.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

26.2.08

سوالف قلب ... لحن وحنين




تستلقي بفراشها
تحتضن الوسادة
تلملم بقايا رائحته
تراقب السماء
تعد نجوم ليلتها
تفتقد البدر هناك
عندما كان مشرقا محتضنا أمانيها معه
تدندن لحنا يعشقه
تسمعه يصدح بأحياء وجودها
تغمض عينيها
تبعد خصلة ثائرة متمرده من شعرها
قد غطت محياها
تتنهد .. وتغفو


تدخل غرفتها
تتجه للشباك
تراقب الشارع
تسدل ما حجمت من ثوران سوادها
يتبعثر ذلك السواد مغطيا أكتفاها
تتمايل مع ذلك اللحن الشجي
محتضنة أوداجها
تغمض عيناها
يتلقفها صوته
تحس أنفاسه بالقرب من مسامعها
يدندن معها ذات اللحن
تنسى أنها اشتاقت لتلك اللحظة
تتذكر وجوده هنا فقط


أضواء
صوت الشارع
و خطواتها وحيدة هناك
بين خلجات ذكرياتها معه
كم تشتاقه الآن
كم تحن لحرارة أنفاسه
لذلك الدفء اللذيذ بين صفحات صدره
ودقات ذلك القلب وقد أضناه الوجد
تبعد ما تمرد من تلك الخصلات وأبى إلا أن يغتسل من كل الذكريات تحت زخات المطر
يتخللها ذلك اللحن
تتبع الكمان
تتراقص دقات قلبها وتتبعه الخطوات
تستقبل السماء بوجهها
تدور حول نفسها
تريد احتواء كل ما حولها
ويصبح المطر مالح المذاق
أين أنت الآن؟


تتطاير أطراف ثوبها مع نسمات صيفية حارة محملة بالرطوبة
تدس أصابع أقدامها بالرمل الناعم
يداعب الماء المالح حرارتهما
تغتسل كل الخطوات مع كل موجه
تستنشق عبير المساء المحمل برائحة البحر
تتذوق ما تبعثر من الملح على ثغرها
تبتسم .. مرتحلة بين كل ما دار في أحاديثهم الصغيرة
يبتعد صوت الموج
ويتسلل إليها نفس اللحن
تدندن مسدلة ستائر رمشيها
تستشعر حضنه .. صوته مرددا لها تلك النغمات بأذنيها
دقات قلبه تعانق دقات قلبها
عيناها المعلقتين بسواد عيناه
أنفاسه تلهب وجنتيها
أنامله مرتحلة بين شمائل ممهدها
أطراف ثوبها تعانق أقدامه مع كل التفاف
أنفاسها تزداد التهابا مع صوت الإيقاع
مع كل انحناءه .. مع كل سكون
تصبح هي محرابا له
يتعبد به مع انخفاض صوت الموسيقى وشدة القرب
ويعزف لحن آخر
لها وله
..

كم أشتاقك الآن





18.2.08

سوالف قلب .... في ذاك المساء








مفتقدة للتوازن
ابحث عن وجودي في غيابك
ببقايا كلمات لم اقلها
بلحن جميل دندنت به وتغنيت
بإحساسي بنحول خصري عندما حضنته واحتويت
بنبض القلب .. برعشة القرب
بإغفاءة المساء
بعتب اللقاء بعد الغياب
بكلمة اشتقت لك تهمسها بأذني عندما أتيت
بعبق الطيب ورائحة البخور
بصوتك يناديني ... يبحث عن الشوق وبالتلهف يكويني
وبالحديث معا كأن كل أحرف الهجاء لا تشبعك ولا ترويني
واتبع بكفي مفرق البياض في شعرك
لألمس أذنك
واستنشق عطرك هناك عند نبض الحياة
وتلهبني حرارة صدرك
وتسرع بي دقات قلبك
لأستمد منها رغبتي الحياة
هنا ... كنت تحدثني عن الجنون
ما تشعر به الآن ... في لحظة يلفنا بها السكون
نراقب السماء .. نعد الفنان .. نلملم الغيوم
ونكشف القمر.. في ليلة زان واكتمل
ونحصد السهر ... وتزرعني هناك بين خصلات المساء
وتملأ كفي بكل الشهب بكل النجوم
نداعب السديم بضحكات تسابق الرياح
وتخطف الحديث منا فواتح الفجر
ويسدل الستار بشمس النهار



13.2.08

سوالف قلب ... من أكون ... ثالث سالفة


هو صديق ... أهدتني الأيام صداقته .. لو ضاقت دنياي اتسعت لي دنياه .. ولو أظلمت كان هو شمسي ودليلي في ظلمتي .. ولو تهت لوهلة مد لي يده .. ولو بكيت كان لي سلوتي.. ولو شكيت كان لي الصدر الحنون ..ولو أخطأت لا يتردد بأن يقومني .. يتحمل جنوني كثيرا ... ويستمتع بأحاديثي رغم سطحيتها أحيانا ... يستمع إلي كأنها المرة الأولي التي يسمع بها صوتي .. ينصت لهمساتي .. يراقب إيماءاتي .. ينشغل بحركة يدي .. وأنا أحاول أن اعبر عن مكنونات نفسي .. يضحك على نكاتي الطفولية .. يستغرب من هشاشتي أمام أمور صغيرة أحيانا .. وتفاجئه جلادتي وقوتي أمام أمور اكبر أحيانا أخرى .. ينكر في افتراضي حسن النية كثيرا .. يخبرني أن الزمن لم يعد كما عهدناه .. يطلب منى الحذر من غدر البشر.. لا تسلمي زمام قلبك لهم .. وهو يعلم أني لا املك إلا أن أكون كما أنا.

