زوايا ...
تنكسر عليها يارات نورهم ... تلتف حولها طرقهم ... تتقاسم معها ظلهم .... نور ... عتمه ... وتيار هواء ... وسكون ... يسقط الضوء الخافت هناك على اقصى الزاوية ... كرسي خشبي ... يقبع عند ذلك الجدار ... يبحث عن ساكن له ... يلونه الضوء بالأحمر ... ويعكسه الظل بني ... يتدرج للسواد ... يعطيك احساس بالخواء ... من ترك مقعده خاويا هنا !!!!
اقترب ॥ واضع طرف اناملي عليه ... اتحسسه ... لعلي اجد اثرا لمن كان يسكنه ... او يستريح على كتفه ....وينتابني احساس بالقدم ... وكـأن للتاريخ رائحة وعبق ... تلتفني الوحشه فأنا لا احب الأماكن المهجورة ... تأخذ شيئا من لوني .... وسكونها يميت العالم حولي ......اغادر تلك الزاوية لأترك خلفي ... اثرا بسيطا لطرف اصبعي عندما مسحت الغبارهناك ...
دهليز طويل يمتد ثم ينحرف بحدة ... وينحني بشدة ... اتمسك بالجدار .... حذر السقوط ... لأصل ... ويبهرني الضوء ... احتمي من حدته بكف يدي ... اغمض عيني جزئيا ... واتنفس الهواء ... رائحة تراب ... ومكان ملون بالأورانج ملوح بالكثير من درجات الأرجواني ... درجات مختلفة منه ... لطالما احببت هذا اللون ... قالت لي صديقتي انه يزيدني نضارة .... وانا اعلم انه يهبني الحياة ...
التصق بالجدار ... احلم بأن اليوم هو الجمعة .... فضوء تلك الفسحه يشتاق لإسم الأيام ... والمهم منها يشتاقه اكثر .... ادفن اصابعي بالرمال تحت اقدامي ... يبهرني احساسي لملمس التراب ... كأني اتغلل داخل ثوب حريري ... رمال الشاطيء .... كثبان الصحراء ... تذر في وجه الحياة رقتها العفوية... تتساقط تبعا .... لتخلق شلالا من البهجة في قلب طفل .... وقلوبنا عندما نعش اللهو مع الطبيعة المجردة .... هي فسحة امل احسستها هناك ليجذبني صوت قادم من البعيد
انتبه ... ابحث عن مصدر الصوت ... لأقف مرة اخرى واواصل المسير ... تتغير الألوان .... تفقد حرارتها ... تتجه للرمادي لأصل لمفترق الطريق ... الصوت يأتيني من اليمين ... موسيقى حانية ... ولحن اعرفه جيدا ... وعند المفترق الآخر ... ايقاع متوازن ... مستمر دون توقف .... وهواء يأتيني على دفعات متوالية ومتتابعة ... يبتدء بقوة ... ثم يضعف ..... ليسكن ... لتليه الأخرى .... يذكرني بتردد الهواء في صدري ...
اتجه لليمين ... ويشدني اللحن اكثر ... تتراقص خطواتي ... تبحث عن الفرح ... وتعزف اناملي نفس اللحن على الجدار .... والتفت حول نفسي ... ارفع طرف ثوبي .... كطفلة صغيرة ..... لا تحفظ كل الكلمات ... ولكنها تدندن اللحن ...
اصل هناك... غرفة كبيرة ... ستائرها المخملية المسدلة ... خضراء اللون ... غنية التفاصيل ... علوها بعلو السقف ...وارضية باركيه .... وشاندلير تتدلي بالمنتصف .... كأنها الشمس ..... قطع اثاث متناثرة ... هنا وهناك ... وتماثيل عدة ... وقطع سجاد تضاهي تحف فنية .... هو قصر .... ولكن لمن .... ارفع الستار قليلا ... لأختلس النظر لحديقة وارفه ... قطوفها دانية ... تتشبه بالجنة الموعودة ... وكل ما حولي يتغنى بنفس اللحن .... ومرآة كبيرة ... يحيطها برواز مذهب ومعتق .... ابحث عن نفسي هناك ... اتأمل تفاصيل ... ولا اعرفني ... تغيرت كثيرا ....
اغادر .... لأدخل ممر ... جدرانه متهالكه ... ويضيق بي الممر ... حتى اصل نهايته ... لأجد مخرجا صغيرا ... اتكور حتى استطيع النفوذ منه ... وانفذ
لأتهاوى على سفح جبل ... تغزله الزهور الصفراء ... وتنتهي على اطرافه شجرة ... مورقة بدلال .... وامتداد للون الأخضر ... وندى المطر ... ورائحة التراب ... اتكئ على جذع الشجرة ... واتعثر بشيء ما تحت قدمي ..... هو كتاب ... وبداخله نظارتي ... !!
