.

تحذير : هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال للكاتبة.. دون نسبه للمؤلفة.. في أي وسيلة

17.12.12

صندوق حمد


بسم الله الرحمن الرحيم


إيمانًا منا بأن "الناس أحرار بالفطرة، ولهم آراؤهم وأفكارهم، وهم أحرار في الغدو والرواح، فرادى ومجتمعين، وفي التفرق والتجمع مهما كان عددهم ما دام عملهم لا يضر بالآخرين"
وعملاً بالمادة ٣١ من الدستور " لا يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون ولا يعرض أي إنسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة"
وبالمادة ٣٦ "حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة, ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما, وذلك وفقا للشروط التي يبينها القانون"
والمادة ٤٤ "للأفراد حق الاجتماع دون حاجة لأذن أو إخطار سابق, ولا يجوز لأحد من قوات الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون, علي أن تكون أغراض الاجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب"
نعلن نحن مجموعة من المدونين والمغردين الكويتيين رفضنا القاطع لاعتقال الزميل المدون حمد الدرباس كاتب مدونة صندوق حمد من قبل قوات الأمن وتقييد حريته هو وخالد الديين وأنور الفكر صباح اليوم أثناء ممارستهم لحقوقهم الدستورية في التعبير عن رأيه والاجتماع العام.
واذ نستنكر اعتقالهم ونقلهم لمخفر شرطة الصالحية والمماطلة في عرضهم على جهات التحقيق لمدة ناهزت الثماني ساعات، كما نستكر عدم السماح من قبل ضابط التحريات في المخفر لمحامي المتهمين أن يلتقوا بهم أثناء التحريات وعدم السماح لأقربائهم من التأكد من سلامتهم حيث شاعت أنباء عن سوء معاملة وحالات ضرب لبعضهم .
ولايفوتنا أن نتذكر بقية المعتقلين الذين تعسفت جهات التحقيق بقرار حبسهم احتياطيًا وتعسفت كذلك السلطة القائمة على السجون في عرضهم اليوم وضمن الميعاد القانوني لقاضي التجديد لنظر تظلماتهم من قرار الحبس الاحتياطي المتعسف بالرغم من خلو حالتهم من مبرارات الحبس الاحتياطي.
وعليه فإننا نذكر السلطة التي انتهجت نهج القمع وتكميم الأفواه وارهاب الرأي الآخر بالملاحقات السياسية نذكرها " بأن حريات وحقوق الإنسان جزءاً من الضمير العالمي واستقرت في الوجدان الانساني، وقد تطورت هذه الحريات فأضحت نظاماً اجتماعياً وحقاً للأفراد ضرورياً للمجتمعات المدنية لا يجوز التفريط فيه أو التضحية به"
كما نذكرها أن الشعب الكويتي يأبى الخضوع لصوت التهديد والانصياع للغة العنف كما يأبى اختطاف إرادته السياسية بأي حجة كانت وبأي سلطة كانت، ويجب أن تمتثل السلطة لقول الدستور وتقف عند حكم القانون الذي كفل لكل فرد أن يعبر عن رأيه - مهما كان مخالفًا لها - بأي وسيلة من وسائل التعبير الدستورية شريطة أن تتسم بالسلمية.
وعليه .. نطالب السلطات الأمنية بالافراج الفوري والغير مشروط عن معتقلي قصر العدل اليوم وعن جميع المعتقلين السابقين الناشطين في الحراك الشعبي


بوركـت يا وطنـي الكويـت لنـا
سكنا وعشـت على المدى وطنـا

يفديــك حـــر فـي حمــاك بـنـى
صـــرح الحيــاة بأكــرم الأيــدي





،،، الحرية للمعتقلين والمجد للوطن

مجموعة من المدونين والمغردين الكويتيين
الأحد 16/12/2012

14.9.12

وللعودة حكاية جديدة





كتب السطر ثم مسحته ...
كتبته من جديد ولم استطب نكهته .. فمسحته ثانية ..
كتبته للمرة الثالثة وغبت بين ازدحام افكاري ..
دائما كنت اجد اصعب السطور اولها .. منه انطلق .. منه اشد ركابي وارتحل ... منه ابحر وتأخذني رياحي المتصادمة مع كل اشرعتي لعالم جديد ارسمه بتفاصيله وانا مغيبة عن حقيقة محيطي .. فانسى صوت عقارب الساعة وهي تقطع الزمن بجانبي ... واغفل عن همهمة الشارع .. ورنين الهاتف الملح .. وجرائدي المهملة على طاولة القهوة .. وروايتي التي تنتظر مني ان اكملها .. وفنجان قهوتي الخالي من الكافايين مؤخرا .. وشيء من التفاصيل الرتيبة التي تشدني دائما لزمام يومي ..


ربما عودتي هنا تشيع بكلي الشيء الكثير من التوتر
وعلى الطرف الآخر الكثير من الإمتنان لأني لازلت اجد مكاني بين هذا الحرف وتلك الكلمة
...
وبين ذلك السطر والذي يليه اتوه بين انفاس البحث عن نقطة ابتديء معها ..


يتعبني الخريف .. فهو فصل ثائر لا يعرف الإعتدال بانفعالاته ..
فصل قصير العمر .. لذلك فهو يستعجل الأمور وكأنه يعلم ان الوقت لن يسعفه حتى يقول ما جاء لقوله
ربما يختلف خريفنا عن بقع كثيرة من العالم ولكني اعلم ان خريفنا يشيخ عند لحظة ولادته .. يقطف اوراقنا معه ويرحل مشيعا عريا يلتحف مشاعرنا احيانا ويسكب بالواننا شحوب عطش .. تائق للمطر .. يتملكه حنين للارتواء ..

أنا اعلم انكم تتصفحون الكثير من بوحي هنا على أمل ان تجدوا شيئا غفلتم عنه في المرات التي سبقت
كنت اتصفح معكم .. وابحث عني .. اين تاهت كل تلك اللبنات من الحديث المتواصل .. كنت اضع احدها وكلي شوق للمرة التي تليها ..
اعلم انني اشيد بنيانا لمدينتي المفقودة ... لقصور اتهادى بين اروقتها
لحدائق الثم ازهارها ..
للحن ارقص على اطراف اصابعي معه وكأنني احلق لبعد آخر  ..
لنبض يبعث بصدري الحياة ..
ليوم ابتدءه معكم وبكم ..
لضحكة تضاهي قهقهة طفل يحتضن طفولته ولا يرى من محيطه الا المرح والسلام
لغفوة يتبعها حلم اكمله وانا يقظة واختار نهايته كما يحلو لي ..
ليوم غد يحمل معه التباشير والأمنيات المحققة
للكثير والكثير من كلماتي وقصصي .. وبوحكم والتصاقكم بتلك القصص ..

