.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

6.5.12

من حديث مرجانة والسندباد .. الثالث


سماء متسعة.. نجوم منتثرة كما زينة الأعراس والموالد .. نسيم رطب يغمر الأجواء برائحة البحر وشريط من النور يحدد معالم الشاطئ .. مبان متراصة ... رائحة شواء ... تغوص قدماها بغمر التراب الناعم المبتل وهي تسير مع السندباد .. تتبادل معه اطراف الحديث .. تارة تستفهم منه وتاره يسألها بشغف للمعرفة ومع مفارقة الحديث وضحكاتها المباغتة يلتف حولهم لحن غريب يأتي من بعيد بطبول قد يعلو ايقاها وقد ينخفض ليراقص خطوات من ساروا على ذلك الشاطئ المغمور بزرقة المساء وصوت لا يعرف حقيقته يبتعد ثم يقترب وكأنه يلتحم مع التراب بدائرة يتسع قطرها ليقترب منهم بدورانه المجنون.

هي مركبه غريبه وهناك من يعتليها ... لا تشبه بساطه ولا تشبه ناقته .. تقترب منهم بإصرار فيكتسح ضوؤها المكان ويقهر عيناه التي اعتادت على ضوء الشموع عندما يحل الظلام ولكن هذا الضوء يشبه شمسا صغيرة.. مبهر .. يقطع العتمة كحد السيف وصوته يمزق السكون بفوضى عارمة تطغى على كل حواسه فيحاول ان يتجنب احساسه بالإزعاج لينساق وراء دهشته وسؤال اصبح معلقا فوق ملامح وجهه .

السندباد بكل دهشة : ما هذا يا مرجانه ؟

تلتفت له وتستفهم : هذا شنهو؟ ... اقصد هذا ماذا؟

السندباد دون ان ترمش عيناه : ذلك المخلوق !!

تنظر الى القادم من بعيد لبرهة ثم تجيبه : اظن انه اخي النزغة زياد

يبتلع ريقه : اخاك!! ... وما الذي يمتطيه؟

تضحك وهي تسرع الخطو نحو زياد تاركة السندباد غارقا بدهشته وبصوت يبتعد ويغمر بصوت البانشي : هذا يسمونه بانشي ..

يهم بمناداتها لكنها تكون قد ابتعدت مهروله .. يضع الصندوق الثقيل على الأرض ويقف ملتقطا انفاسه

مرجانة : زيود ..عطني البانشي شويه

يدور حولها مستفزا لها : ليش؟

مرجانة : عطني اقول لك .. شوية بس

زياد : ليش؟

مرجانة : يا ملقك شنو هالنحاسة اللي نازلة عليك هاليومين!

زياد بنزق : كيفي والله عاد .. وين كنتي .. امي تدورج

مرجانة : وصلت للحظرة ورديت – تهمس له - منو بالشاليه؟

زياد :كلهم .. ليش؟

وهي غاضبة : انت عليك يني اسمه ليش !!

يضغط على البنزين بقوة فينتثر التراب حولها وهو مغادرا المكان :امي تقول ردي الشالية الحين

تلتفت لسندباد فتجده قد تملكه التعب واكل وشرب عليه الجوع والعطش وغاب وسط دهشته ففغر فاه وهو يقف بشكل مرتخ فتعود ادراجها له وهي تحادث نفسها : التعبان .. نحيس نحاسة ما شفت مثلها بس انا اعلمه

ثم تحادث السندباد : شفيك؟

السندباد : من ؟

مرجانة : انت .. ماذا حل بك

السندباد بكلل : تعبٌ وجائع ويقتلني العطش واظنني غارق بهلوستي مع كل ما اراه من عالمكم الذي يشبه الأساطير بتفاصيله .. والله لو حكيت ما رأيت هنا لأهل بغداد كلهم لوصموني بالجنون ولقالوا انني هجرت في سن مبكرة ..

تنظر له بتفكر ثم : الجوع والعطش مقدور عليهم .. أما سالفة ان عالمنا يشبه الأساطير !! ربما .. ولا جان ربعك ما غزونا سنة تسعين " تبتسم

يستفهم : لم افهم !!

تجيبه : حتى آنا لم افهم والله .. وبيني وبينك عدم الفهم ساعات نعمة .. مثل زحمة الشوارع !!

