.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

24.5.12

من حديث مرحانة والسندباد .. الرابع



صوت الموسيقى يأتيها من قعر الشاليه مختلطا مع احاديث الحضور .... وضحكات تنم عن اجواء يكتفها الفرح والصحبة الممتعة ... تطل مرجانه بحذر لتجد الطريق سالكا للمطبخ .. فتتوجه اليه بخفة دون ان يلاحظ وجودها أحد ...

تبحث بعينيها عن مبتغاها ... تحمل شيئا من الساندويتشات .... قليلا من الفاكهة ... تفتح الثلاجة لتلتقط ثلاث علب من المشروبات الغازية ... تقفل الثلاجة وتخرج مسرعة ... لتتوقف فجأة وتعود ... تفتح الثلاجة مره اخرى ... تأخذ علبتي رد بول ... تسقطهم بالكيس مع بقية الحاجيات ... وتخرج مسرعة قبل أن يلاحظ وجودها احد

تهرول على رمال الشاطئ متجهة للمكان الذي تركت به السندباد منتظرا لها ... تلوح له منتصرة فرحة بإنجاز المهمة بسرية تامة ... ولا تنتبه لتلك العينين التي تتبعها من خلف شباك الشاليه ....

محمد : شفيج سبيجه؟

سبيجة بصوت غايب وهي تفكر : مافيني ... قاعدة اطالع ميمي طلعت طايره من المطبخ وبيدها جيس مدري شفيه واشوفها تأشر وتشومر وتسولف وتضحك ... بس...

محمد : بس شنو !!

سبيجة : بس ماكو احد معاها

يلتفت ابو مرجانه للأم مندهشا ... يبحث عن مرجانه مرة اخرى على الشاطئ ... فيجدها قد اختفت في صدر العتمة



مرجانة : شوف ... يبت لكم ساندويتشات جبن وتونه وروست بيف ويبت بعد بيبسي ورد بول وانتوا عاد كيفكم

ينظر لها السندباد بدهشه : لم افهم شيئا مما قلته ولكن اذا كنت تعنين انك اتيت بالطعام والشراب فشكرا لك لأني اكاد ان انفق جوعا وانا متأكد ان جلجلان منتظرا هناك بفارغ الصبر

تقهقه بشيء من الشقاوة : وانا اكثر منه اصلا ...

يسرعان بالخطو نحو مكان جلجلان مع تبادل الأحاديث وشرح مرجانه لبعض الكلمات المتداولة بالكويت وترديدها على السندباد ليحفظها

يثب جلجلان فرحا من مكانه عندما يراهما يقتربان فتتحول هيئته لقطة سوداء تهرول نحو مرجانه تشم ما تحمله من طعام وتموء باصرار جائع ..

مرجانة بخوف : واي ويعه ... من وين طلع لنا هالعتوي ... - تدفع بسندباد امامها ليبعد القط عن طريقها وهي مرعوبة - كششششه ... وخره عني

يحاول السندباد مناورة القط حتى يبتعد فيثب القط ليقف فوق كتف السندباد كطير كبير المنقار حاد العينين ذو صوت جهوري

جلجلان : إني جاااائع وانتم قد تأخرتم اين هو الطعااااام؟

تتراجع مرجانه خوفا من الطير ويدرك السندباد انه جلجلان ينفضه بدهشة مشوبة بالخوف فيهبط جلجلان على الأرض متخذا هيئته الحقيقية

تغضب مرجانه وتصرخ به : يعني الحين انت مع ويهك كل ساعة بتطلع لي بنمونه!! ارسي لك على وضع ترى انا مو ناقصه تخرع

يتبادل جلجلان والسندباد النظرات وهم لم يعوا من مرجانه الا غضبها

مرجانة : لا تطالعوني جذي .. ترجمة ماكو .. بس عيزت وانا اترجم ..- موجهة حديثها لجلجلان – وانت عدل ويهك لو سمحت ولا ماكو طعام .. لاااا طعاااام

يعود جلجلان الى هيئته خاضعا لتهديد مرجانة وكفر الجوع .. تجلس مرجانة فوق الصندوق .. ويجلس جلجلان القرفصاء على الأرض يجاوره السندباد ... تفتح هي الكيس وتناولهم الطعام

مرجانة بابتسامة المنتصر : اكلوا زين لأن عقب ما تخلصون ورانا شغل وحديث لم ينتهى بعد

السندباد وهو يتفحص محتويات ما بيده من طعام يشمه قليلا ثم يلتهمه : أي حديث ذلك

جلجلان وهو يرتشف قليلا من الرد بول .. يتطعمه قليلا ثم يهمس للسندباد : شرابهم غريب النكهة .. بطعم مختلف – يرتشف المزيد – له لسعة على طرف اللسان وحلاوة تبقى لوهلة لتزول ويحتل موطنها العطش فترغب بارتشاف المزيد منه!! – موجه حديثه لمرجانة - ما اسم هذا الشراب يا امرأة

تغضب مرجانه من كلمة امرأة ودون ان تعي تلطمه على كتفه فيتحول الى يعسوب محلقا فوق رأسها بطنين يجعلها تجفل وتصرخ: وبعدين يعني ... بنتم نلعب هاللعبة وايد !!