يشاركني اهتماماتي.... ذوقي بالموسيقي ... إعجابه وانبهاره بأفكار لا تخلق إلا بمخيلتي ... اختياري لألوان لا تصلح إلا لي .... ذوقي بالأكل ... عشقي للبهار والفلفل الحار ... رائحة البحر ... لون الصحراء ... وقوفي تحت المطر كالأطفال .... استنشاقي لراحة التراب المغمس بعشق المطر .... تلذذي بطعم اللبن ... وملعقة القهوة المغمسة بالكريمة وأنا العقها بكل اشتهاء لحلاوتها ... حبي للتأمل
حتى سرحاني أحيانا وتحليقي بعيدا مع خيالاتي يبهره ... تلتقي عينانا ... أجده يتأمل حيرتي ... أمنياتي... أنحرج ... ترتد عيني إلى يدي ... أتأمل محبسي ... يعجب هو به .... اخلعه ليراه.... هو حجرا ازرق مخضرا يبعد الحسد.... يبتسم من حجم أصابعي ... كم هي صغيرة كفي ورقيقة أصابعي ... كأصابع الأطفال... ابتسم ... أتورد خجلا من الإطراء ... يعيد لي خاتمي وقد التحف بدفء يديه... ارتديه كأنني ارتدي أصابعه معي.

أنشغل بغيره ... ربما هو يعلم .. يراه بنظراتي التائهة أحيانا .. لا يبالي .. يفضل الصمت .. الانتظار ربما .. ولكنه دوماً هناك .. بالزاوية .. يرمقني بنظرة لا أعرف أن اسميها.

يهمه أن يعرف كيف كان يومي ... يفتقدني إذا غبت .. يبحث عن حكاياتي ..يشتاق لقصصي الصغيرة ... ولم أكن أجد تفسيرا لاهتمامه سوى صداقتنا .. أو ربما صلة القرابة بيننا ... ولكني مؤخرا بدأت انتبه لوجوده الدائم حولي ... اهتمامه الزائد بي .. بحثه عني أحيانا .. اشراقة وجهه عندما يراني بعد غياب ... متابعته لي من بعيد ... ابتسامته التي تحوي الكثير من المعاني ... ومكالماتنا المتباعدة التي تحوي الكثير من البوح .. والأكثر من الدفء و الاحتواء.

هو .... يضل صديقي ... صدر اشكي له انكسارات قلبي و انهزاماتي مع الآخرين .. واحة أمان أتخلى بها عن كل أسلحتي .. أكون أمامه الزين فقط .. دون أقنعه .. دون رتوش .. أكون الطفلة البنت والمرأة دون تكلف معه... أحلم ... أغني ... أتمني ... وأنكسر... لأجده يمد لي يده دائما ليساعدني على النهوض ومواصلة المسير.

ولكني .... بالنسبة له من أكون؟؟؟

3.2.08

سوالف قلب ... ولا زلت ابتسم .. ثاني سالفة




قد فاض مني كل ما احمله من شوق لك
كنت أحلم بك معي البارحة
تهمسني للنجوم
تزرعني بين الغيوم
ترتحل بي مع خيوط النور فوق سطح القمر
تغزلني أحجيات تروي للفجر
تعصرني
تصهرني
تكبر بداخلي طفلة
لتولد امرأة معجونة بالعشق
لا تعبأ من هي وحبيبها من يكون
تسحب بساط الواقع من تحت أقدامي
ليتلقفني الحلم
تبحر في عيني
تبحث عن سري المدفون
تلمسني .. تلونني بألوان الربيع
تلملم ما تمرد مني من شعور
تحرقني وتتعطر بوجدي كقطعة من البخور
تسرق الهمسات ... تخلقها بوحا في تلك اللحظة
خذني إليك
اقطفني كما تقطف الزهور
فأنا أكتبك كل يوم
على صدر البراري قبل أن يرويها المطر
في ظلمة كل مساء في قلب السماء قبل يغزوها القمر
بين السفوح وعلى جناح طير وقف على الشجر يغرد ويبوح
وتلتحفني الزرقة
ويختطفني لون ضبابي لا اعرف اسمه
أم أني اعرفه ولا اسميه
استيقظ
أجد وسادتي خالية إلا من حلم صغير
تركني مبتسمة طوال الصباح
هل كنت هنا فعلا
هل كانت هي قبلة الحياة
هل بعثت من جديد

..
...........

ولا زلت ابتسم