وتوقفت حينما توقف خيال تلك الطفلة التي بداخلي عن نسج تلك القصص قفطانا ارتديه وانا العب دور جديد على خشبة مسرحي ... اسلط الضوء على زوايا معتمة من قلبي ليصل نورها لقلوبكم ...
ودائما موسيقاي تسحب ذلك المجداف وتشق به عباب افكاري لنسافر سويا ..
وأي متعة اجدها بالسفر معكم ...

كنت ادخل هنا ولا اجد سوى صمتي الذي كبلني منذ زمن ..
ربما كانت لي اسبابي .. ولكني اخطأت عندما ظننت انها عذرا لتوقفي عن مراسي الكتابة ...
وعندما استنفذت تلك الأسباب ايامها .. واغلقت دفاترها ..
عدت ..
عدت ومع بنات افكاري بزهاؤهم .. بضحكاتهم ... وبكل جنونهم

سوف نكتب
وسوف ننسج الكثير من القفاطين الجميلة بألوانها المجنونة ... لي ولكم .. 
...

فانتظروني ... فللغد حكاية جديدة ...
نرتشفها مع فنجان قهوة محلى بمشاعرنا سويا ..


تم ..



20.6.12

حديث الأربعاء ... عذرا لقلبي



(1)

لم يكن هو سوى جرح غائر ابتدئ معه صباحاتي .. انزف منه قليلا في فنجان قهوتي المحلى بسهر البارحة وارتشفه بكل تروى علَي ادرك ان للقصص التي تشبه حكايتي معه نهايات محتومة ..

ابعد القلم بعيدا خوفا من ان يفضحني حبره .. اتروى بالحديث مع قلبي حتى لا ينسكب بين يدي تعبا وشتاتا اعرفه انا وهو فقط ..
ونصبح معا مجرد قصص معلبة .. تعرض بشباك يباع من خلاله كل شيء ..

ورغم تناهيد السحر المرهقة الا ان تناهيد الصباح لها نبض مختلف ... تحمل ثقلا له خط موازي لحرقة الشمس .. تلك تكوي الواننا فنغرق بسمرة صيف قاسٍ طويل .. وهذه تكوي ارواحنا فنصبح اكثر شفافية ... تشجينا كل كلمة ونبكي حتى على بيت شعر ..



(2)

وتحمل صدورنا الكثير من الرسائل التي لا تستدل على طريق للبوح .. فتصدح بين تلك الردهات  بصوت مدوي وددنا لو كتمناه احيانا وخنقنا ضجيجه المنهك ..

هي زحمة من الأفكار التائهة .. فكرة تعلو بمزاجك فتطاول بها السماء زهواً وفكرة تزرعك بقيود الواقع فيكون الصفد بثقل الجبال ويكبلك قسراً ..

وتتراكم هرطقة هذيانك فيصبح الطرق على ابواب ادراكك مُلِحا .. فإما ان تختار ان تبوح وتنتهي الحكاية .. واما ان تختار السكوت وتحفر في صدرك هوة تغمر فيها كل رسائلك المغلولة ..

ويعلو الركام.. وتغمر الهوة بألف فكرة وفكرة .. حتى يتعالى الطلل ويخلق سدا منيعا بينك وبين من حجبت رسائله .. لتكتشف انه لم يبقى بينكم سوى الصمت

تبا لتلك الرسائل التي لا تصل ابدا .. لا تعرف مرفأ .. ولا تدرك عنوان ..



(3)

تأملت السقف .. ورسمت وجوها على اطراف خطوط الأفياء .. ذلك الخط يشبهني والآخر يشبهها ..

يتسامر الظلان .. ثم يتسمر احدهما ويرحل الآخر .. حتى هنا تبقى المسافات بيننا ويحل الرحيل .. لازلت املك ظلي .. وتحررت هي من جميع الظلال ..



(4)

تلك الأفكار التي نعتقها مساءا عندما تعز علينا الراحة ويأبي ذلك الجسد المرهق الاستسلام لسطوة السبات .. عندما نختار ان نلتصق بسقف يرافق ليالينا .. وحيطان اختارت ان تحتضن كل ذلك الجنون ... ليلة بعد ليلة .. ومساء بعد مساء .....

فكرة نزقة وقلب لا يستكين وخيال يعشق اللا معقول .. اقف بين مساحات الواقع وعالم علوي او ربما سفلي مختلف .. لا فرق عندما يكون الجنون هو العقل والعقل هو الجنون .. عندما نضحك قبيل لحظات البكاء ونبكي عندما يقترب الفرح .. ويكون الغبار نعمة نفر بها من قسوة الشمس .. والزحمة نعمة لأنها تقلل الحوادث .. والنوم نعمة لأنه يخمد نشاطنا العقلي فنركن للراحة .. فهل نحن فعلا نركن للراحة خلال فترة النوم ..

احلامنا تثبت العكس ..

هناك جزء من العقل ينشط اثناء النوم .. يتجول بين اروقة مختلفة في مكان ما .. شيء منها يحمل تفاصيل شخوص وأماكن نعرفها جيدا وشيء آخر يقتحم بنا عوالم لم نطأها من قبل ..

تلك العوالم الجديدة تأسرني ....وتلك الأحلام قد تستفز بي رغبتي بمعرفة ما وراء ذلك الحلم .. فافسرها احيانا عندما تروق لي تلك التفاصيل .. واتركها دون تفسير احيانا اخرى عندما يستفز حلمي رهبتي من امر ما ارغب بنسيانه.

بالفترة الأخيرة تعلمت كيف انهي حلم لا يروق لي ..

غريبة كيف يستطيع الوعي اقتحام هذيان اللاوعي وتنبيهي بأن ذلك مجرد حلم ويمكنني انهاءه .. او حتى تغيير احداثه .. والغريب اكثر انني اثناء احد احلامي كنت اعد نفسي بأنني سوف احكي تفاصيل ذلك الحلم غدا لوالدتي  علها تساعدني على تفسيره!!

هنا فقط ادركت ان عقلي لا ينام .. ووعيي لا يهدأ ابداً.



(5)

في يومي هذا تشغلني وعود لم افي بها .. تجميع لقصص قد كتبتها من قبل ، تنقيحها ثم نشرها ..
مشاعر مختلطة تؤرق منامي ..
والم قد غرس بكتفي كنصل خنجر مشتعل يأبى ان يتزحزح .. اريد حلا لثقل قد سكن اكتافي .. هل هو الهم ام المرض يا أمي !!



