طالبني البعض مؤخرا للعودة لما كنت ابرع به من كتابه ... الرومانسية المطعمة بالخيال ... "زيون افتقدنا جو مدونتج والتحليق مع الأحلام والكلام أبو عيون ناعسة"
كلامي عيونه ناعسة!!
استغربت من الوصف ... وأحببته بنفس الوقت ... وعدت اقرأ ما كان من أرشيفي لأبحث عن العيون الناعسة مابين الأسطر ... وكانت هناك ... تناظرني بعتب ... وتوصفني بالهجران ... وتسأل عن أسبابي ... وابحث معها ... لأقف لوهلة وأكتشف كم تغيرت
كانت أجنحتي المحلقة تكتسي بالكثير من المشاعر والشجن .... ومراكبي تبحر بين أمواج الهوى وانكسارات أشرعة الشوق ... ونسمات المساء تساير تنهداتي بعد كتابة نص قد أثار أشجاني وتحركت معه مشاعر من يقرأ لي
نعم افتقدت من كانت تكتب تلك النصوص ... واعتقد أنني أضعت تلك المساحة من روحي ... ولم اعد اعرف كيف أعود هناك ... وكيف وصلت هنا .... وهل فقدت الشغف للكتابة ... والإحساس بزهوة نص جديد ... ومشاعر فرش توها طالعة من الفرن .... لأعود واقرأها من جديد كل مرة اقرأ تعليق من قرأ النص "وساح على كتر " مثل ما همست لي إحداهن
لأتذكر حواري معها بالأمس ... غريب استرسالي بوصف تلك المشاعر أثناء حوار تستقي منه أرواحنا الكثير من الشفافية معاً... وترتوي من أفكارنا المشتركة ... فتسرع هي لكتابة بوست جديد واكتفي أنا بما قلته لها وكأن كلامي قد قرأ و شغفي قد اشبع لمعرفة ردود أفعال من يقرأ لي
:)
ورغم بساطة الحوار الا انه كان يحمل الكثير من المعاني ....وصديقتي اتخذت الوضع المعتاد عندما تقرأ لي شيء جديد ... واكتفيت بقراءة مشاعري تسطر على صدر صندوق الماسنجر
لأتساءل معها على حين غرة ... فلانة ... ليش دايماً أحس إن كل مفرش طاولة يخبئ تحته أو بين طياته رسالة تحمل الكثير من المشاعر .. تتشابك تفاصليها مع زخرفة الخيط على أطراف المفرش ... تعطي للدانتيل المتيل شيئا من الرقة ... وغموض أنثى عاشقة ... وشفافية روح حورية أضناها الشوق ففضلت العزلة ..
ودائما ذلك المفرش يحسسني بوجود عبق لعطر قد نسي هناك ... وتعتقت تفاصيله بين الخيوط ... وانعكاس روح الشمس على لونه أضافت له شيئا من الإحساس المفرح واليقين بوجود مفاجأة جميلة تختبئ تحت ثناياه وتنتظر مني اكتشافها ...
أما انعكاس ضوء الأباجوره عليه ليلاً فله حكاية أخرى
وابتسم .....
ذلك الضوء المسائي الذي يحمل الكثير من الدفء ... يضفي شيئا من الحنان على لون المفرش المضاد للون طاولتي الخشبية ... بخطوطها الناعمة ... ويعطيني الإحساس بقصص قد تركت هناك لأختلي بها مساءاً و أعيش تفاصيلها بغفلة من الزمن ... بعيداً عن تعب النهار ... وزحمة الأفكار ... واللهاث وراء مسئوليات الحياة ...
ذلك المفرش يذكرني باحتواء وسادتي الباردة لأفكاري الساخنة والمتزاحمة غالباً ... وبرائحة البخور بين خصلات شعري ... وطيب آبى الا أن يبقى على أطراف لحافي ... وسقف يناظرني ليعد معي كم من الوقت مضى وأنا مستلقية هناك ... تأخذني أمواج أفكاري من شاطئ إلى آخر
ابندر ساعة بيوم عديته منسي ... استرجع التفاصيل ... أزيح عنها شيئا من الغبار ... ألمعها حتى تكون متاحة وسهلة المتناول في المرة القادمة عندما اقتحم نسيانها
ثم أعود للإبحار فوق تفاصيل مفرشي ... لتخلق لي انعكاسات الضوء أشكالاً لا يراها الا أنا ... وجوه غابت ... ووجوده أود لو تغيب ...........
ووجوه خبأتها هناك .. عشقت تفاصيلها ... وأبيت أن امحوها من ذاكرة أيامي
كلمات قد طعمت ذاكرتي ... مفردات كانت تحمل أكثر من معنى وأكثر من وجه ... تتغير ملامحا بلحن نطقها ... أحاديث كنت احد أطرافها .... أو ربما كل الأطراف ... تفاصيل قد تساقطت من كتاب قد قرأته البارحة .... همس الليل .... وإغفاءة تعب ... وحنين مشاعر ... وقصيدة شاعر ... كتبت ولم تنشر .... احتفظ بخصوصيتها بين طيات دفتري وقلبي
وانتبه ... لأجد أناملي تتبع تفاصيل ذلك المفرش ...
ابتسم .... وأخاطبه ...
اليوم ...... أصبحت لك حكاية .. تكتب ... تنشر ... وتقرأ