ابحث عن صوتي ... واسمع نفس الإيقاع ... يزيد ثقلا على مسمعي .... ويتغير المكان ... بلمحة بصر ... مع بداية شعوري بالتوتر يصبح حاد الزوايا ... دون تفاصيل ... مجرد خطوط متقاطعة ..... انحناءات .... وانحرافات .... واشكال مبهمة
ابحث عن مخرج ... فاهوي داخل حفرة ... ويغلبني احساس اليس في بلاد العجائب .... لأسقط فجأة على سرير كبير ... تكسوه رسوماتي وانا طفلة ... وصوري وانا صغيرة ... وعلبة الوان .... وصندوق احتفظ بقفلة معلقا فوق صدري ....والكثير من قصص المكتبة الخضراء ..... ولعبي الكثيرة ... من لها شعر وسقطت عينها سهوا ... ومن لها يد واحده ... ومن غيرت ملامحها بالواني في محاولة لتزيينها .... ومن كانت مكتملة الملابس وغيرها العكس ... هي غرفتي الصغيرة .... وشباكي .... وحذاء امي الذي ارتديه كلما تشبهت بمدرسة اللغة العربية .... ابعد خصلة متمردة من شعري عن وجهي ... لتقع يدي على ضفائري الطويلة والمنتهية بشريطة حريرية ...
اتجه للشباك .... هاهي سدرتنا ... وهذا هو غصني المفضل الذي اتسلقه واجلس عليه لأهز السدرة فيتساقط نبقا لذيذا يأكل منه كل الحي ....
اتجه نحو الباب ... واهرول متجهة نحو فناء المنزل .... واتوه بالطريق في تفاصيل مختلفة للمنزل
وتقتحمني زاوية اخرى .... وتفاصيل جديدة لا اعرفها ... وذات الأيقاع ليزداد حدة وشدة وكأنني اقترب من مصدره
مكتبه ... كتب ... تحف ... ملابس تحمل شيئا مني .... صور ... صور ... قلم ... اوكورديون ... ولوحة بالألوان الزيتية لم تكتمل ...وتملأ انفاسي رائحة التربنتاين .... ابن خالتي يجلس هناك .... وبعثرة كتب ... هو يرسم ... واعرف معه ان للرسم نكهة ... وتختفي الصورة ....
رفيق الطفولة ... عطلة الربيع .... وتفاصيل قصة لم تكتمل ...
قبرص ولهو برئ ... ولونا بارك بتفاصيلها البسيطه
هي .... بشعرها الأحمر ... ويدها تنام وسط يدي كل مساء بعد حوار ثمل اسكره النوم
انا .... هنا .... دونها
ابعد الصورة .....
انا .... هنا .... دونها
ابعد الصورة .....
استعد للريسايتل ... بيانو عنيد .... ولحن لم يعجبني فرضته علي مدرسة الموسيقى ....
هو ....
أنا ....
نحن معا .....
أنا ....
نحن معا .....
يزداد الصوت .......وتتوالي الصور ..... وزوايا تنهي الأخرى
وكأنني على دراجة تتسارع لأسفل التل.... ذكرياتي ... صوري ... تفاصيلي
وكلما اقتربت ازدادت الزوايا حده وازداد الصوت شدة
متسارعا .... متعاقبا
احمر ... اورانج ... ارجواني
اين انا ؟؟
من هؤلاء!!
...........
وجوه اعرفها .... وجوه احبها
ووجوه اعشقها
........
والمكان .... بتفاصيله المختلفه
بملامحه ... باختلاف زواياه .... بالوانه .....بلحن الحياة
وبالإيقاع المشتد حدة
هو ...... قلبي
على الهامش
كل منا يملك بين زوايا قلبه تفاصيل .... يتناساها ... او قد يكون نسيها .... هي لازالت تنبض بالحياة هناك
بعضها يحمل بين تفاصيله ابتسامه ... والبعض الآخر الم ... تشكل غرفا ... تحتوي الكثيرين ... وتحمل تصنيفات نحن من نضعها
دهليز .... زاوية ... ممر ... قصر .... وفسحة امل
قلبي .... وقلوبكم
....
هناك 17 تعليقًا:
مع الزين
حياة الألوان .. و ألوان الحياة
الابداع في وصف الالوان لم و لن ينتهي ما دامت اناملك تخط ما تخطه
بل و تحمل في احرفها اجابات لمن يتساءل ..