يجلس السندباد على الرمال الناعمه متابعا باستمتاع لما يدور بين مرجانه وجلجلان وتنهض هي .. تلف حول نفسها في محاولة لضرب جلجلان وهو محلقا حولها بشكل دائري متسارع

تسرع مرجانة وترفع الطعام والشراب .. تتخصر .. ثم توجه حديثها للسندباد : ماكو اكل لين ايوز من ينونه .. طلعتوني من طوري انتوا الأثنين واحد مشغلني مترجمة والثاني كل ساعة له نمونة

سندباد مدهوشا من حديثها الغاضب : ما بالك يا فتاة تأخذين الكل بذنب البعض

مرجانة : والله مو شغلي عاد .. الخير يخص والشر يعم .. واذا قدرت توقف هالمينون عن ينونه صوت علي

تتركهم وترحل ...

يحط جلجلان على الأرض ويعود لهيئته الأصلية .. ينظر لسندباد الغاضب بكل خضوع واسف ويهمس : أخذت الطعام معها !!

يجيبه السندباد بكل حنق : لقد اغضبتها ..

جلجلان وهو يخفض عيناه ويفكر قليلا : كل النساء هكذا .. كلهم بلا استثناء .. منذ بداية الخليقة .. لذلك لم اتزوج

السندباد بعيون كلها دهشة : حقاً!! اتعني انني ليس لي امل بزوجة قد تكون مختلفة عن البقية ..

جلجلان وهو يهز رأسه نفيا

يصمت السندباد قليلا ثم : والحل !!

جلجلان : ابن آدم منذ بداية الخليقة وهو يبحث عن ذلك الحل .. ولم يجدها حتى اليوم .. والدليل تلك الفتاة التي رحلت مع طعامنا

يبادره السندباد : وهل يعاني الجن ما نعانيه نحن مع نساءنا

يضحك جلجلان مليء شدقيه ثم يجيبه : نساؤنا اكثر شرا .. وافدح كيدا .. وعندما يستعن نساؤكم بنسائنا تصبح حياة الرجل منا هما وغما وكمدا وما علمه هاروت وماروت لبني خلقك قد يعيث فسادا في الأرض

يهز السندباد رأسه موافقا ثم يسأله بعد صمت دام دقائق : والآن؟

جلجلان : ننتظر عودتها

السندباد : وهل ستعود!!

جلجلان بابتسامة من يعرف ببواطن الأمور : هو الفضول لمعرفة صدى غيابها عنا

السندباد : وعندها !

وتخبو ابتسامته : بما ان زاد بطوننا بين يديها فلسلطانها سوف نرضا ونخضع

السندباد وهو يعقد حاجبية : انا لن اخضع لسلطان امرأة ابدا

جلجلان بسخرية : قالوها قبلك ..

السندباد : ماذا تعني ؟

جلجلان : ما من رجل لا يخضع لسلطان امرأة صدقني .. فان لم يخضع لسلطان فتنتها فستجده يرضخ لسحر حكمتها ورجاحة عقلها .. واذا اجتمع الاثنان سقط المسكين صريعا للغرام .. وقتله الهيام

السندباد : عونك يا الله .. اللهم احفظنا من بلاء النساء وشر خباياهم وسوء منقلبهم .. (يلتفت الى جلجلان موجها الحديث له) هيا بنا نعود ادراجنا لبغداد .. فلم يعد لنا هنا غاية

يتراجع جلجلان مرتعبا للخلف وهو يهتف : انا لن ارحل الا بغداد ابدا .. فان عدت اما القتل واما الحبس مرة اخرى وبالأمرين لن يطيب لي الحال

ويفاجئهم صوتا يأتي من خلفهم : ترحااال ... وين ترحل ... هذي خيانه ..

يلتفت الإثنان ليجدوا مرجانه تقف هناك بوجه ملوح بالدهشة ..

جلجلان مشيرا بأصابع الاتهام للسندباد : هو .. هو من اقترح الرحيل

السندباد : انت من اغضبتها لترحل بطعامنا وتتركنا هنا صريعين لجوع لا يرحم وفاقة لا مجيب لها

مرجانة وهي تتخصر لهما : شنو يعني !!! والوعد .. والشرط .. بس خلاص .. تمشون ورى شبعتكم وكلمتكم مالها قيمه !! خوش رجال والله

يتبادل جلجلان والسندباد النظرات ثم يهمس احدها للآخر : افهمت شيئا

فيهز الآخر رأسه نفيا

تصرخ بهما : مووو شغلي انكم ما فهمتوا .. ولا راح اترجم ... انا ابي شرطي يعني ابي شرطي .. والا والله .. تالله على قولتكم انا اللي بشتكيكم لسعمران

يهمس السندباد لجلجلان : ابستطاعتها عمل ذلك

جلجلان يهز رأسه بحيرة : لا اعرف .. في زمنهم هذا كل شي معقول

السندباد : والحل

جلجلان : نستجيب لمطالبها لأن فكرة الرحيل الآن لن تناسبني وسوف تظهرنا بمظهر سيء امامها والرجل يجب ان يكون عند كلمته

السندباد يهز رأسه موافقا : صدقت

يلتفت جلجلان لمرجانه ويتخذ هيئة رجل قصير القامة ذو لحية قد استطالت .. يرتدي الدشداشة تاركا غترته منسابة على كتفية ..ويرفع رأسه بكل زهو ثم يجيبها وبلهجة مألوفة : آمري يوووباااا .. تدللي .. سحر .. فك .. ربط .. غرض .. حاجة

