(1)
وكم من الأفكار قد تختار توقيتا لا يمت للفكرة نفسها بصلة
نؤجلها فتأخذ حيزا أصغر
نحاول ان ندونها .. فتنساب من بين اصابع الوعي ... هاربة مفضلة الإختباء وراء ستائر اللاوعي .... لتطفو مرة اخرى على سطح ذلك النسج الغريب من هلوسات ما قبل النوم او هذيان يتخلل قمة شعورنا بالتعب
هي حالة اعيشها غالبا عندما تداهمني تلك الفكرة .... ويتملك مني التعب ما تملك ... لأعدها بالإلتقاء معها بعد اخذي قسطا من الراحة ... وتعاندني هي فترحل مقفرة دون عودة
استيقظ ... ولا اتذكر في اي زاوية قد سقطت ... ولماذا بالعتمة التحفت ... وكيف فضلت الإلتحاق باخواتها من الأفكار وباعدت
الجميل بالموضوع اني اكتشفت ان انا وصديق قريب نعاني من نفس الموضوع
يا صديقي ... اعتقد ان احنا نحتاج مسجل صغيرون يرافقنا في حلنا وترحالنا للحالات المستعصية مثل حالتي وحالتك
(2)
أمقت هدوء الليل ...
خصوصا عندما تهاجمني حالة مستعصية من الأرق ... فأستعجل شق الضوء لثوب العتمة ... ليترك جسد يومي عاريا بكل مغرياته من دفء وانسيابية تحت تلك الشمس المشاكسة لتعب عيني ...
غواية نهارية لا تتقن سوي السفور في وجه الأماكن المغلقة والأضواء المصطنعة ... والزوايا التي تتزين بلون الظل
(3)
قلوبنا .... تحتاج لجهاز يرشدها لطريق من نعشقهم بكل خلجات الفؤاد والروح .... ونجد لذلك العشق نفس الوقع .... بنفس الصدى ونفس اللهاث ونفس الشوق المتعب ....
ونفس الحاجه للإحتواء ... والسكن ... والرحمة ....
ودائما نخطئ الإختيار ... او يخطؤنا القرار
"والديرة مضيعة الطريج ... شكلنا نحتاج جي بي اس "
(4)
رغم تيقننا بحتمية رحيل من نحب يوما ما ... ورغم اليقين الأكبر بأننا جميعا راحلون ... الا ان صدمة الفقد لا تنقص مرارتها ... ولا تحيد عن طريق الحزن انملة ... يبقى الرحيل قاتل ... والحزن معتم ... والشوق متواصل .... والألم بنفس الحدة ...
وتبقى الذكريات وجبة نقتات عليها كلما تعبت قلوبنا من شدة الوله .... ولم يبق للمآقي دمع شافي ... ولفراغ غيابهم كلام وافي ..
يبقون هنا ... بين دقات عقارب الساعات المتواصلة دونهم .... ودقات قلوبنا العطشى لوصلهم ... وخطوات تكمل الطريق مستنيرة بطيب ذكرهم
رحم الله نجود بودي ...
وموتانا
وموتى المسلمين اجمعين
(5)
صمت وهدوء منتصف النهار ... يذكرني بازدحام وصخب مشاعرك
.........
(6)
وللحنين مرفأ ... بين كف فنجان قهوة اكتسى ببرودة الخواء ..... ومرارة اللقاء ...
.....
واعتب على قلبي ما عرف يغزلك نسج التحف فيه يوم عزم علينا البرد ... ودار الهوى شمال ... وبردت عظامي ... دورت على بشتك ... لقيتك ملتحف فيه ... وماعاد لي بينكم مكان .... غير قصة ... حزايه ... تنحجى لين عزل الضوى ... وولعت دوِتك .. وجمرت فحمتك ... وبين لمعة عيونك ... والسراي اللي ضوى على حسي وصوتك ... تبقى كل السوالف ... كلها
سوالف نهار
(7)
ابي مطرة تغسلني ... تزلزل عشقي المجنون ... لكل الخضار ... للون السما ... لغيمة ربيع ... بوجة النهار
ابي اجمع الديما بكفي الصغير ... الملمها .. واعصرها ...
وانثرها على وجهي ... تورد خدي العطشان ... تلون ناظري الشقيان .... وتروي فيني كل قيض العطش
ابي اغزل بوسط شعري قلادة من المشموم ... تلمه ... تشمه ....
ثم تبتعد
وكل ما حركت يدك ... جابتك كفوفك ثاني لقلادتي
ابي مطرة ...
....