(6)

غريب امرنا .. نكون صغارا ونكبر ودائما نبحث عن امهاتنا عند اول بادرة تعب تباغتنا .. ربما لنقص معدل احساسنا بالأمان الذي نظن انه مفجور بين حناياها فنهرع لها لارتشاف المزيد حتى تتعادل كفتي الميزان ويغمرنا أمانها ...

اتمنى ان اكون ذلك الملجأ في يوم ما لأطفالي ..أن أكون بلسما لقلوبهم اذا ضن الزمان عليهم .. ان اعرف كيف احتوى شكواهم دون ان احكم عليهم .. وان املك من الحكمة ما يمدهم بالرأي السديد ومن الحنان ما يغمرهم بكل جود .. يلتحف احلامهم ويمدهم بسبات للراحة مديد..



..



(7)

عذار لهذياني .. افتقدت البوح هنا ..

وافتقدت ان أُسمع .. فعذرا لقلبي .....




(8)

في لجة السكون

نكتشف صخب العالم

نحاول أن نكون إطارا لهذا الصخب .. أو ربما عنوانا له لكننا عاجزون

كأننا ذلك الفراغ الذي يبدو أحيانا ما بين الإطار والصورة مساحة مهملة للاشيء *



*سعدية مفرح / ديوان كم نحن وحيدتان .. يا سوزان


14.6.12

من حديث مرجانة والسندباد .. الخامس



تغرق في لجة بحر واسع زرقته تلتهب تحت وطأة الشمس الحارقة فتبهت الوانه .. وكلما غاصت لعمق اكبر اكتشفت اخذها تيار جديد لاتجاه مختلف .. تبحث عن موطئ لقدمها تحت الماء .. ربما لرغبتها بالثبات وربما لأنها ليست سمكه ولا تستطيع العوم لمدة طويلة دون ان تقف .. تقيم الأمور ثم تعود لتطفو فوق صفحات التركواز .. ام كان خضارا يميل الى الصفرة .. اضاعت الألوان في بين تيه الأمور وشتات افكارها ... هل هو حلم او حقيقة تحاول الهروب منها ..

صوت صفير متباعد يصلها مكتوم عبر التيار .. تشق الزرقة بالاتجاه للأعلى لمصدر الصوت وتدفع الماء بقدميها وذراعيها .. -احتاج الهواء –تحدث نفسها في حين تكتنفها قشعريرة برد ووحشة .. ووهن يرهق ذراعيها ...

تشق السطح باندفاع الغريق نحو النجاة ... تشهق بكل قهوتها .. تحبس الهواء بين جدران رئتيها وتزفره رغبة باقتناص المزيد ..

نورس محلق من بعيد .. وملح يحرق شفتيها بعطش الغريق .. ويتواصل ذلك الصفير ..وكأنه صفارة انذار تعلن عن اقتراب خطر ما .. تبحث عن المرفأ وعن مصدر الصوت وتدرك كم تباعدت مساحات الأفق حتى اختفت ملامح الشاطئ ..

اذا من اين يأتيها ذلك الصفير المتقطع بشكل متقارب .. يعلو ويقترب .. ويعلو الموج معه في تواتر ينذر باقتراب عاصفة ما .. وكلما ارتفعت موجه حملتها معها لتلقيها في قاع الموجة التي تليها .. فتغيب تحت الماء لوهلة ثم ترتفع على صدر موجة أخرى .. تصارع الموت .. ويهلكها ذلك الصراع .. يقصيها بعيدا ..

تتحول السماء من زرقاء الى رمادية اللون .. وتجتمع غيوم الغضب لتصعق وجه البحر ببرق كحد السيف .. يقطع المسافات الخاوية بلمح البصر ويحيل الألوان حولها لبريق حانق يشبه نتر الفضة .. وتوقن انها هالكة لا محالة ... تصرخ وهي تطلب النجدة .. تلهث وراء طوق للنجاة لم يكن هناك .. تئن تحت رزح التعب وغياب الدفء بين تلاطم كل الأمواج المتصارعة .. تتخبط ذراعيها .. تتعب .. تستلم .. وتترك التيار ليأخذها للأسفل .. وتغيب مع لجة الاختناق مع تواصل الصفير ..

"مدام ميمي ... مدام ميــــــمي ....... "

اني اغرق .. اغرق .. اغرق

"ميــــــــــــــــــمي ........... "

منو اللي يناديني.. مين هناااااااك

"قومي .... شفيج ... قومي "

قومي!! آنا حلمانه ... ايه ايه .. انا حلمانة ... اشوة .. طلعت حلمانة

"مدام ميموووووووو .. اصحي ذبحتيني "

ياللهول .. طلع كل هذا حلم .. السندباد حلم !! جلجلان حلم !!!! اني اغرق حلم ... ايه حلم .. يالله يا ميمي اصحي .. طلعت السالفة كلها تأليف بتأليف ومن نسج عقلج الباطن ....

تفتح عينيها تحت وطأة رج متواصل .. تبعد اليد التي كانت تهزها بتملل : انزين انزييييين .. علامج انتي

تعود لتغمض عينيها مرة أخري وبكسل وتفتحها للتأكد من هوية من كانت توقظها .. تتسع عيناها اكثر ..تنهض وتعتدل في جلستها .. : منو انتي ؟؟

تجيبها الأخرى وهي تناولها فنجانا من القهوة : تحبين اجهز لج الريوق الحين او بعد ما تاخذين شاور؟

تتناول مرجانة الفنجان من يدها وتضعه على الطاولة المجاورة لفراشها : انتي منو!!

تقف الأخرى وتلتفت لها بكل استغراب : انا !! انا بشة !

مرجانة : أيْ بشة !! وبعدين اكو احد بهالدنيا كلها اسمه بشة

تتردد بشة قبل ان تجيبها : ايه آنا ..

تهم بشة بالخروج فتستوقفها مرجانة وهي تتفحص المكان حولها : لحظة لحظة .. انتي منووو ردي علي وآنا .. آنا ويني فيه بالضبط؟

تقف بشة .. تدرين حدقتيها باستغراب ثم تجيبها : انتي في بيتج ... وآنا مدبرة المنزل مالتكم

تلتصق مرجانه بظهر السرير .. تشهق ثم تسألها : بيتي !! ومدبرة منزل !! لاااا .. انا شكلي بعدي حلمانة ..

بشة بهدوء : يمكن كنتي حلمانة لما صحيتج .. بس الحين انا متأكدة انج واعية مثل ما انا واعية .. اروح اجهز لج الريوق

مرجانة : يعني شنو!!