ترجع مرجانة خطوتين للخلف وهي تنظر للسندباد : اويتحدث بلغة الكويتة

السندباد فاغرا فاه بدهشة : ودون معلم او مترجم ايضا

مرجانه : عيل ليش معور راسي

يكمل جلجلان حديثة : يني صغير يتبعج .. زواج .. سخرة .. فتح كتاب .. يامعة .. خاتم يفتح لج ابواب الرزق

ثم يتحول لهيئة فلاحة مصرية ويتراقص وهو يكمل حديثة : اشوف لك الفنجان .. افرق الودع .. اجيب لك البعيد .. اربط لك المحبوب

مرجانة : يمه يمه .. شنو هذا ..سحر !!!

جلجلان يعود لهيئة امرأة الرجل الملتحي : اوووش وطي حسج لا يسمعونج العسس .. اقصد المباحث ..

مرجانة : لا الله لا يعوزني لسحرك وخرابيطك ... انا شرطي ما يبي له سحر .. (تفكر قليلا ) ولا يبي له سحر بس من نوع ثاني .. مادري ..مو مهم .. اهم شي يتنفذ وتالي تقدرون تتوكلون على بغداد ..

يعود جلجلان لهيئته الأصلية ويسألها : وما هو شرطك يا ترى

تبتسم .. ينظر لها السندباد بكل ترقب

تلمع عيناها بشيء يشبه الجنون وتهمس : ابي احكم

تتسع عيني السندباد : احكم!!

يسقط فاه جلجلان وقد تملكته الدهشة : اتريدين الحكم يا امرأة .. وهل تحكم المرأة في هذا الزمان

مرجانة وهي محتجة : وحكمت بهذاك الزمان .. ما سمعت عن شجرة الدر!!

جلجلان : من ماتت ضربا بالقباقيب !!

مرجانه بغضب : اوكي خلنا من شجرة الدر .. لا تقول لي بعد ما سمعت ببلقيس ملكة سبأ ..

السندباد متسائلا : اوحكمت المرأة ابدا

مرجانة : حكمت وحكمت .. واسأله اهو اخبر .. اذا كان يني اصلي مو تقليد ..

يلتفت السندباد لجلجلان ليتأكد فيهز الآخر رأسه بالإيجاب

تبتسم مرجانة منتصرة وتبادرهم : خلاص عيل انا ابي احكم .. هذا شرطي عشان اعطيك اكلكم

....

يعم الصمت لوهلة ثم ....



يتبع



6.5.12

من حديث مرجانة والسندباد .. الثالث


سماء متسعة.. نجوم منتثرة كما زينة الأعراس والموالد .. نسيم رطب يغمر الأجواء برائحة البحر وشريط من النور يحدد معالم الشاطئ .. مبان متراصة ... رائحة شواء ... تغوص قدماها بغمر التراب الناعم المبتل وهي تسير مع السندباد .. تتبادل معه اطراف الحديث .. تارة تستفهم منه وتاره يسألها بشغف للمعرفة ومع مفارقة الحديث وضحكاتها المباغتة يلتف حولهم لحن غريب يأتي من بعيد بطبول قد يعلو ايقاها وقد ينخفض ليراقص خطوات من ساروا على ذلك الشاطئ المغمور بزرقة المساء وصوت لا يعرف حقيقته يبتعد ثم يقترب وكأنه يلتحم مع التراب بدائرة يتسع قطرها ليقترب منهم بدورانه المجنون.

هي مركبه غريبه وهناك من يعتليها ... لا تشبه بساطه ولا تشبه ناقته .. تقترب منهم بإصرار فيكتسح ضوؤها المكان ويقهر عيناه التي اعتادت على ضوء الشموع عندما يحل الظلام ولكن هذا الضوء يشبه شمسا صغيرة.. مبهر .. يقطع العتمة كحد السيف وصوته يمزق السكون بفوضى عارمة تطغى على كل حواسه فيحاول ان يتجنب احساسه بالإزعاج لينساق وراء دهشته وسؤال اصبح معلقا فوق ملامح وجهه .

السندباد بكل دهشة : ما هذا يا مرجانه ؟

تلتفت له وتستفهم : هذا شنهو؟ ... اقصد هذا ماذا؟

السندباد دون ان ترمش عيناه : ذلك المخلوق !!

تنظر الى القادم من بعيد لبرهة ثم تجيبه : اظن انه اخي النزغة زياد

يبتلع ريقه : اخاك!! ... وما الذي يمتطيه؟

تضحك وهي تسرع الخطو نحو زياد تاركة السندباد غارقا بدهشته وبصوت يبتعد ويغمر بصوت البانشي : هذا يسمونه بانشي ..

يهم بمناداتها لكنها تكون قد ابتعدت مهروله .. يضع الصندوق الثقيل على الأرض ويقف ملتقطا انفاسه

مرجانة : زيود ..عطني البانشي شويه

يدور حولها مستفزا لها : ليش؟

مرجانة : عطني اقول لك .. شوية بس

زياد : ليش؟

مرجانة : يا ملقك شنو هالنحاسة اللي نازلة عليك هاليومين!

