير فساتينها على حسب الوقت والموسم

وتتخرج من الثانوية لتفتح لها ابواب لم تدرك وجودها من قبل ... حياة جامعية .. والكثير من الحرية لم تكن تتمتع بها من قبل

تتخبط في البداية ... كمن قذف به في بحر يلج بموج يتقاذفها بكل قسوة وهي لا تعرف العوم ...
تارة تكون تحت الماء وتارة اخرى فوق الماء تصارع الموج مغتصبة البقاء من بين رزحاته ...

حتى تلتقيها ... ويتوالي الحديث والسؤال عن اين هي الآن وفي اي كلية تدرس ... وكيف هي احوالها عامة
فلانة ...(مبتسمة) ما تزوجتي؟؟
تسدل ستائر عينيها بخجل
لأ
تربت على كتفها .... عيل عطيني رقم بيتكم وقولي حق امج اني بكلمها
يلتحفها لون الخجل وينخفض صوتها وهي تعطي أبلة منيرة رقم المنزل


تودعها وتحملها الأحلام الوردية مسرعة الخطا الى سيارتها وهي تتأمل ان يكون قد آن الأوان لفارس احلامها ان يظهر

وتتوالى الأحداث ما بين تعارف لفترة وجيزة بينهما ومراسيم خطبة وعقد قران

لم تكن تطمح او تتمنى اكثر من ذلك .. مطالبها بسيطه ... زوج يخاف الله ... ويملك من العلم ما يعينهم على بناء حياتهم وترتيب امورهم دون تعب يذكر

تقترب منها الماكيير لإصلاح مكياجها استعدادا لإكمال المشهد

ثم تتجه لموقع التصوير ... تستلقي على فراش سندريلا ... متابعة نظرات اميرها الساخرة لها ... تلوي بوزها له

و........

آكشـــــــــــن

تبتسم عندما تلمحه يتمتم شيئا اثناء نومه ..... تمسح على رأسه ثم تميل لتقبله ......

وفاااااصل اعلاني

(هاي توني .... شو هالحلا .... واسنانك بيض كمااان)
(ايه هيدا كله من كرست .... يبتسم ليظهر كل اسنانه ....... وكمان كريست طعمه احلا)
(يقبلها ..... هممممم ... صحيييح .... كريست طمعه اطيب)
(كريست بخمس نكهات جديدة ... مع كرست نفسك اطيب واسنانك احلاااا)

:)


يتجهز الستاف للمشهد القادم .... تجلس سندريلا واللاب توب بحضنها ... يدخل الأمير بكامل أناقته يسألها عن الأولاد فتجيبه دون تركيز ....

بأنهم ربما يكونوا بغرفهم او امام التي في
الأمير : شتسوين؟
سندريلا : شنو شكلي قاعده اسوي ... shopping
يراقبها بتملل : كلمتني امي اليوم

ترفع عينيها عن اللاب توب لوهلة لتقول شيئا ثم تعض على شفايفها لوهلة ثم تغير رأيها لتعود للتصفح على النت

الأمير يراقب ملامحها بتمعن .... شلون تغيرتي لهالدرجه ... شلون تغيرتي وصرتي نسخه من البنات اللي ما بغيتهم .... شلون وصلنا هني؟

تكلمه من غير ما ترفع عينها من اللاب توب

سندريلا : شكلك بتطلع ... وين بتروح
يصب له استكانه شاي وهو يرد عليها
الأمير : ديوانية الأثنين
يحمل استكانة الشاي فتندلق عليه ويصرخ ويسب الأولي والتالي
العن ....تووووووووت ... لا بو ... توووووت ..... ال....تووووووووت
ويصرخ المخرج

Cut ….Cut…. Cut

تنظر له سندريلا بعين الشماته ... وهي تبتسم ابتسامه صفراء ... ثم تعطيه مقفاها وتمشي
تهمس للمخرج ... لو كان صراخه جزءا من المشهد ما اجاده بهذا الشكل ... انا في غرفتي اذا انتهيتم من لملمة الفوضى اللي تسبب فيها

وتخرج متمايله تحت ثقل فستان سندريلا

تستلقي على الصوفا وبيدها موبايلها .... تبحث عن رقمه ثم تتصل
يأتيها صوته من بعيد ... الو
سندريلا : ولهت علي؟
هو : ولهت عليج ... متى بتخلصين شغل
سندريلا : نخلص هالمشهد واطلع ... انت وينك
هو : بالبيت
سندريلا : شفيك ... صوتك تعبان
هو : يومي كان طويل
سندريلا : يومي اطول من غيرك
هو يقهقه: مصدقه ان لنا عشرين سنه مع بعض .... انا مو مصدق
سندريلا : شوف صورتك بملجتنا ... تالي شوف روحك بالمنظرة تصدق
هو : ليش شفيها صورتي
سندريلا : شيبت ... وصرت جيكر ...ههههههههههه
هو : يعني عشان شيبت وصرت جيكر ماراح تحبيني
سندريلا : انا اقدر ما احبك ... كل شيبه براسك انا زارعتها هناك ...ههههههههه شلون ما احبك
هو : وين تبينا نتعشى
سندريلا : انا قلت لك ما فرقت معاي اني اتعشى بره ... خلنا مع العيال احسن
هو : راسج يابس ماكو فايدة
سندريلا : وما ياب راسك الا راسي ههههههههههه
هو : هههههههههههه .. انا اشهد

