(1)
لم يكن هو سوى جرح غائر ابتدئ معه صباحاتي .. انزف منه قليلا في فنجان قهوتي المحلى بسهر البارحة وارتشفه بكل تروى علَي ادرك ان للقصص التي تشبه حكايتي معه نهايات محتومة ..
ابعد القلم بعيدا خوفا من ان يفضحني حبره .. اتروى بالحديث مع قلبي حتى لا ينسكب بين يدي تعبا وشتاتا اعرفه انا وهو فقط ..
ونصبح معا مجرد قصص معلبة .. تعرض بشباك يباع من خلاله كل شيء ..
ونصبح معا مجرد قصص معلبة .. تعرض بشباك يباع من خلاله كل شيء ..
ورغم تناهيد السحر المرهقة الا ان تناهيد الصباح لها نبض مختلف ... تحمل ثقلا له خط موازي لحرقة الشمس .. تلك تكوي الواننا فنغرق بسمرة صيف قاسٍ طويل .. وهذه تكوي ارواحنا فنصبح اكثر شفافية ... تشجينا كل كلمة ونبكي حتى على بيت شعر ..
(2)
وتحمل صدورنا الكثير من الرسائل التي لا تستدل على طريق للبوح .. فتصدح بين تلك الردهات بصوت مدوي وددنا لو كتمناه احيانا وخنقنا ضجيجه المنهك ..
هي زحمة من الأفكار التائهة .. فكرة تعلو بمزاجك فتطاول بها السماء زهواً وفكرة تزرعك بقيود الواقع فيكون الصفد بثقل الجبال ويكبلك قسراً ..
وتتراكم هرطقة هذيانك فيصبح الطرق على ابواب ادراكك مُلِحا .. فإما ان تختار ان تبوح وتنتهي الحكاية .. واما ان تختار السكوت وتحفر في صدرك هوة تغمر فيها كل رسائلك المغلولة ..
ويعلو الركام.. وتغمر الهوة بألف فكرة وفكرة .. حتى يتعالى الطلل ويخلق سدا منيعا بينك وبين من حجبت رسائله .. لتكتشف انه لم يبقى بينكم سوى الصمت
تبا لتلك الرسائل التي لا تصل ابدا .. لا تعرف مرفأ .. ولا تدرك عنوان ..
(3)
تأملت السقف .. ورسمت وجوها على اطراف خطوط الأفياء .. ذلك الخط يشبهني والآخر يشبهها ..
يتسامر الظلان .. ثم يتسمر احدهما ويرحل الآخر .. حتى هنا تبقى المسافات بيننا ويحل الرحيل .. لازلت املك ظلي .. وتحررت هي من جميع الظلال ..
(4)
تلك الأفكار التي نعتقها مساءا عندما تعز علينا الراحة ويأبي ذلك الجسد المرهق الاستسلام لسطوة السبات .. عندما نختار ان نلتصق بسقف يرافق ليالينا .. وحيطان اختارت ان تحتضن كل ذلك الجنون ... ليلة بعد ليلة .. ومساء بعد مساء .....
فكرة نزقة وقلب لا يستكين وخيال يعشق اللا معقول .. اقف بين مساحات الواقع وعالم علوي او ربما سفلي مختلف .. لا فرق عندما يكون الجنون هو العقل والعقل هو الجنون .. عندما نضحك قبيل لحظات البكاء ونبكي عندما يقترب الفرح .. ويكون الغبار نعمة نفر بها من قسوة الشمس .. والزحمة نعمة لأنها تقلل الحوادث .. والنوم نعمة لأنه يخمد نشاطنا العقلي فنركن للراحة .. فهل نحن فعلا نركن للراحة خلال فترة النوم ..
احلامنا تثبت العكس ..
هناك جزء من العقل ينشط اثناء النوم .. يتجول بين اروقة مختلفة في مكان ما .. شيء منها يحمل تفاصيل شخوص وأماكن نعرفها جيدا وشيء آخر يقتحم بنا عوالم لم نطأها من قبل ..