زياد بنزق : كيفي والله عاد .. وين كنتي .. امي تدورج

مرجانة : وصلت للحظرة ورديت – تهمس له - منو بالشاليه؟

زياد :كلهم .. ليش؟

وهي غاضبة : انت عليك يني اسمه ليش !!

يضغط على البنزين بقوة فينتثر التراب حولها وهو مغادرا المكان :امي تقول ردي الشالية الحين

تلتفت لسندباد فتجده قد تملكه التعب واكل وشرب عليه الجوع والعطش وغاب وسط دهشته ففغر فاه وهو يقف بشكل مرتخ فتعود ادراجها له وهي تحادث نفسها : التعبان .. نحيس نحاسة ما شفت مثلها بس انا اعلمه

ثم تحادث السندباد : شفيك؟

السندباد : من ؟

مرجانة : انت .. ماذا حل بك

السندباد بكلل : تعبٌ وجائع ويقتلني العطش واظنني غارق بهلوستي مع كل ما اراه من عالمكم الذي يشبه الأساطير بتفاصيله .. والله لو حكيت ما رأيت هنا لأهل بغداد كلهم لوصموني بالجنون ولقالوا انني هجرت في سن مبكرة ..

تنظر له بتفكر ثم : الجوع والعطش مقدور عليهم .. أما سالفة ان عالمنا يشبه الأساطير !! ربما .. ولا جان ربعك ما غزونا سنة تسعين " تبتسم

يستفهم : لم افهم !!

تجيبه : حتى آنا لم افهم والله .. وبيني وبينك عدم الفهم ساعات نعمة .. مثل زحمة الشوارع !!

يعقب :لم افهم بعد؟

تجيبه : مو مهم ... سوف تفهم مع الوقت يا عزيزي .. امش خل نلحق على العشا ...( تشرح له بيديها) .. نم نم

السندباد : الحمدالله ...حان وقت الطعام - وهو يبتسم فرحا ... يلتقط الصندوق ويهم ماشيا فينزلق من بين يديه وينسكب السائل الهلامي-


يصرخ مرتعبا ... يتراجع موليا للخلف ... تنتبه هي ... تقع عيناها على السائل الذي بدأ يتشكل ويرتفع فوق سطح الرمل الناعم يصاحبه صوت لم تعرف كنهته ... ترفع عينيها للسندباد فتجده قد تجمدت عيناه وهو يتابع مع يحدث من بعيد وقد بدأ الدخان الأزرق المتصاعد من الجسم المنسكب امامه يخفي تفاصيله ويعلو

تبتعد خطوتين للخلف ... تلتفت وراءها باحثه عن زياد فتجده قد اختفى بالعتمة .... تشعر بيدين تسحبها بقوة للخلف فتصرخ .... يمسك بوجهها بإصرار وهو يرتجف : انه ملك الجان ... لقد اطلقنا سراحه

تشهق مرتعبة وتختبئ خلف السندباد عندما ترى ذلك العملاق البنفسجي اللون وقد اكتملت هيئته الغاضبة امامها وتصرخ بصوت مرتجف

: يمااااااااا

يجول بعينيه المشتعلة باللون الأحمر حوله ... يرفع يديه ببطيء للسماء و يشهق بعمق وكأنه يحاول ان يبتلع كل الهواء من حوله ... فتتطاير خصلات شعرها حولها باتجاه ذلك العملاق ... تبحلق عيناها به برعب وتحضن السندباد بكل ما اوتيت من قوة ...

يخفض رأسه ينظر للسندباد ثم لها ويهتف بصوته العميق المرعب : من الذي ايقظني من سباتي ؟؟!!

يرتجف السندباد ... وترتعش اوصالها كورقه في مهب الريح وتنظر للسندباد مشيرة له

مرجانة :اهو ... اهو ... والله اهو ... مو آنا

ينظر لها السندباد باستنكار : صه ... اصمتي يا امرأة

مرجانة بنزق واصرار : ماني ساكته ... قول له ان انت اللي قعدته مو آآآناا .. قول له

يخفض طوله منثنيا ليقترب منهما ... وينظر لها مباشره ثم للسندباد ... ينتصب بطوله مرة آخرى ويهتف به : انت مرة آخرى!!

مرجانة : مرة اخرى!! - تقولها وهي غاضبه - يعني هذي مو اول مرة تسويها !! ... اول مرة تقعده من النوم وتبيني اسكت بعد !! لا وكلا .. - موجهه حديثها للجني -... اهو اللي قعدك والله العظيم مو آنا .... آنا اصلا مالي شغل ...آنا اصلا مو مثله ... انا كويتية

يمد يده بسرعة خاطفه ويقبض عليها وهي تصرخ محركة ساقيها بعنف وهي تحاول ان تتملص من قبضته القوية... يرفعها مقربا لها من عينيه ثم من انفه مستنشقا رائحتها بشبق

مرجانة تصرخ بكل ما اوتيت من قوى : واااهااااااي .... سندباد الحق علي .... يمااااااا

يبعد خصلات شعرها عن وجهها بطرف اصبعه العملاق ... يتأملها بتأني ... ثم ....... يتذوقها بطرف لسانه اللزج

يزداد صراخها حدة : ... لا لا لا ... الله يخليك ... لا تاكلني .... لا تاكلني .... زياااااااااااااااااااد

يقترب السندباد من الجني بجرأة مصطنعة ويصرخ به: اطلق سراحها ... فهي لم تذنب بشيء

يبعدها عن وجهه ويخطف السندباد ويقبض عليه بيده الثانية ليرفعه بالقرب من وجهه : اتجرؤ على الحديث معي بعد ان ايقظتني من سباتي ...