يطرق الباب ... مدام احنا جاهزين للتصوير

سندريلا : got to go
هو : اوكي حبيبتي .. سلام

تدخل لتجده لازال حانقا على ما حدث ويتحلطم

سندريلا : احنا لازم نصور واهو بهالمود؟؟
تخاطب المخرج
الأمير : انتي شنو مشكلتج ؟
سندريلا : انا ما عندي مشكلة ... انت عندك مشكلة؟
المخرج : جاهزيـــــــــــــــن

تجلس مرة اخرى على الصوفا واللاب توم بحضنها

آآكشن

يتناول استكانه الشاي ليرتشف منها فيلاحظ ان للشاي طعم آخر ... طعم غريب

الأمير : منو مسوي الشاي
سندريلا : منو يعني ... ميرنا
الأمير : له طعم غريب ...
سندريلا : يعني شنو ... شنو تبي تقول بالضبط
الأمير : ................
ينسى شنو المفروض يرد
تنظر له لتستعجله بالرد

الأمير : نسيت ....

CUT …….CUT

سندريلا : يادي الليله اللي مش حتعدي .... أنت المفروض تفتح موضوع الخدم وانك شاك فيهم عندهم رس .... انا اتفاجأ بالكلام ... نقوم ننبش بدارهم .... نلاقيهم مسوين لنا سحر .... خلاص عرفت اللي المفروض يصير ..... هذي مي حالة ... مليون مره نقطع المشهد .... انا وراي بيت ... ومواعيد ... ماني فاضية ولا عندي وقت زياده اضيعه

الأمير : يعني اللي يسمعج انتي ما ضيعتي علينا جم مشهد
سندريلا : لااااااااااااا ... هذي مي حالة .... هذا مو شغل ....
توجه الكلام للمخرج

ما تقول لي انا شلون اقدر اشتغل مع هالآدمي
المخرج : تبين الصج .... انا اللي بطلت اشتغل معاكم ... حرقتوا اعصابي
يترك المكان ويخرج غاضبا
تنظر لها حانقه ....
ينظر لها ببرود

تدخل غرفتها ... تغير ملابسها ... تأخذ شنطتها وتتجه لسيارتها


وتتوالي الأفكار .... مع حركة السيارات في الشارع وهي متجهه للبيت

هل يعقل ان سندريلا لم تكن نهايتها سعيده كما كنا نحلم ونحن صغاراً .... انا اعلم ان القصه لم تنتهي بالفرح الأسطوري وهناك يتبع طبعا ....( خصوصا اذا الزين كتبت القصه ... احم ) ولكن ... هل للأساطير مكانا في واقعنا اليوم ... هل تعيش سندريلا بيننا سعيده محاطه بمن تحب ومن ترغب ..... ام هو عالم آخر مختلف تماما ولا يمت للواقع بصلة ....

سندريلا الطفولة ... وقصة ما قبل النوم .... الى اين اخذتنا ... وكم لونت من احلامنا ... لا زلت استمتع عندما اتابع الكارتون ... واراها ترقص ما بين الفئران ... لازلت احتضن ابنتي الصغيرة ... وابتسم لها عندما تسألني ... يمه .. اكو صج سندريلا ..... هل نحتاج لكل تلك الرفاهية والأمير الوسيم ... والجنية الزرقاء الطيبة .... والحذاء الكريستالي حتى يجدنا امير احلامنا .... كل منا يحمل سندريلا في صدره وكل منهم يحمل ذلك الأمير الوسيم هناك

ان نلتقي صدفة ... او من غير صدفة ... ان نتقن الأدوار ونلعبها بحرفنة ..... ان اكون انا سندريلا ... وهو اميري ... ينتظرني الآن .... حتى نحتفل معا بعيدنا العشرون ... ان نخلق سعادتنا معا .... ان نرضى بالقليل لأن الكثير لا يعني قربنا اكثر .... ان اكون له فقط ... دون باقي البشر ... ان ارتدي فستاني الأزرق البسيط لأنه يحبه ... لا لأن سعره يضاهي سعر فستان سندريلا .... تلك هي الحبكه ... تلك هي الأسطورة .... وتلك هي قصة سندريلا التي لم ينصفها الوقت حتى نكملها صغارا .. ولكننا بالنهاية ادركناها كبارا

تصل المنزل .... تترجل من سيارتها ..... تدخل منزلها البسيط .... وتجده قد تمدد على الصوفا امام التي في .... وقد غفا من شدة التعب ... تدخل ابنتها ... تحضنها ....

تهمس لها

يمه .... اليوم عيد زواجكم ؟

تبتسم

- اليوم عيد زواج سندريلا

تنظر لها ابنتها باستغراب


وهي متجهه لغرفتها لإرتداء فستانها الأزرق

- صحي اميري عشان نحتفل



انتهى