.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

14.9.12

وللعودة حكاية جديدة





كتب السطر ثم مسحته ...
كتبته من جديد ولم استطب نكهته .. فمسحته ثانية ..
كتبته للمرة الثالثة وغبت بين ازدحام افكاري ..
دائما كنت اجد اصعب السطور اولها .. منه انطلق .. منه اشد ركابي وارتحل ... منه ابحر وتأخذني رياحي المتصادمة مع كل اشرعتي لعالم جديد ارسمه بتفاصيله وانا مغيبة عن حقيقة محيطي .. فانسى صوت عقارب الساعة وهي تقطع الزمن بجانبي ... واغفل عن همهمة الشارع .. ورنين الهاتف الملح .. وجرائدي المهملة على طاولة القهوة .. وروايتي التي تنتظر مني ان اكملها .. وفنجان قهوتي الخالي من الكافايين مؤخرا .. وشيء من التفاصيل الرتيبة التي تشدني دائما لزمام يومي ..


ربما عودتي هنا تشيع بكلي الشيء الكثير من التوتر
وعلى الطرف الآخر الكثير من الإمتنان لأني لازلت اجد مكاني بين هذا الحرف وتلك الكلمة
...
وبين ذلك السطر والذي يليه اتوه بين انفاس البحث عن نقطة ابتديء معها ..


يتعبني الخريف .. فهو فصل ثائر لا يعرف الإعتدال بانفعالاته ..
فصل قصير العمر .. لذلك فهو يستعجل الأمور وكأنه يعلم ان الوقت لن يسعفه حتى يقول ما جاء لقوله
ربما يختلف خريفنا عن بقع كثيرة من العالم ولكني اعلم ان خريفنا يشيخ عند لحظة ولادته .. يقطف اوراقنا معه ويرحل مشيعا عريا يلتحف مشاعرنا احيانا ويسكب بالواننا شحوب عطش .. تائق للمطر .. يتملكه حنين للارتواء ..

أنا اعلم انكم تتصفحون الكثير من بوحي هنا على أمل ان تجدوا شيئا غفلتم عنه في المرات التي سبقت
كنت اتصفح معكم .. وابحث عني .. اين تاهت كل تلك اللبنات من الحديث المتواصل .. كنت اضع احدها وكلي شوق للمرة التي تليها ..
اعلم انني اشيد بنيانا لمدينتي المفقودة ... لقصور اتهادى بين اروقتها
لحدائق الثم ازهارها ..
للحن ارقص على اطراف اصابعي معه وكأنني احلق لبعد آخر  ..
لنبض يبعث بصدري الحياة ..
ليوم ابتدءه معكم وبكم ..
لضحكة تضاهي قهقهة طفل يحتضن طفولته ولا يرى من محيطه الا المرح والسلام
لغفوة يتبعها حلم اكمله وانا يقظة واختار نهايته كما يحلو لي ..
ليوم غد يحمل معه التباشير والأمنيات المحققة
للكثير والكثير من كلماتي وقصصي .. وبوحكم والتصاقكم بتلك القصص ..

وتوقفت حينما توقف خيال تلك الطفلة التي بداخلي عن نسج تلك القصص قفطانا ارتديه وانا العب دور جديد على خشبة مسرحي ... اسلط الضوء على زوايا معتمة من قلبي ليصل نورها لقلوبكم ...
ودائما موسيقاي تسحب ذلك المجداف وتشق به عباب افكاري لنسافر سويا ..
وأي متعة اجدها بالسفر معكم ...

كنت ادخل هنا ولا اجد سوى صمتي الذي كبلني منذ زمن ..
ربما كانت لي اسبابي .. ولكني اخطأت عندما ظننت انها عذرا لتوقفي عن مراسي الكتابة ...
وعندما استنفذت تلك الأسباب ايامها .. واغلقت دفاترها ..
عدت ..
عدت ومع بنات افكاري بزهاؤهم .. بضحكاتهم ... وبكل جنونهم

سوف نكتب
وسوف ننسج الكثير من القفاطين الجميلة بألوانها المجنونة ... لي ولكم .. 
...

فانتظروني ... فللغد حكاية جديدة ...
نرتشفها مع فنجان قهوة محلى بمشاعرنا سويا ..


تم ..