يعقب :لم افهم بعد؟

تجيبه : مو مهم ... سوف تفهم مع الوقت يا عزيزي .. امش خل نلحق على العشا ...( تشرح له بيديها) .. نم نم

السندباد : الحمدالله ...حان وقت الطعام - وهو يبتسم فرحا ... يلتقط الصندوق ويهم ماشيا فينزلق من بين يديه وينسكب السائل الهلامي-


يصرخ مرتعبا ... يتراجع موليا للخلف ... تنتبه هي ... تقع عيناها على السائل الذي بدأ يتشكل ويرتفع فوق سطح الرمل الناعم يصاحبه صوت لم تعرف كنهته ... ترفع عينيها للسندباد فتجده قد تجمدت عيناه وهو يتابع مع يحدث من بعيد وقد بدأ الدخان الأزرق المتصاعد من الجسم المنسكب امامه يخفي تفاصيله ويعلو

تبتعد خطوتين للخلف ... تلتفت وراءها باحثه عن زياد فتجده قد اختفى بالعتمة .... تشعر بيدين تسحبها بقوة للخلف فتصرخ .... يمسك بوجهها بإصرار وهو يرتجف : انه ملك الجان ... لقد اطلقنا سراحه

تشهق مرتعبة وتختبئ خلف السندباد عندما ترى ذلك العملاق البنفسجي اللون وقد اكتملت هيئته الغاضبة امامها وتصرخ بصوت مرتجف

: يمااااااااا

يجول بعينيه المشتعلة باللون الأحمر حوله ... يرفع يديه ببطيء للسماء و يشهق بعمق وكأنه يحاول ان يبتلع كل الهواء من حوله ... فتتطاير خصلات شعرها حولها باتجاه ذلك العملاق ... تبحلق عيناها به برعب وتحضن السندباد بكل ما اوتيت من قوة ...

يخفض رأسه ينظر للسندباد ثم لها ويهتف بصوته العميق المرعب : من الذي ايقظني من سباتي ؟؟!!

يرتجف السندباد ... وترتعش اوصالها كورقه في مهب الريح وتنظر للسندباد مشيرة له

مرجانة :اهو ... اهو ... والله اهو ... مو آنا

ينظر لها السندباد باستنكار : صه ... اصمتي يا امرأة

مرجانة بنزق واصرار : ماني ساكته ... قول له ان انت اللي قعدته مو آآآناا .. قول له

يخفض طوله منثنيا ليقترب منهما ... وينظر لها مباشره ثم للسندباد ... ينتصب بطوله مرة آخرى ويهتف به : انت مرة آخرى!!

مرجانة : مرة اخرى!! - تقولها وهي غاضبه - يعني هذي مو اول مرة تسويها !! ... اول مرة تقعده من النوم وتبيني اسكت بعد !! لا وكلا .. - موجهه حديثها للجني -... اهو اللي قعدك والله العظيم مو آنا .... آنا اصلا مالي شغل ...آنا اصلا مو مثله ... انا كويتية

يمد يده بسرعة خاطفه ويقبض عليها وهي تصرخ محركة ساقيها بعنف وهي تحاول ان تتملص من قبضته القوية... يرفعها مقربا لها من عينيه ثم من انفه مستنشقا رائحتها بشبق

مرجانة تصرخ بكل ما اوتيت من قوى : واااهااااااي .... سندباد الحق علي .... يمااااااا

يبعد خصلات شعرها عن وجهها بطرف اصبعه العملاق ... يتأملها بتأني ... ثم ....... يتذوقها بطرف لسانه اللزج

يزداد صراخها حدة : ... لا لا لا ... الله يخليك ... لا تاكلني .... لا تاكلني .... زياااااااااااااااااااد

يقترب السندباد من الجني بجرأة مصطنعة ويصرخ به: اطلق سراحها ... فهي لم تذنب بشيء

يبعدها عن وجهه ويخطف السندباد ويقبض عليه بيده الثانية ليرفعه بالقرب من وجهه : اتجرؤ على الحديث معي بعد ان ايقظتني من سباتي ...

يصرخ به السندباد وهو يحاول التخلص من قبضته : بأمر من السلطان سمعران آمرك ان تطلق سراحنا ايها الملعون

يبحلق الجني بعيناه مرتعبا يتلفت يمنة ويسره ويهمس: سعمران!! .. اين ... اين هو.. اهو هنا !!