بشة : يعني اظن من الأفضل تشربين قهوتج قبل لا توصل مضاوي

مرجانة : مضاوي !! مضاوي منو ؟؟

بشة – لا حول ولا قوة الا بالله .. شقصتها اليوم هذي - : مضاوي مديرة مكتبج !!

مرجانه تصرخ وهي مفزوعة : مكتب !! أي مكتب .. انتي شقاعدة تخربطين

بشة – مير محد مخربط الا انتي - : عمتي ..

يفتح الباب وتدخل مضاوي بسمارها القاتم وشعرها المملس وزيها الفاقع الألوان تحمل بديها حقيبة مليئة بالأوراق .. وبيدها الأخرى موبايل تضعه على اذنها محدثة شخص ما على الطرف الآخر من الخط .. تغلق الخط وتوجه حديثها لمرجانة باستهجان : انتي لما الحين بفراشج؟

مرجانة تبذل جهدا مضاعف محاولة ان تنهى هذا الحلم الغريب .. تغمض عينيها وتصفع نفسها تارة أخرى .. تقرص نفسها وترش وجهها بالماء تارة أخرى..

تقف مضاوي مدهوشة .. وتصرخ مرجانة : هذااااااااااااا حلم .. قومي قعدي ... قومي قعدي .. هذا حلم

مضاوي : اسم الله عليج الرحمن الرحيم . . ميمي شفيج

تعلق بشة : هذي حالتها من الصبح .. خل اروح اخلص شغلي - وتغادر –

مضاوي : شفيج!! مسخنة !! تعبانة ؟؟ - تقترب منها لتضع يدها على جبهتها

تبتعد عنها مرجانة : شوفي .. انا ما اعرفج .. فلا تعطين نفسج ميانه اكثر من اللازم .. وين امي؟

مضاوي وهي تجلس على الصوفا المقابلة للسرير : امج في ربوع سويسرا ..

مرجانة : سويسرا!! سافرت وخلتني ..

مضاوي : هاااو ميمي اسم الله عليج نسيتي انج انتي اللي دازتها على حساب الدولة تسوي ريجيم !

مرجانة : دولة !! أي دولة وأي ريجيم .. امي اصلا ما تحتاج تسوي ريجيم

مضاوي : اوووش لا احد يسمعج .. احنا دزيناها سكاتي .. يعني مو لازم الديرة كلها تدري انج مسفرة امج على حساب الحكومة تصيف بره .. علامج اليوم .. قومي يالله قومي لا تعطلينا قومي غسلي ولبسي وتريقي ورانا جلسة

مرجانة : لا لا لا لا .. انا اكيد مسخنة .. هذا مو حلم هذا كابوس .. كل شي فيه مخربط .. كل شي فيه مو منطقي

مضاوي : ميمي .. ترى كلش مو وقت تضيع وانهيارات عصبية .. انا ادري ان الضغوط زايدة عليج بالفترة الأخيرة والشعب قاعد يطالب برحيلج .. بس اذا ما تصرفنا امور كثيرة راح تتغير وروس كثيرة راح تطير .. قومي يالله .. آنا والجماعة حطينا لج خطة ما تخرش المية لا تحاتين ومنتي بروحج

مرجانة : آآآآه .. بروحي .. انا بروحي .. انا قاعدة اهذي .. وهذي كلها هلوسة .. اكيد هلوسة

يرن موبايل مضاوي وتجيبه : يالله صباح الخير على هالدحرة .. تعال الحق علي صاحبتنا اليوم صاحية من النوم مضيعة وييب معاك وكتم على الخبر يا يسمع السندباد بالموضوع .. مالنا خلق

تقفز مرجانة من مكانها وتصرخ : السندباااد .. وينه .. وينه ناديه .. عطيني التليفون .. عطيني اكلمه

مضاوي تبعد الموبايل عن مرجانه : اسم الله علينا شفيييج اليوم .. هذا مو السندباد .. السندباد رايح الحداق في مقاطعة عمانستان .. هذا جلجلان ..

تأخذ الموبايل من يدها قسرا وتصرخ : جلجلاااان .. الف الحمدالله .. اول صوت مألوف اسمعه .. الحق علي .. الحق علي .. انا شكلي استخفيت

تصمت قليلا وتستمع لجلجلان على الطرف الآخر من الخط .. تتسع عينها بدهشة .. تعقد حاجبيها بتفكير .. تجلس على طرف السرير .. تنزلق دون ان تشعر لتجلس على الأرض .. تزم شفتيها وهي تستمع له .. تغلق الخط .. تصمت لوهلة .. تبتسم .. تتجه للشباك .. تفتح الستائر .. تشاهد البحر ممتدا امامها بزرقته الجميلة وتتسع ابتسامتها .. تدير رأسها بزهو .. ترف اكتافها بغرور .. تبعد شعرها بخيلاء .. تتنحنح

تلتفت لمضاوي : يالله مضاوي ورانا جلسة



نعم .. تحققت امنيتها .. ولم يكن حلما ...





ومرحبا بكم في ولاية فسادستان



يتبع




24.5.12

من حديث مرحانة والسندباد .. الرابع



صوت الموسيقى يأتيها من قعر الشاليه مختلطا مع احاديث الحضور .... وضحكات تنم عن اجواء يكتفها الفرح والصحبة الممتعة ... تطل مرجانه بحذر لتجد الطريق سالكا للمطبخ .. فتتوجه اليه بخفة دون ان يلاحظ وجودها أحد ...

تبحث بعينيها عن مبتغاها ... تحمل شيئا من الساندويتشات .... قليلا من الفاكهة ... تفتح الثلاجة لتلتقط ثلاث علب من المشروبات الغازية ... تقفل الثلاجة وتخرج مسرعة ... لتتوقف فجأة وتعود ... تفتح الثلاجة مره اخرى ... تأخذ علبتي رد بول ... تسقطهم بالكيس مع بقية الحاجيات ... وتخرج مسرعة قبل أن يلاحظ وجودها احد

تهرول على رمال الشاطئ متجهة للمكان الذي تركت به السندباد منتظرا لها ... تلوح له منتصرة فرحة بإنجاز المهمة بسرية تامة ... ولا تنتبه لتلك العينين التي تتبعها من خلف شباك الشاليه ....

محمد : شفيج سبيجه؟

سبيجة بصوت غايب وهي تفكر : مافيني ... قاعدة اطالع ميمي طلعت طايره من المطبخ وبيدها جيس مدري شفيه واشوفها تأشر وتشومر وتسولف وتضحك ... بس...

محمد : بس شنو !!