يصرخ به السندباد وهو يحاول التخلص من قبضته : بأمر من السلطان سمعران آمرك ان تطلق سراحنا ايها الملعون

يبحلق الجني بعيناه مرتعبا يتلفت يمنة ويسره ويهمس: سعمران!! .. اين ... اين هو.. اهو هنا !!

يصرخ به السندباد بصوت قد اختنق بخوفه : اطلق سراحناااا ... والا قضي عليك

يفلتهما الجني فتهوي مرجانه على التراب متألمة وهي تختنق ببكاءها ويهوي بجانبها السندباد وهي يلتقط انفاسه برعب ... يتراجع الجني للخلف وهو يبحث بعينيه عن سعمران ... يقترب السندباد من مرجانه زاحفا : أنت بخير؟؟

مرجانة : آآآآي يا يمه لحقي على ميمي .. بغيت اروح مثل سلق البيض - وهي تفرك كوعها وتمسح دموعها - ...بخير !! بخير!! تشوفني بخير انت الحين؟ .... باخور يشيلك انت وياه ... يعلكم الضربه ... يني ومينون .. شرقع فيكم انا !! بغيت اروح من جيس اهلي والسبة انت

سندباد :هدئي من روعك يا امرأة

تصرخ به غاضبه : وخر ايدك اهووو ... ولا تقول لي يا امرأة ... آنا لي اسم .. وخر بروح بيتنا - تعود للبكاء مرة أخرى- انا شلي بهذا كله ... سندباد وينانوة ومدري شنو ... ولا انا عارفه انا حلمانه لو هذا صج ... ولا انت منو .. ولا شقصتك

يهز رأسه ثم يسحبها من يدها لتقف ... يلتفت للجني ويصيح به وهو يصارع خوفه المتواري خلف نبرة الأمر : جلجلان .....عد الى صندوقك حالا والا ..

من بين دموعها : مالت ... بعد اسمه جلجلان

يلتفت لمرجانه غاضبا: اصمتي يا امرأة

تهم بالرد عليه .. وتمسك كلماتها عندما ترى جلجلان يقترب منهما ... فتتراجع للخلف مسرعة لتسقط مرة اخرى

جلجلان : ولكني لا اشعر بالنعاس بعد ... يا ... سيدي .. فلقد استيقظت بالتو بعد نوم قد دام آلاف السنين ... وانا.... - يلتفت لمرجانه -.... جائع

تزحف مرجانه للخلف وهي ترتعش : سندبااااد .. تسمعه .. يقول جاااائع وهو يطالعني ... ناوي ياكلني .. وربي ناوي ياكلني

يلتفت اليها السندباد وهو يصر على اسنانه : قلت لك اصمتي الآن

ترتبك قليلا من غضبه وتخفض صوتها : يقول لك بياكلني

السندباد بصبر نافذ : هو لن يجرؤ على فعل ذلك ..

مرجانة : من يقول .. ما شفته قبل شوي شسوى .. - تضع يديها على وجهها لتدرك انها مغطاة بلعاب جلجلان – اييييييييييو ايييييو ..

موجها حديثه للجني : سوف نحضر لك الطعام بشرط

وقبل ان يكمل حديثه تثب من مكانها على عجل و تمسك بيد السندباد وتهزها كطفلة صغيرة : شرطين ... قول له شرطين

يستغرب السندباد من طلبها من سرعة تعافيها من نحيبها : بأمر من ؟

تقولها بتحدي : أمري انا ... من امره يعني .. مو كافي معاناتي معاك من شفتك .. وخرعتي مع بو السعابيل

يلتفت السندباد للجني باستسلام : زعابيل !!! أي زعابيل تلك ..

مرجانة : استغفر الله ..سعابيل وماراح اترجم ... قوووول له ولا وربي لا انت ولا اهي بتذوقون طعم الزاد

سندباد متفاجئا من تهديدها خاضعا لضغطها وحدة الجوع موجها حديثة لجلجلان : امري إلى الله .... مثلما قالت ... بشرطان

تربت على كتفه مستحسنه خضوعه لأمرها وهي متوارية خلفه : عفية عليك ... يا بعد السندبادات كلها والله

يفكر الجني قليلا : اذن سيكون الطعام والشراب ايضا مقابل الشرطين

يقترب السندباد من مرجانه سائلا بصوت منخفض : الديكم شيء من الشراب!!

تجيبه بحماس : ايه ايه .. لدينا فيمتو ... ولدينا بيبسي ... وجنه بيره من غير كحول

مستفهما : هل كل ما ذكرت خمراً

مستهجنه وقد علا صوتها :خمراااا ... لا .. لا ... ما عندنا خمراً ... حرام الخمراً شفيك انت؟

متسائلا : اذاً !!

مرجانة : اذاً شنو؟؟ ... هذولي عصاير ومشروبات غازية

بيأس : بربك يا مرجانه ... جلجلان يطلب الخمر ... ماذا بك!!