يصرخ به السندباد بصوت قد اختنق بخوفه : اطلق سراحناااا ... والا قضي عليك

يفلتهما الجني فتهوي مرجانه على التراب متألمة وهي تختنق ببكاءها ويهوي بجانبها السندباد وهي يلتقط انفاسه برعب ... يتراجع الجني للخلف وهو يبحث بعينيه عن سعمران ... يقترب السندباد من مرجانه زاحفا : أنت بخير؟؟

مرجانة : آآآآي يا يمه لحقي على ميمي .. بغيت اروح مثل سلق البيض - وهي تفرك كوعها وتمسح دموعها - ...بخير !! بخير!! تشوفني بخير انت الحين؟ .... باخور يشيلك انت وياه ... يعلكم الضربه ... يني ومينون .. شرقع فيكم انا !! بغيت اروح من جيس اهلي والسبة انت

سندباد :هدئي من روعك يا امرأة

تصرخ به غاضبه : وخر ايدك اهووو ... ولا تقول لي يا امرأة ... آنا لي اسم .. وخر بروح بيتنا - تعود للبكاء مرة أخرى- انا شلي بهذا كله ... سندباد وينانوة ومدري شنو ... ولا انا عارفه انا حلمانه لو هذا صج ... ولا انت منو .. ولا شقصتك

يهز رأسه ثم يسحبها من يدها لتقف ... يلتفت للجني ويصيح به وهو يصارع خوفه المتواري خلف نبرة الأمر : جلجلان .....عد الى صندوقك حالا والا ..

من بين دموعها : مالت ... بعد اسمه جلجلان

يلتفت لمرجانه غاضبا: اصمتي يا امرأة

تهم بالرد عليه .. وتمسك كلماتها عندما ترى جلجلان يقترب منهما ... فتتراجع للخلف مسرعة لتسقط مرة اخرى

جلجلان : ولكني لا اشعر بالنعاس بعد ... يا ... سيدي .. فلقد استيقظت بالتو بعد نوم قد دام آلاف السنين ... وانا.... - يلتفت لمرجانه -.... جائع

تزحف مرجانه للخلف وهي ترتعش : سندبااااد .. تسمعه .. يقول جاااائع وهو يطالعني ... ناوي ياكلني .. وربي ناوي ياكلني

يلتفت اليها السندباد وهو يصر على اسنانه : قلت لك اصمتي الآن

ترتبك قليلا من غضبه وتخفض صوتها : يقول لك بياكلني

السندباد بصبر نافذ : هو لن يجرؤ على فعل ذلك ..

مرجانة : من يقول .. ما شفته قبل شوي شسوى .. - تضع يديها على وجهها لتدرك انها مغطاة بلعاب جلجلان – اييييييييييو ايييييو ..

موجها حديثه للجني : سوف نحضر لك الطعام بشرط

وقبل ان يكمل حديثه تثب من مكانها على عجل و تمسك بيد السندباد وتهزها كطفلة صغيرة : شرطين ... قول له شرطين

يستغرب السندباد من طلبها من سرعة تعافيها من نحيبها : بأمر من ؟

تقولها بتحدي : أمري انا ... من امره يعني .. مو كافي معاناتي معاك من شفتك .. وخرعتي مع بو السعابيل

يلتفت السندباد للجني باستسلام : زعابيل !!! أي زعابيل تلك ..

مرجانة : استغفر الله ..سعابيل وماراح اترجم ... قوووول له ولا وربي لا انت ولا اهي بتذوقون طعم الزاد

سندباد متفاجئا من تهديدها خاضعا لضغطها وحدة الجوع موجها حديثة لجلجلان : امري إلى الله .... مثلما قالت ... بشرطان

تربت على كتفه مستحسنه خضوعه لأمرها وهي متوارية خلفه : عفية عليك ... يا بعد السندبادات كلها والله

يفكر الجني قليلا : اذن سيكون الطعام والشراب ايضا مقابل الشرطين

يقترب السندباد من مرجانه سائلا بصوت منخفض : الديكم شيء من الشراب!!

تجيبه بحماس : ايه ايه .. لدينا فيمتو ... ولدينا بيبسي ... وجنه بيره من غير كحول

مستفهما : هل كل ما ذكرت خمراً

مستهجنه وقد علا صوتها :خمراااا ... لا .. لا ... ما عندنا خمراً ... حرام الخمراً شفيك انت؟

متسائلا : اذاً !!