سبيجة : بس ماكو احد معاها

يلتفت ابو مرجانه للأم مندهشا ... يبحث عن مرجانه مرة اخرى على الشاطئ ... فيجدها قد اختفت في صدر العتمة



مرجانة : شوف ... يبت لكم ساندويتشات جبن وتونه وروست بيف ويبت بعد بيبسي ورد بول وانتوا عاد كيفكم

ينظر لها السندباد بدهشه : لم افهم شيئا مما قلته ولكن اذا كنت تعنين انك اتيت بالطعام والشراب فشكرا لك لأني اكاد ان انفق جوعا وانا متأكد ان جلجلان منتظرا هناك بفارغ الصبر

تقهقه بشيء من الشقاوة : وانا اكثر منه اصلا ...

يسرعان بالخطو نحو مكان جلجلان مع تبادل الأحاديث وشرح مرجانه لبعض الكلمات المتداولة بالكويت وترديدها على السندباد ليحفظها

يثب جلجلان فرحا من مكانه عندما يراهما يقتربان فتتحول هيئته لقطة سوداء تهرول نحو مرجانه تشم ما تحمله من طعام وتموء باصرار جائع ..

مرجانة بخوف : واي ويعه ... من وين طلع لنا هالعتوي ... - تدفع بسندباد امامها ليبعد القط عن طريقها وهي مرعوبة - كششششه ... وخره عني

يحاول السندباد مناورة القط حتى يبتعد فيثب القط ليقف فوق كتف السندباد كطير كبير المنقار حاد العينين ذو صوت جهوري

جلجلان : إني جاااائع وانتم قد تأخرتم اين هو الطعااااام؟

تتراجع مرجانه خوفا من الطير ويدرك السندباد انه جلجلان ينفضه بدهشة مشوبة بالخوف فيهبط جلجلان على الأرض متخذا هيئته الحقيقية

تغضب مرجانه وتصرخ به : يعني الحين انت مع ويهك كل ساعة بتطلع لي بنمونه!! ارسي لك على وضع ترى انا مو ناقصه تخرع

يتبادل جلجلان والسندباد النظرات وهم لم يعوا من مرجانه الا غضبها

مرجانة : لا تطالعوني جذي .. ترجمة ماكو .. بس عيزت وانا اترجم ..- موجهة حديثها لجلجلان – وانت عدل ويهك لو سمحت ولا ماكو طعام .. لاااا طعاااام

يعود جلجلان الى هيئته خاضعا لتهديد مرجانة وكفر الجوع .. تجلس مرجانة فوق الصندوق .. ويجلس جلجلان القرفصاء على الأرض يجاوره السندباد ... تفتح هي الكيس وتناولهم الطعام

مرجانة بابتسامة المنتصر : اكلوا زين لأن عقب ما تخلصون ورانا شغل وحديث لم ينتهى بعد

السندباد وهو يتفحص محتويات ما بيده من طعام يشمه قليلا ثم يلتهمه : أي حديث ذلك

جلجلان وهو يرتشف قليلا من الرد بول .. يتطعمه قليلا ثم يهمس للسندباد : شرابهم غريب النكهة .. بطعم مختلف – يرتشف المزيد – له لسعة على طرف اللسان وحلاوة تبقى لوهلة لتزول ويحتل موطنها العطش فترغب بارتشاف المزيد منه!! – موجه حديثه لمرجانة - ما اسم هذا الشراب يا امرأة

تغضب مرجانه من كلمة امرأة ودون ان تعي تلطمه على كتفه فيتحول الى يعسوب محلقا فوق رأسها بطنين يجعلها تجفل وتصرخ: وبعدين يعني ... بنتم نلعب هاللعبة وايد !!

يجلس السندباد على الرمال الناعمه متابعا باستمتاع لما يدور بين مرجانه وجلجلان وتنهض هي .. تلف حول نفسها في محاولة لضرب جلجلان وهو محلقا حولها بشكل دائري متسارع

تسرع مرجانة وترفع الطعام والشراب .. تتخصر .. ثم توجه حديثها للسندباد : ماكو اكل لين ايوز من ينونه .. طلعتوني من طوري انتوا الأثنين واحد مشغلني مترجمة والثاني كل ساعة له نمونة

سندباد مدهوشا من حديثها الغاضب : ما بالك يا فتاة تأخذين الكل بذنب البعض

مرجانة : والله مو شغلي عاد .. الخير يخص والشر يعم .. واذا قدرت توقف هالمينون عن ينونه صوت علي

تتركهم وترحل ...

يحط جلجلان على الأرض ويعود لهيئته الأصلية .. ينظر لسندباد الغاضب بكل خضوع واسف ويهمس : أخذت الطعام معها !!

يجيبه السندباد بكل حنق : لقد اغضبتها ..

جلجلان وهو يخفض عيناه ويفكر قليلا : كل النساء هكذا .. كلهم بلا استثناء .. منذ بداية الخليقة .. لذلك لم اتزوج

السندباد بعيون كلها دهشة : حقاً!! اتعني انني ليس لي امل بزوجة قد تكون مختلفة عن البقية ..

جلجلان وهو يهز رأسه نفيا

يصمت السندباد قليلا ثم : والحل !!

جلجلان : ابن آدم منذ بداية الخليقة وهو يبحث عن ذلك الحل .. ولم يجدها حتى اليوم .. والدليل تلك الفتاة التي رحلت مع طعامنا

يبادره السندباد : وهل يعاني الجن ما نعانيه نحن مع نساءنا

يضحك جلجلان مليء شدقيه ثم يجيبه : نساؤنا اكثر شرا .. وافدح كيدا .. وعندما يستعن نساؤكم بنسائنا تصبح حياة الرجل منا هما وغما وكمدا وما علمه هاروت وماروت لبني خلقك قد يعيث فسادا في الأرض

يهز السندباد رأسه موافقا ثم يسأله بعد صمت دام دقائق : والآن؟

جلجلان : ننتظر عودتها

السندباد : وهل ستعود!!

جلجلان بابتسامة من يعرف ببواطن الأمور : هو الفضول لمعرفة صدى غيابها عنا

السندباد : وعندها !

وتخبو ابتسامته : بما ان زاد بطوننا بين يديها فلسلطانها سوف نرضا ونخضع

السندباد وهو يعقد حاجبية : انا لن اخضع لسلطان امرأة ابدا

جلجلان بسخرية : قالوها قبلك ..