مرحانة باستنكار : يبي خمر!! ... وآنا من وين بالله اييب له خمر بالله عليك .... ممنوووع ممنوووع بديرتنا .. لا يسمعونك بعض الناس شيفكنا منهم

سندباد : والحل ؟؟

مرجانة : - تفكر قليلا ثم تهمس له- قول له ان اهو بالجنة ... مو خمر الجنة ما يسكر !! يقولون والله اعلم ... استغفر الله العظيم ... ياربي سامحني والله كله منهم - يهز رأسه ايجابا - خلاص قول له ان احنا بالجنة وبعدين ترى اهو ماراح يفرق صدقني خله يدردع بيبسي على باله خمر وتالي نقول له ان خمرنا ما يسكر

مستحسنا الفكرة بعد ان تأمل بها قليلا : حسنا ...

تخاطب نفسها : يني وسكران ... شنرقع فيه هذا

يلتفت لجلجلان : حسنا سوف نأتيك بالطعام والشراب ... ابقى هنا منتظرا ... واياك اياك أن تظهر لأحد او تقدم على فعل قد تندم عليه بعدها

مرجانه وهي تشير له باصبعها : والله ثم تالله .. احرمك من الطعام واخليك تموت من الجوع وتخيس هاهنا

يقترب منها جلجلان مهدداً .. فتعود لتختبئ خلف السندباد

السندباد : سوف نعود بعد برهة .. فاجلس هاهنا الى حين عودتنا

ينظر جلجلان لها بحنق وللسندباد بخضوع ثم يجلس القرفصاء مجاورا لصندوقه ... يتشكل بهيئة رجل عجوز يبتسم ويقول : بالانتظار

تسحب مرجانه يد السندباد بقوة وهي متوجهه للشاليه

يلتفت لها : لم تعلميني .... ما هو شرطك؟

تضحك بخبث

وتبادره .......




يتبع




1.5.12

من حديث مرجانة والسندباد .. الثاني



شمس تميل للمغيب ... سماء ارجوانية تنسكب الوانها على وجه الأفق ... رائحة البحر العبقة بالملح تتغلل لحواس من كانوا جالسين على الشاطئ يتبادلون اطراف الحديث ، وصندوق كبير ذو خشب معتق وزخارف بأحرف غريبة ومعدن قد مال للصدأ فوق كل التفاصيل يستكين بإنهاك بينهم وهم يتحاورون تارة باهتمام وتارة بمزح ..



مرجانة : شنو هذا؟؟؟؟؟؟

السندباد : صهِ يا فتاة ... اخفضي من صوتك - يقولها وهو يتلفت حوله للتأكد من خلو المكان الا منهما -

مرجانة : طالع هذا قاعد يسكتني ... صه عليك (تبتسم بنزق طفولي) ....... شنوووو هذا اللي بالصندوق يالله عاد قول لي

السندباد : الا تعلمين ان للصمت وقع اجمل على السمع من الثرثرة احياناً

مرجانة بتملل : شوف عاد لا تقعد تسوي لي صمت وثرثرة ...ابي اعرف شنو هذااا.... بموت من بلاغة الشف!!



تتسلل يدها لداخل الصندوق دون ان ينتبه لها السندباد فتلمس طرف شيئا هلاميا بارداً .... ترفع يدها .. تقربها من عينيها وهي تفرك اصابعها ببعض ... تشمئز وتلتفت غاضبه وهي موجهة الحديث للسندباد

مرجانة : اييييو ... ويع ... وييييع .... شنو هذا .. شنو اللي بالصندوق - تقولها وهي تهرع لمياه البحر حتى تغسل يداها-



ينظر لها باستغراب ... يحكم اغلاق الصندوق بعد ان ادرك ان فضول مرجانة قد اخذها لما كان يخشاه ... يتبعها بخطواته .... تلتفت له ثم تعود لفرك يديها بالتراب محاولة ازالة ما تبقى من تلك المادة الهلامية اللزجة.

السندباد : الا تعلمين ان الفضول قد قتل القطة

مرجانة : أي قطه .. انت شحاط بالصندق .. علمني!!

السندباد بعين تائهة : شحاط!! بحق رب السماء .. بأي لغة انت تتحدثين؟

مرجانة بعصبية : بلغة اهلي ويداني .. كويتي يا هذا .. هذا حديث الكويتة .. اقصد الكويتيون .. اعني الكويتيين .. واللغة رايحة فيها

يهز رأسه ثم يسألها : احقا تودين ان تعرفي ما يقبع في قلب الصندوق؟

مرجانة :انا قاعده ارطن بالله ... أود أود

يندهش السندباد من لغتها الصعبه بالنسبه له ويعقب : بالله عليك ... حدثيني بلغة مفهومه ... فلقد تهت بين ابجديات حروفك ... و....

مرجانة : و ... !!

السندباد: لا شيء

مرجانة وهي تدير رأسها لتواجه البحر : ويه عاد ...كيفك ... ان شاء الله بقعد اترجاك

السندباد : إلهي ... يا عزيز ... انزل عليها سلطان الفصحى مرة اخرى ... لأجل عبدك الفقير ... التائه في بلاد ليس لها اسم ولا مر عليه لها مثيل.. واجعل كل صعب يسير .. إلهي يا ذا الجلال والإكرام .."