هل للالوان ان تُقرأ ؟
اجابات لمن ينكر الزوايا في حياة مستديرة
اه .. و كم تتداولنا الحياة بين دهاليزها و زواياها .. بمتناقضات المشاعر
و لا رفيق في تلك الدروب سوى الأمل
به نبلغ الغاية ..
و من دونه .. لا نصل للنهاية ..
و به ندرك .. بأن الدهاليز ..
ليست كل الحكاية !
الزين
مليئة هي الحياة بالزوايا ..
و لكل زاوية حياة ..
و لكل دهليز .. أمل ..
ينير الزوايا ..
لنبلغ الأمنيات !
ملاحظة:
لا مثيل للبهجة في قلب الطفل .. ذلك بأنه لم يعرف الأسى .. و ان كانت البهجة وليدة الأمل .. لتكتسح كيانه و تحيطه باطار منها .. فترتسم ابتسامة لا تعرف اليأس
لا وصف كوصفك يالزين
في حفظ الرحمن
** مساء الورد عالورد
انتي الاحساس و الذوق الراقي و الكلمات الحلوه ..
ويابخت كاردف يبيلنا هوى منها بقرشه
جميل هذا التعبير..
بدأت أتذكر غرف لم أقم بزيارتها منذ زمن..
ملأها الغبار.. و تهالكت فيها الذكريات بانتظار من يسقيها..
دمتي بخير..و جزاك المولى خير جزاء
تحياتي
الزين الزين وانا اقرى ودي اعلق ودي أضيف بس تدرين اشصار سرحت ودخلت بزوايا روحي واتذكر واتذكر..واضحك واغضب وابجي وينعصر قلبي علي اللي داخل دهاليز روحي
مبدعة أنت ...
لي عودة .. لان تلك الزوايا تحمل الكثيــــــــــــــــــر
:*
النور تسأل شخبار الزين ؟
***************
تعجز الكلمات يالزين ..
ابحث عن نفسي هناك ... اتأمل تفاصيل ... ولا اعرفني ... تغيرت كثيرا ....
استوقفتني كثيرا هي وصف موجع لما كنا وما اصبحنا
مساء الخير
فسحة أمل جميلة جدا
شكرا لكي عزيزتي
وحشتيني
قلوبنا فسحة كبيرة يالزين ،،
ولوحات مكتملة واخرى ناقصة ،،
وزوايا تركن هي إلينا ،،
معاج حق ،،
تشبه بلاد العجائب ونحن الأليس المبهورة فيها
جميييييييييلة
......
لي عودة
:)
سيكرت
:)
ومن طول الغيبات
"حياة الألوان .. و ألوان الحياة"
هناك معنى مختبئ اعجبني هنا
توقفت قليلا
ثم اكملت القراءة
"اجابات لمن ينكر الزوايا في حياة مستديرة"
:)
تناقض وجود الإنحناءات بين انكسارات الخطوط
هي الحياة
بالضبط
بكل متناقضاتها
تعليقك يبي بوست ثاني يالشيخ
:)
ترك بصمة في نفسي
شكرا لك تواجدك هنا اليوم
شكرا من اقصى القلب
:)
ميمة
ومسائك كل الورد بعد قلبي
تسلمين وكلامج اطيب من الطيب نفسه
بطرش لج تانكي هوى
:**
لحظة
!!
هل انتي لحظتي التي اعرفها
ومن اختفت دون ترك اثر منذ زمن
اتمنى ان تكوني
قلقد افتقد كل ما كان منك من حرف جميل
ومفردة اجمل
:**
فهل من عودة يا لحظة!!
لا تباعدين بليز
جنون عاقل
تخطيتك ومنك السموحه
:)
كلنا يحمل بين خلجاته ماهو منسى او مهمل
نفض الغبار ضروري
وتلميع بعض الأشياء ضروري اكثر
وداائما يسعدني وجودك
شكرا لك
النور
وبانتظار العودة
:**
الخيلاء
صديقتي الجميله
:**
نحن نتغير كل يوم
مع كل حدث
مع كلمة معينة او صوره معينه
بس
ما ندرك التغيير الا اذا توقفنا لإلتقاط الأنفاس
:**
حبيبة قلبي
زيارتج اسعدتني ولا تباعدين
GUCCI-q8
مساء الورد
كلنا نحتاج لتلك الفسحه
الشكر لمن وهبها لي
:)
وانتي وحشتيني اكثر
نون
:**
تدرين عاد
الأجمل هو وجودك والكلمات القليلة اللي تركيتها
وكأن نون هنا هي انعكاس للزين
وكلمة وحده اقدر اقولها
انتي ..... غير
إرسال تعليق