السندباد : ماذا تعني ؟

جلجلان : ما من رجل لا يخضع لسلطان امرأة صدقني .. فان لم يخضع لسلطان فتنتها فستجده يرضخ لسحر حكمتها ورجاحة عقلها .. واذا اجتمع الاثنان سقط المسكين صريعا للغرام .. وقتله الهيام

السندباد : عونك يا الله .. اللهم احفظنا من بلاء النساء وشر خباياهم وسوء منقلبهم .. (يلتفت الى جلجلان موجها الحديث له) هيا بنا نعود ادراجنا لبغداد .. فلم يعد لنا هنا غاية

يتراجع جلجلان مرتعبا للخلف وهو يهتف : انا لن ارحل الا بغداد ابدا .. فان عدت اما القتل واما الحبس مرة اخرى وبالأمرين لن يطيب لي الحال

ويفاجئهم صوتا يأتي من خلفهم : ترحااال ... وين ترحل ... هذي خيانه ..

يلتفت الإثنان ليجدوا مرجانه تقف هناك بوجه ملوح بالدهشة ..

جلجلان مشيرا بأصابع الاتهام للسندباد : هو .. هو من اقترح الرحيل

السندباد : انت من اغضبتها لترحل بطعامنا وتتركنا هنا صريعين لجوع لا يرحم وفاقة لا مجيب لها

مرجانة وهي تتخصر لهما : شنو يعني !!! والوعد .. والشرط .. بس خلاص .. تمشون ورى شبعتكم وكلمتكم مالها قيمه !! خوش رجال والله

يتبادل جلجلان والسندباد النظرات ثم يهمس احدها للآخر : افهمت شيئا

فيهز الآخر رأسه نفيا

تصرخ بهما : مووو شغلي انكم ما فهمتوا .. ولا راح اترجم ... انا ابي شرطي يعني ابي شرطي .. والا والله .. تالله على قولتكم انا اللي بشتكيكم لسعمران

يهمس السندباد لجلجلان : ابستطاعتها عمل ذلك

جلجلان يهز رأسه بحيرة : لا اعرف .. في زمنهم هذا كل شي معقول

السندباد : والحل

جلجلان : نستجيب لمطالبها لأن فكرة الرحيل الآن لن تناسبني وسوف تظهرنا بمظهر سيء امامها والرجل يجب ان يكون عند كلمته

السندباد يهز رأسه موافقا : صدقت

يلتفت جلجلان لمرجانه ويتخذ هيئة رجل قصير القامة ذو لحية قد استطالت .. يرتدي الدشداشة تاركا غترته منسابة على كتفية ..ويرفع رأسه بكل زهو ثم يجيبها وبلهجة مألوفة : آمري يوووباااا .. تدللي .. سحر .. فك .. ربط .. غرض .. حاجة

ترجع مرجانة خطوتين للخلف وهي تنظر للسندباد : اويتحدث بلغة الكويتة

السندباد فاغرا فاه بدهشة : ودون معلم او مترجم ايضا

مرجانه : عيل ليش معور راسي

يكمل جلجلان حديثة : يني صغير يتبعج .. زواج .. سخرة .. فتح كتاب .. يامعة .. خاتم يفتح لج ابواب الرزق

ثم يتحول لهيئة فلاحة مصرية ويتراقص وهو يكمل حديثة : اشوف لك الفنجان .. افرق الودع .. اجيب لك البعيد .. اربط لك المحبوب

مرجانة : يمه يمه .. شنو هذا ..سحر !!!

جلجلان يعود لهيئة امرأة الرجل الملتحي : اوووش وطي حسج لا يسمعونج العسس .. اقصد المباحث ..

مرجانة : لا الله لا يعوزني لسحرك وخرابيطك ... انا شرطي ما يبي له سحر .. (تفكر قليلا ) ولا يبي له سحر بس من نوع ثاني .. مادري ..مو مهم .. اهم شي يتنفذ وتالي تقدرون تتوكلون على بغداد ..

يعود جلجلان لهيئته الأصلية ويسألها : وما هو شرطك يا ترى

تبتسم .. ينظر لها السندباد بكل ترقب

تلمع عيناها بشيء يشبه الجنون وتهمس : ابي احكم

تتسع عيني السندباد : احكم!!

يسقط فاه جلجلان وقد تملكته الدهشة : اتريدين الحكم يا امرأة .. وهل تحكم المرأة في هذا الزمان

مرجانة وهي محتجة : وحكمت بهذاك الزمان .. ما سمعت عن شجرة الدر!!

جلجلان : من ماتت ضربا بالقباقيب !!

مرجانه بغضب : اوكي خلنا من شجرة الدر .. لا تقول لي بعد ما سمعت ببلقيس ملكة سبأ ..

السندباد متسائلا : اوحكمت المرأة ابدا

مرجانة : حكمت وحكمت .. واسأله اهو اخبر .. اذا كان يني اصلي مو تقليد ..

يلتفت السندباد لجلجلان ليتأكد فيهز الآخر رأسه بالإيجاب

تبتسم مرجانة منتصرة وتبادرهم : خلاص عيل انا ابي احكم .. هذا شرطي عشان اعطيك اكلكم

....

يعم الصمت لوهلة ثم ....



يتبع



6.5.12

من حديث مرجانة والسندباد .. الثالث


سماء متسعة.. نجوم منتثرة كما زينة الأعراس والموالد .. نسيم رطب يغمر الأجواء برائحة البحر وشريط من النور يحدد معالم الشاطئ .. مبان متراصة ... رائحة شواء ... تغوص قدماها بغمر التراب الناعم المبتل وهي تسير مع السندباد .. تتبادل معه اطراف الحديث .. تارة تستفهم منه وتاره يسألها بشغف للمعرفة ومع مفارقة الحديث وضحكاتها المباغتة يلتف حولهم لحن غريب يأتي من بعيد بطبول قد يعلو ايقاها وقد ينخفض ليراقص خطوات من ساروا على ذلك الشاطئ المغمور بزرقة المساء وصوت لا يعرف حقيقته يبتعد ثم يقترب وكأنه يلتحم مع التراب بدائرة يتسع قطرها ليقترب منهم بدورانه المجنون.

هي مركبه غريبه وهناك من يعتليها ... لا تشبه بساطه ولا تشبه ناقته .. تقترب منهم بإصرار فيكتسح ضوؤها المكان ويقهر عيناه التي اعتادت على ضوء الشموع عندما يحل الظلام ولكن هذا الضوء يشبه شمسا صغيرة.. مبهر .. يقطع العتمة كحد السيف وصوته يمزق السكون بفوضى عارمة تطغى على كل حواسه فيحاول ان يتجنب احساسه بالإزعاج لينساق وراء دهشته وسؤال اصبح معلقا فوق ملامح وجهه .

السندباد بكل دهشة : ما هذا يا مرجانه ؟

تلتفت له وتستفهم : هذا شنهو؟ ... اقصد هذا ماذا؟

السندباد دون ان ترمش عيناه : ذلك المخلوق !!