تقاطعه : حسنا ... حسنا .. كسرت خاطري خلاص ... والآن ... اتود ان تخبرني ماذا يقبع بالصندق؟

السندباد : - يتنفس الصعداء .... يتنهد ... ثم يهمس بحذر- انه ملك الجان الأرجواني

تهز رأسها بهلع : استغفر الله .... يني لما يلبسك ... شله التخرع الحين !!

يصمت وهو ينظر لها بانتظار الترجمة ..

تنظر للصندوق مبتعدة عنه قليلا : يعني تبي تقول لي داخل الصندوق يني !! اقصد هناك جني يسكن قلب الصندوق .. انت تمزح اليس كذلك ؟

السندباد يهز رأسه نفيا

يرتعش صوتها : يني يني !! اللي نسمع عنهم بالحزاوي .. اقصد جني حقيقي كما نسمع عنهم بالقصص وحكايات ما قبل النوم !!

يجيبها : نعم .. هو كذلك

تبتعد اكثر : يني يعني يطلع ويختفي على كيفه .. ويسوي حركات .. وسوالف تخرع ...

يهز رأسه ايجابا ..

مرتعشة اوصالها : لاااااااااااااااااااا

يجيبها : نعم نعم

تفكر قليلا ثم تلتف له وبحدة

مرجانه : ...يني لما يلهف اللي باجي بعقلك ... انا بقول لك بس انت لاقيني مقصه؟؟ ... كل ساعة طالع لي بقصة شكل ... وعايش الدور من صجك انك سندباد ... لا ما عندنا ينانوة .. وسوالف خزعبلات ربعكم هذي تلاقيها بمكانين ويمكن ثلاثه ... عمان ... المغرب ... وعند اهلك .. عندنا هني نبيل العوضي اييبه لك يقرا عليك ويحرقك انت وحبيبك الساكن في قلب الصندوق يا بعدي "

تنهي حديثها وهي تقف متأهبة للرحيل

السندباد مستعطفا: ارحميني يا صبية

تمسح يداها المبلله باطراف ملابسها وهي تقول : شرحم فيك ... جذوب لين قبل ... نوبه سندباد .. ونوبه ملك الجان مدري شنو ... جني ناقصه تخرع انا بلا ... ناقصه تخرع

تتدارك نفسها وتوجه له حديثها بالفصحى : اتجوز الرحمه على من يكذب كما تفعل يا هذا ... واي الحكايات اصدق ... ان تكون السندباد الذي يجول البحار قبل سنة الدفنة ونحن الآن في عام 2012 ... ام ان يكون ذلك ... ( تبحث عن اسم او وصف ) .... السائل الهلامي هوملك للجان .. حدث العاقل بما يعقل يا رجل ... ولا تصير بو شلاخ لهالدرجة لو سمحت

السندباد بكل الاندهاش : الفان واثنى عشر !!!!!

تجيبه : نعم الفان واثنى عشر بعد ولادة المسيح .. يعني تاريخ ميلادي ... مليش بالهجري ..( وتتدارك) تصدق حتى ما ادري هذي اي سنه هجري

السندباد : ايهم عيسى ابن مريم ام الدجال!!

مرجانة : الدجال!! ... يمه يمه .... الدجال بعينك عمى بعينك ... ياربي هالريال بيفتخني .. اي دجال!! ... انت لماذا مصر تختصر المسافه لين يوم القيامه هكذا

السندباد : لما اراه امامي ... وما اسمعه من العجب العجاب!!

وهي تسخر منه: هذا وانت اصلا ما شفت ولا سمعت شي

السندباد :اعذريني يا فتاة ... ولكن يلح علي سؤال كليل .. اذا لم اسأله قد يصيبني ما لا يحمد عقباه

تجيبه مرجانه بتملل : اسأل يالبغدادي .. كلش ولا عقباه

السندباد :ابتلاعك لمعظم الحروف يجعل من فهمي لمفرداتك صعبا ... فهل يكون هذا من فنون اللغة في هذا العصر .. ام اننا لا نتحدث نفس العربية المتعارف عليها ... فمن الواضح انك تتقنين الفصحى بالإضافة لتلك اللغة الغريبة

مرجانة : هممم ... لا لا ... هذي لهجتنا الكويتية ... ونحن نقرأ بالفصحى ولكن نتكلم باللهجة العامية التي تمتاز بابتلاع بعضا من الحروف واختصار الآخر ... وتسييح البقية .. وتحوير وتبديل البعض الأخير بحروف اخرى تخضع من بلد الى آخر لطبيعة وثقافة البلد والموروثات الاجتماعية

السندباد : يا للهول ... ففي زمننا كانت اللغة هي اللغة ... لا تخضع لتلك ولا ذاك ... وحدَها القرآن وجمعنا على ابجدياته.... رغم اختلاف الأقطار ... وتباعد الأمصار ... واختلاف الملبس ... وتنوع المأكل ... كنا كلنا عربا ... ننطق الجيم والضاد والقاف كما يجب

مرجانة : زمنكم كان شيء آخر ... صدقني يابو السدنبد ... لكل زمان اذان .... وانت لو تقعد تحسب الفرق بين وقتكم ووقتنا يحوشك عقر بقر .. وتركن للصمت دهرا وربما ابدا.... انا وياك ..