مرجانة : اذاً شنو؟؟ ... هذولي عصاير ومشروبات غازية

بيأس : بربك يا مرجانه ... جلجلان يطلب الخمر ... ماذا بك!!

مرحانة باستنكار : يبي خمر!! ... وآنا من وين بالله اييب له خمر بالله عليك .... ممنوووع ممنوووع بديرتنا .. لا يسمعونك بعض الناس شيفكنا منهم

سندباد : والحل ؟؟

مرجانة : - تفكر قليلا ثم تهمس له- قول له ان اهو بالجنة ... مو خمر الجنة ما يسكر !! يقولون والله اعلم ... استغفر الله العظيم ... ياربي سامحني والله كله منهم - يهز رأسه ايجابا - خلاص قول له ان احنا بالجنة وبعدين ترى اهو ماراح يفرق صدقني خله يدردع بيبسي على باله خمر وتالي نقول له ان خمرنا ما يسكر

مستحسنا الفكرة بعد ان تأمل بها قليلا : حسنا ...

تخاطب نفسها : يني وسكران ... شنرقع فيه هذا

يلتفت لجلجلان : حسنا سوف نأتيك بالطعام والشراب ... ابقى هنا منتظرا ... واياك اياك أن تظهر لأحد او تقدم على فعل قد تندم عليه بعدها

مرجانه وهي تشير له باصبعها : والله ثم تالله .. احرمك من الطعام واخليك تموت من الجوع وتخيس هاهنا

يقترب منها جلجلان مهدداً .. فتعود لتختبئ خلف السندباد

السندباد : سوف نعود بعد برهة .. فاجلس هاهنا الى حين عودتنا

ينظر جلجلان لها بحنق وللسندباد بخضوع ثم يجلس القرفصاء مجاورا لصندوقه ... يتشكل بهيئة رجل عجوز يبتسم ويقول : بالانتظار

تسحب مرجانه يد السندباد بقوة وهي متوجهه للشاليه

يلتفت لها : لم تعلميني .... ما هو شرطك؟

تضحك بخبث

وتبادره .......




يتبع




هناك 10 تعليقات:

sheeshany يقول...

تبادره لإييييييش!
:(

إيييه
و نحن بالانتظار كمان :)

----

جذعة = يعني "أبو نكد" ؟ :)
----
شرقع فيكم انا !! بغيت اروح من جيس اهلي والسبة انت
أما هذا السطر هلكني من الضحك

فهمت المقصود من غير معرفة كل الكلمات

ذكرتيني بأيام المدرسة لما أتكلم شيشاني و الكل يبحلق فيني و يفهم المقصود من التعابير/النبرة و لكن الكلمات = لا!
:)

غير معرف يقول...

زادت الإثارة
وتشربكت السالفه بظهور جلجلان أبو القمل والصيبان كما يصفه عفطية الجان

بإنتظار شروطهم وعشاهم والمشاريب.

ميمة السبيت يقول...

** ابي فيلا على طلبي قسم غربي و قسم عربي و ابي يختفي كرشي :(

احسن من هالطلبات ماكوووو

بنت الشاميه يقول...

زيون ....اداد حق مرجانه سندباد وجلجلان والملك سعمرات

كملت .... وخمر ...بروح اللى فينا مكفينا
بس الله يعافي مرجانه خل تتشرط عدل
خل تؤثر الصالح العام على مصالحها الشخصيه....لووووول

هذول شيشبعهم ... ؟؟؟
راح يسببون ازمه اقتصاديه حاده قبل رمضان

متابعه اخت يتبع

بانتظار المزيد يا مبدعه

3ash Wagef يقول...

الصراحه جدا جدا استمتعت بقراءة قصة السندباد و مرجانة اللي اول مرة اقراها

ذكرتيني بمسرحيات قبل اللي نص الكلام كويتي و نص عربي

الله يوفقكم و لكم كل التشجيع

SiLeNTGRL يقول...

خمر الجنه بيبسي لوووووووووووووووووول
ابدااااااااااااع خوش قصه تونس
بعرف هاليني لي شرب البيبسي شبصير فيه

Übersiedlung يقول...

شكراااااً كتير ع المجهود :)

نون النساء يقول...

جان ودتهم ماكدونالدز الجليعه هههههههههههه

umzug يقول...

شكرااااا كتير ع المجهود

Räumung Wien يقول...


مدونة مميزة
كل تقدير واحترامى لكم ... :)