تنظر الى القادم من بعيد لبرهة ثم تجيبه : اظن انه اخي النزغة زياد

يبتلع ريقه : اخاك!! ... وما الذي يمتطيه؟

تضحك وهي تسرع الخطو نحو زياد تاركة السندباد غارقا بدهشته وبصوت يبتعد ويغمر بصوت البانشي : هذا يسمونه بانشي ..

يهم بمناداتها لكنها تكون قد ابتعدت مهروله .. يضع الصندوق الثقيل على الأرض ويقف ملتقطا انفاسه

مرجانة : زيود ..عطني البانشي شويه

يدور حولها مستفزا لها : ليش؟

مرجانة : عطني اقول لك .. شوية بس

زياد : ليش؟

مرجانة : يا ملقك شنو هالنحاسة اللي نازلة عليك هاليومين!

زياد بنزق : كيفي والله عاد .. وين كنتي .. امي تدورج

مرجانة : وصلت للحظرة ورديت – تهمس له - منو بالشاليه؟

زياد :كلهم .. ليش؟

وهي غاضبة : انت عليك يني اسمه ليش !!

يضغط على البنزين بقوة فينتثر التراب حولها وهو مغادرا المكان :امي تقول ردي الشالية الحين

تلتفت لسندباد فتجده قد تملكه التعب واكل وشرب عليه الجوع والعطش وغاب وسط دهشته ففغر فاه وهو يقف بشكل مرتخ فتعود ادراجها له وهي تحادث نفسها : التعبان .. نحيس نحاسة ما شفت مثلها بس انا اعلمه

ثم تحادث السندباد : شفيك؟

السندباد : من ؟

مرجانة : انت .. ماذا حل بك

السندباد بكلل : تعبٌ وجائع ويقتلني العطش واظنني غارق بهلوستي مع كل ما اراه من عالمكم الذي يشبه الأساطير بتفاصيله .. والله لو حكيت ما رأيت هنا لأهل بغداد كلهم لوصموني بالجنون ولقالوا انني هجرت في سن مبكرة ..

تنظر له بتفكر ثم : الجوع والعطش مقدور عليهم .. أما سالفة ان عالمنا يشبه الأساطير !! ربما .. ولا جان ربعك ما غزونا سنة تسعين " تبتسم

يستفهم : لم افهم !!

تجيبه : حتى آنا لم افهم والله .. وبيني وبينك عدم الفهم ساعات نعمة .. مثل زحمة الشوارع !!

يعقب :لم افهم بعد؟

تجيبه : مو مهم ... سوف تفهم مع الوقت يا عزيزي .. امش خل نلحق على العشا ...( تشرح له بيديها) .. نم نم

السندباد : الحمدالله ...حان وقت الطعام - وهو يبتسم فرحا ... يلتقط الصندوق ويهم ماشيا فينزلق من بين يديه وينسكب السائل الهلامي-


يصرخ مرتعبا ... يتراجع موليا للخلف ... تنتبه هي ... تقع عيناها على السائل الذي بدأ يتشكل ويرتفع فوق سطح الرمل الناعم يصاحبه صوت لم تعرف كنهته ... ترفع عينيها للسندباد فتجده قد تجمدت عيناه وهو يتابع مع يحدث من بعيد وقد بدأ الدخان الأزرق المتصاعد من الجسم المنسكب امامه يخفي تفاصيله ويعلو

تبتعد خطوتين للخلف ... تلتفت وراءها باحثه عن زياد فتجده قد اختفى بالعتمة .... تشعر بيدين تسحبها بقوة للخلف فتصرخ .... يمسك بوجهها بإصرار وهو يرتجف : انه ملك الجان ... لقد اطلقنا سراحه

تشهق مرتعبة وتختبئ خلف السندباد عندما ترى ذلك العملاق البنفسجي اللون وقد اكتملت هيئته الغاضبة امامها وتصرخ بصوت مرتجف

: يمااااااااا

يجول بعينيه المشتعلة باللون الأحمر حوله ... يرفع يديه ببطيء للسماء و يشهق بعمق وكأنه يحاول ان يبتلع كل الهواء من حوله ... فتتطاير خصلات شعرها حولها باتجاه ذلك العملاق ... تبحلق عيناها به برعب وتحضن السندباد بكل ما اوتيت من قوة ...

يخفض رأسه ينظر للسندباد ثم لها ويهتف بصوته العميق المرعب : من الذي ايقظني من سباتي ؟؟!!

يرتجف السندباد ... وترتعش اوصالها كورقه في مهب الريح وتنظر للسندباد مشيرة له

مرجانة :اهو ... اهو ... والله اهو ... مو آنا

ينظر لها السندباد باستنكار : صه ... اصمتي يا امرأة

مرجانة بنزق واصرار : ماني ساكته ... قول له ان انت اللي قعدته مو آآآناا .. قول له

يخفض طوله منثنيا ليقترب منهما ... وينظر لها مباشره ثم للسندباد ... ينتصب بطوله مرة آخرى ويهتف به : انت مرة آخرى!!

مرجانة : مرة اخرى!! - تقولها وهي غاضبه - يعني هذي مو اول مرة تسويها !! ... اول مرة تقعده من النوم وتبيني اسكت بعد !! لا وكلا .. - موجهه حديثها للجني -... اهو اللي قعدك والله العظيم مو آنا .... آنا اصلا مالي شغل ...آنا اصلا مو مثله ... انا كويتية

يمد يده بسرعة خاطفه ويقبض عليها وهي تصرخ محركة ساقيها بعنف وهي تحاول ان تتملص من قبضته القوية... يرفعها مقربا لها من عينيه ثم من انفه مستنشقا رائحتها بشبق

مرجانة تصرخ بكل ما اوتيت من قوى : واااهااااااي .... سندباد الحق علي .... يمااااااا

يبعد خصلات شعرها عن وجهها بطرف اصبعه العملاق ... يتأملها بتأني ... ثم ....... يتذوقها بطرف لسانه اللزج

يزداد صراخها حدة : ... لا لا لا ... الله يخليك ... لا تاكلني .... لا تاكلني .... زياااااااااااااااااااد

يقترب السندباد من الجني بجرأة مصطنعة ويصرخ به: اطلق سراحها ... فهي لم تذنب بشيء

يبعدها عن وجهه ويخطف السندباد ويقبض عليه بيده الثانية ليرفعه بالقرب من وجهه : اتجرؤ على الحديث معي بعد ان ايقظتني من سباتي ...