تلك العوالم الجديدة تأسرني ....وتلك الأحلام قد تستفز بي رغبتي بمعرفة ما وراء ذلك الحلم .. فافسرها احيانا عندما تروق لي تلك التفاصيل .. واتركها دون تفسير احيانا اخرى عندما يستفز حلمي رهبتي من امر ما ارغب بنسيانه.
بالفترة الأخيرة تعلمت كيف انهي حلم لا يروق لي ..
غريبة كيف يستطيع الوعي اقتحام هذيان اللاوعي وتنبيهي بأن ذلك مجرد حلم ويمكنني انهاءه .. او حتى تغيير احداثه .. والغريب اكثر انني اثناء احد احلامي كنت اعد نفسي بأنني سوف احكي تفاصيل ذلك الحلم غدا لوالدتي علها تساعدني على تفسيره!!
هنا فقط ادركت ان عقلي لا ينام .. ووعيي لا يهدأ ابداً.
(5)
في يومي هذا تشغلني وعود لم افي بها .. تجميع لقصص قد كتبتها من قبل ، تنقيحها ثم نشرها ..
مشاعر مختلطة تؤرق منامي ..
والم قد غرس بكتفي كنصل خنجر مشتعل يأبى ان يتزحزح .. اريد حلا لثقل قد سكن اكتافي .. هل هو الهم ام المرض يا أمي !!
مشاعر مختلطة تؤرق منامي ..
والم قد غرس بكتفي كنصل خنجر مشتعل يأبى ان يتزحزح .. اريد حلا لثقل قد سكن اكتافي .. هل هو الهم ام المرض يا أمي !!
(6)
غريب امرنا .. نكون صغارا ونكبر ودائما نبحث عن امهاتنا عند اول بادرة تعب تباغتنا .. ربما لنقص معدل احساسنا بالأمان الذي نظن انه مفجور بين حناياها فنهرع لها لارتشاف المزيد حتى تتعادل كفتي الميزان ويغمرنا أمانها ...
غريب امرنا .. نكون صغارا ونكبر ودائما نبحث عن امهاتنا عند اول بادرة تعب تباغتنا .. ربما لنقص معدل احساسنا بالأمان الذي نظن انه مفجور بين حناياها فنهرع لها لارتشاف المزيد حتى تتعادل كفتي الميزان ويغمرنا أمانها ...
اتمنى ان اكون ذلك الملجأ في يوم ما لأطفالي ..أن أكون بلسما لقلوبهم اذا ضن الزمان عليهم .. ان اعرف كيف احتوى شكواهم دون ان احكم عليهم .. وان املك من الحكمة ما يمدهم بالرأي السديد ومن الحنان ما يغمرهم بكل جود .. يلتحف احلامهم ويمدهم بسبات للراحة مديد..
..
(7)
عذار لهذياني .. افتقدت البوح هنا ..
وافتقدت ان أُسمع .. فعذرا لقلبي .....
(8)
في لجة السكون
نكتشف صخب العالم
نحاول أن نكون إطارا لهذا الصخب .. أو ربما عنوانا له لكننا عاجزون
كأننا ذلك الفراغ الذي يبدو أحيانا ما بين الإطار والصورة مساحة مهملة للاشيء *
*سعدية مفرح / ديوان كم نحن وحيدتان .. يا سوزان
هناك 10 تعليقات:
كل ما ضاقت بي ايامي اجدني ابحث عن حروفك هنا وحدك تفهمين احساسي ..
جميل
رقم 4
= هلكني!
+ آه يا وعيي اللا وعيِيْ!
شكرا على المجههود
صباح الخير
جميل
ونبي قصة يا الزين (:
مار قلت أسلّم!
الله بالخير أخيتي ...
مبارك عليج الشهر ..
أعاننا الله معكم على صيامه و حسن عبادته فيه هذا الشهر الكريم ..
موضوع شيق و ممتاز جدا , شكرا لكم
يعطيك العافيه
اهنيك على هذي المدونه الاكثر من رائعه
"شات":http://www.7nan.com
مدونة مميزة
كل تقدير واحترامى لكم ... :)
عذرًا لنقّي!
:)
هلأ بيدخل علينل عيد الأضحى و انت لسا في غياهب ال (لا أدري أين) :)
إرسال تعليق