عندما غابت بيروت
وتساقطت احرفها من بين اصابعي
وتناثرت اغنيات فيروز فوق مناديلي
والتحفت قصائدي بليل الفراق وهمس الوداع
لن تكوني وشاحا لشمسي بعد اليوم
وكحلا لعيني ... وخضابا لمساحاتي .... وقلبا لدقاتي
لن اغني اغنياتك .... ولن اعيش بقايا من امسياتك
اليوم ..... انا انكفئ على عتبات الذكريات
الملم بقاياها من هنا جدائل ... وخصلات
ادندن احاديثنا التي رحلت اهازيج واغنيات
واجتر ما تهاوى على وريقات الزيزفون من امنيات
اليوم فقط ينسكب العتب
وقد شق خافقي صدري من حزن انهكه التعب
واعلن الحداد على حلم قد سرق مني ونهب
ان نكبر سويا
وان نروتوي من ايامنا عمرا نديا
بيروت .... اراك منهكه من خطواتي
محتقنة بآهاتي
مستلقية على طرف سجادتي ... متوسدة ثوب صلاتي
متوارية خلف غفوتي .... مستبدة بمناماتي
تعتصرين الحلم بين عقوق جفني وشح سباتي
تقتاتين على ايامي .... تصومين عن افراحي
تشتعلين شوقا .... ثم تنطفئين وجدا
تعطشيني نهرا قد احتبس بين جفني ووجناتي
ترتعشين فوق شفاهي ... وخلف خلجاتي
تتوارين خلف ابتسامتي وتكتمين اناتي
تتقاذفينني كموج بحرك ... تتعالين على جرحي .... تترفعين كجبلك
تمتدين بمساحات صدري كسهلك
تكتسحين عروقي بأرزك
تتآلبين مع انكساري بمطرك
تلتفين حولي بهوائك
تسقطين كل ما تزحزح وتطرف مني ... ليلتقفه كفك
تلثمين ناصيتي ... تعتذرين عن خسارتي
تناجين .... صمتي
تباركين دعائي ..... وتعيدين ليومي ثلة متبقية من رجائي
تزحمين ساعاتي ب "كانت"
وتختمين احاديثي ب " رحلت "
وتعلنين لشواطئك انني قد عدت
وانك قد قبلت اعتذاري