يصرخ به السندباد وهو يحاول التخلص من قبضته : بأمر من السلطان سمعران آمرك ان تطلق سراحنا ايها الملعون

يبحلق الجني بعيناه مرتعبا يتلفت يمنة ويسره ويهمس: سعمران!! .. اين ... اين هو.. اهو هنا !!

يصرخ به السندباد بصوت قد اختنق بخوفه : اطلق سراحناااا ... والا قضي عليك

يفلتهما الجني فتهوي مرجانه على التراب متألمة وهي تختنق ببكاءها ويهوي بجانبها السندباد وهي يلتقط انفاسه برعب ... يتراجع الجني للخلف وهو يبحث بعينيه عن سعمران ... يقترب السندباد من مرجانه زاحفا : أنت بخير؟؟

مرجانة : آآآآي يا يمه لحقي على ميمي .. بغيت اروح مثل سلق البيض - وهي تفرك كوعها وتمسح دموعها - ...بخير !! بخير!! تشوفني بخير انت الحين؟ .... باخور يشيلك انت وياه ... يعلكم الضربه ... يني ومينون .. شرقع فيكم انا !! بغيت اروح من جيس اهلي والسبة انت

سندباد :هدئي من روعك يا امرأة

تصرخ به غاضبه : وخر ايدك اهووو ... ولا تقول لي يا امرأة ... آنا لي اسم .. وخر بروح بيتنا - تعود للبكاء مرة أخرى- انا شلي بهذا كله ... سندباد وينانوة ومدري شنو ... ولا انا عارفه انا حلمانه لو هذا صج ... ولا انت منو .. ولا شقصتك

يهز رأسه ثم يسحبها من يدها لتقف ... يلتفت للجني ويصيح به وهو يصارع خوفه المتواري خلف نبرة الأمر : جلجلان .....عد الى صندوقك حالا والا ..

من بين دموعها : مالت ... بعد اسمه جلجلان

يلتفت لمرجانه غاضبا: اصمتي يا امرأة

تهم بالرد عليه .. وتمسك كلماتها عندما ترى جلجلان يقترب منهما ... فتتراجع للخلف مسرعة لتسقط مرة اخرى

جلجلان : ولكني لا اشعر بالنعاس بعد ... يا ... سيدي .. فلقد استيقظت بالتو بعد نوم قد دام آلاف السنين ... وانا.... - يلتفت لمرجانه -.... جائع

تزحف مرجانه للخلف وهي ترتعش : سندبااااد .. تسمعه .. يقول جاااائع وهو يطالعني ... ناوي ياكلني .. وربي ناوي ياكلني

يلتفت اليها السندباد وهو يصر على اسنانه : قلت لك اصمتي الآن

ترتبك قليلا من غضبه وتخفض صوتها : يقول لك بياكلني

السندباد بصبر نافذ : هو لن يجرؤ على فعل ذلك ..

مرجانة : من يقول .. ما شفته قبل شوي شسوى .. - تضع يديها على وجهها لتدرك انها مغطاة بلعاب جلجلان – اييييييييييو ايييييو ..

موجها حديثه للجني : سوف نحضر لك الطعام بشرط

وقبل ان يكمل حديثه تثب من مكانها على عجل و تمسك بيد السندباد وتهزها كطفلة صغيرة : شرطين ... قول له شرطين

يستغرب السندباد من طلبها من سرعة تعافيها من نحيبها : بأمر من ؟

تقولها بتحدي : أمري انا ... من امره يعني .. مو كافي معاناتي معاك من شفتك .. وخرعتي مع بو السعابيل

يلتفت السندباد للجني باستسلام : زعابيل !!! أي زعابيل تلك ..

مرجانة : استغفر الله ..سعابيل وماراح اترجم ... قوووول له ولا وربي لا انت ولا اهي بتذوقون طعم الزاد

سندباد متفاجئا من تهديدها خاضعا لضغطها وحدة الجوع موجها حديثة لجلجلان : امري إلى الله .... مثلما قالت ... بشرطان

تربت على كتفه مستحسنه خضوعه لأمرها وهي متوارية خلفه : عفية عليك ... يا بعد السندبادات كلها والله

يفكر الجني قليلا : اذن سيكون الطعام والشراب ايضا مقابل الشرطين

يقترب السندباد من مرجانه سائلا بصوت منخفض : الديكم شيء من الشراب!!

تجيبه بحماس : ايه ايه .. لدينا فيمتو ... ولدينا بيبسي ... وجنه بيره من غير كحول

مستفهما : هل كل ما ذكرت خمراً

مستهجنه وقد علا صوتها :خمراااا ... لا .. لا ... ما عندنا خمراً ... حرام الخمراً شفيك انت؟

متسائلا : اذاً !!

مرجانة : اذاً شنو؟؟ ... هذولي عصاير ومشروبات غازية

بيأس : بربك يا مرجانه ... جلجلان يطلب الخمر ... ماذا بك!!

مرحانة باستنكار : يبي خمر!! ... وآنا من وين بالله اييب له خمر بالله عليك .... ممنوووع ممنوووع بديرتنا .. لا يسمعونك بعض الناس شيفكنا منهم

سندباد : والحل ؟؟

مرجانة : - تفكر قليلا ثم تهمس له- قول له ان اهو بالجنة ... مو خمر الجنة ما يسكر !! يقولون والله اعلم ... استغفر الله العظيم ... ياربي سامحني والله كله منهم - يهز رأسه ايجابا - خلاص قول له ان احنا بالجنة وبعدين ترى اهو ماراح يفرق صدقني خله يدردع بيبسي على باله خمر وتالي نقول له ان خمرنا ما يسكر

مستحسنا الفكرة بعد ان تأمل بها قليلا : حسنا ...

تخاطب نفسها : يني وسكران ... شنرقع فيه هذا

يلتفت لجلجلان : حسنا سوف نأتيك بالطعام والشراب ... ابقى هنا منتظرا ... واياك اياك أن تظهر لأحد او تقدم على فعل قد تندم عليه بعدها

مرجانه وهي تشير له باصبعها : والله ثم تالله .. احرمك من الطعام واخليك تموت من الجوع وتخيس هاهنا

يقترب منها جلجلان مهدداً .. فتعود لتختبئ خلف السندباد

السندباد : سوف نعود بعد برهة .. فاجلس هاهنا الى حين عودتنا

ينظر جلجلان لها بحنق وللسندباد بخضوع ثم يجلس القرفصاء مجاورا لصندوقه ... يتشكل بهيئة رجل عجوز يبتسم ويقول : بالانتظار

تسحب مرجانه يد السندباد بقوة وهي متوجهه للشاليه

يلتفت لها : لم تعلميني .... ما هو شرطك؟

تضحك بخبث

وتبادره .......




يتبع