يقاطعها مسرعا : هاهااااا .. توقفي قليلا هنا ... وياك تلك ماذا تعني ؟؟"

تضحك مرجانة : وياك يعني معك... مو قلنا لك تحوير وتبديل ... المهم خلني اكمل ... انا معاك ان في ثوابت ما تغيرت بين زمنكم وزمنا

يسألها : مثل

تفكر قليلا : مثل الإيمان بالله ... القرآن الكريم ... حقيقة الرسالة المحمدية ... رغم ان في شغلات تغيرت بمنظورنا للدين ... وطلعت فتاوى اشكال والوان واجتهادات مختلفة بامور ما احتاج اتكلم عنها لأنها مو محور حديثنا الآن ... وتعددت المذاهب وصار لنا مراجع ومفتين وكل يدلو بدلوه ... منهم من يسهل ويتساهل ومنهم من يصعب ويعسر ... ومنهم من تاه بين كل تلك الأطراف فظهرت جماعات اخرى ... منهم من يؤمن ومنهم من يكفر وينكر ... ومنهم من تاه بين الإيمان والكفر واتخذوا كلمة لا ادري منهجا جديدا يتبعه كل من ضيع الدرب ولم يهتدي للرب

السندباد :رباه رحمتك ... ابعد محمدا يولد الكفر ابدا

مرجانة : طبعاااا .. انه عهد الظنن واستفحال الفتن وتسييس الدين ودينونة السياسة يالبغدادي

تسكت برهة فما يفكر هو .. تتنفس بعمق ... تتأمل السماء .. تنتبه للعتمة ... ولتلك النجوم البعيدة ... تلتفت له

مرجانة : سندباد .... جنه الموضوع اخذ بعد آخر وبعيد عن موضوعنا الأساسي ... وانا اصلا ما اعرف منو انت وشنو قصتك ... وهل انت بالفعل السندباد! اخاف بس تطلع أمن دولة وتودرني 

السندباد : عفوا ... ولكن يتملكني سؤال آخر ... فان اجبته اكون لك ممتنا شكورا

مرجانة :افففف ... اوكي بس عاد لا تمصخها وتكثر بالأسئلة

يبتلع استغرابه لمفرداتها ويتجاهل عدم فهمه لها : هل يتهم بالهرطقة كل من يتحدث بالدين لديكم؟

مرجانة : بالطبع لا ولو ان الموضوع اخذ هالمنحى مؤخرا .. وصار موضوع التكفير وايد سهل .... وقد يتدرج الأمر ويدرج تحت مسميات تتوراى خلفها تهمة الهرطقة .. كالإتهام بالطائفية والصفوية والتطرف والتعصب وطلعت جماعات تآخذ شكل الدين واهي ابعد ما تكون عن الدين .. وكل يرتدي عباءة الإسلام بالشكل اللي يرضيه ويناسبه...... حرية التفكير والتعبير مكفوله لدينا على الأقل بالكويت رغم ان حريتنا بالتعبير قد تصاب بالشلل احيانا او هناك من يحاول تكبيل تلك الحرية ... الا اننا نعيش ببلد ديمقراطي يحترم حرية الرأي والرأي الآخر .. او بس عاد ... لا تودينا بداهية لو سمحت

السندباد يصمت قليلا وهو يفكر بكلامها ثم يبادرها : رغم كثرة التساؤلات والحيرة التي انتابتني الآن من مفردات قد ذكرتها ولم تفسريها الا ان اكثرها الحاحا هو .. اليس لك بيت تعودين له ... فقلد اسدل الليل ستاره .. والطرقات تحف بالمخاطر في هذا الوقت ... واراك وحيدة... دون دابة تحملك الى وجهتك ... او بيت قريب .. او حتى رداء تسترين به عورتك

مرجانة :وليييين ... رد يقول لي عورتك ... وبعدين من قال لك ما عندي دابة على قولتك ... لقد اتيت هنا بالجيب .. وشاليهنا ليس ببعيد ... اما عن ملبسي فمالك شغل فيه ... هذي حرية شخصية كفلها لي الدستور ... انت منو اللي ياي تقول لي شنو البس .. ولا بتطلع لي انت بقانون حشمة خاص بجنابكم وتطبقه على بنات عصري

السندباد : جيب !!... اتركب الجيوب في زمانكم هذا؟؟ انها والله من علامات الساعة .. - ثم يستدرك - وهل هناك ما يسوء الإحتشام يا امرأة

مرجانة : اقول ... انسى موضوع الساعة والاحتشام شويه ... وقوم شيل صندوقك خل نروح شاليهنا ... ويرحم امك وابوك وطوايفك كلهم ... لا تسألني شنو يعني شاليه ... بتعرف لما تشوفه .... وتالي نسولف بموضوع الصندوق واللي فيه وربما اجيب على بعضا من اسئلتك المعلقة .. شقلت!!"

السندباد : وهل املك حق القول؟

هي تقف وتنفض ملابسها من التراب : طبعا لا

السندباد : توقعت ذلك ... شيء واحد لا يتغير ... في زمن الجواري ... وزمن الحوريات

وهي تبتسم لزمن الحوريات : الا وهو !!

يجيبها : سلطة المرأة

يبتسم ... تنظر له بتهكم

يحمل صندوقه ويبادرها : هيا بنا









وللحديث بقية مع مرجانة .. والسندباد