اطلت الغياب ... اعلم ...
ولكم مني كل الإعتذار ...
هي وقفه ... لجمع تفاصيلي .... واستجماع انفاسي ... وبث الروح بذكريات ابت ان تجمع الغبار وتتقادم ... فانا اعيشها كل يوم بين جدران قلبي ... اعتصرها ... وارتشف رحيقها مع كؤوس الشوق الثكلى بالغياب
اذن ... لنكمل
كنت اكبر ... وكما شاءت الأيام اتغير ...
.......
"في الاعدادي كانت معظم اهتمامات البنات اللي وياي بالصف هي حبيت فلان .... شفت علان ....كلمت فلنتان بالتليفون .....كنت استغرب هالكلام واستنكره في هالسن شلون يعني تكلم واحد ... كنت احس ان تونا صغار على هالمواضيع
وكنت الاحظ اشلون الاولاد في نهاية الدوام يترززون جنب سور مدرستنا يخزون بالبنات ويرقمونهم .... وما كان لي ادنى اهتمام بهالموضوع الا اني اشوفهم واستنكر تصرفهم ..... كان كل اهتمامي منصب على دراستي وتفوقي فيها ولأن معلمتي اكتشفت هالشي فيني .. حاولت تستثمره وتبرزه اكثر
معلمة نجاة اهيا بالنسبة لي كانت طوق النجاة
لمحت البريق اللي بشخصيتي .. وحست بشي مختلف فيني عن باجي البنات ...خذته وصقلته ... وابرزته لي ... وللكل
هالشي هو الفن
الرسم والاشغال اليدوية وخاصة الشغل بالورق ... وبتشوفون بالتالي شلون هالتوجه غير مجرى حياتي ....حبيت الشغل بخامة الورق وابدعت فيها .. وبوقت فراغي كنت اشتغل .. واصمم .. وانتج
ولما كبرت وتخرجت من الثانوي التحقت بدورات عند مس جين البريطانية المتزوجة ببحريني وهي اللي علمتني الكارد ميكنغ ......ومس دينا الامريكية المتزوجة بسعودي وهذي عاد اللي علمتني السكراب بوكينغ
ريفيجاتي في المرحلة الاعدادية هم كانوا خليط لكن في تطور ملحوظ انضمت لهم الكثير من بنات الديرة البحرينيات الاشاوس مثل ما كنت اسميهم بوقتها ... لشجاعتهم بمصاحبة وحده مرفوضه من الكل وقتها .....اويمكن على الاقل بهالفترة التقبل من بنات ديرتي كان افضل للبنات اللي مثلي
من أهم ريفيجاتي بهالمرحلة هي دينا كوبيه ..... وشيوخ
دينا ستايلها ولد يعني شعر قصير وبناطلين ... وكلش ما تهتم بامور البنات العادية ....بس قلبها ابيض وتجذبج بطريقه نظرتها للأمور اللي كانت دايما تشوفها يا ابيض يا اسود ... ما تلاعب ابد
وشيوخ الدبه خفيفة الدم سليلة عائلة مرموقة لا تقل طيبة عن دينا
تشاركنا بالكثير من امور البنات سوى ...وانتقلنا للثانوي بعد 3 سنوات الاعدادي وهم انتقلوا وياي دينا ...وشيوخ ومعظم ريفيجاتي
وعلى فكرة ... امي كانت من النوع الشديد والمحافظ جدا .. ولا يدور عندها اطلع ما صديقاتي .. او اروح بيت صاحبتي ... رفيجاتي بالمدرسه وبس ...والنتيجة اني ما زرت ولا وحدة منهم في بيتها ولا في عيد ميلادها يعني امي كانت حاكرتني حكار
في الثانوي تخصصت علمي ودراستنا شوي مو هينه ... وكنت احب الكيميا وايد
ما كنت اعاني في اي شي اسمه كيميا ..... بالعكس كنت افهمها من اول رمز
على عكس الفيزيا ..... وقاتل الله الفيزيا
كنت أحس روحي مع الفيزيا اني بليدة وما افتهم شي
معلمة شهيرة تلفح لفح من اول الحصة ... واللي يدش من الاذن اليمين يطلع من اليسار يدخل يسلم على المخيخ ويقوله بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي ويمشي
ههههه ... ولا تضحكون علي ... هذا واقع عشته حزتها ... بس بتعرفون تالي شلون بلشت استوعب الفيزيا وافهمها واعشقها
كانت معلمة شهيرة تعرف معاناتي مع الفيزيا وكانت تحاول معاي بس المخ ابد متنح
تخرجت من الثانوي بنسبة 90 بالمية بسبة الفيزيا وكنت آبي آدرس طب اسنان في مصر ... بس الوالدة وقفت وقفة وقالت كلمتها المشهورة
ماكو بنات عندي يدرسون بره فما بالكم بمزيان حبيبة قلبها
الشاهد اني صحت وبجيت وترجيت .... لكن بالاخير رضخت وقعدت بالديرة
وعاندت روحي أولا قبل لا اعاند امي ودرست تخصص عمره ما كان على بالي
وابتديت رحلتي بالجامعة ...الرحلة اللي غيرت مجرى حياتي وغيرت تفكيري
وابتدا المشوار .... ابتدينا السنة التمهيدية بسبتمبر 1991 ... كل شي للحين اتذكره كأن صار امس ..... أول يوم مع المرشد الاكاديمي وهو يضبط جداولنا للتسجيل ...كنا احنا كذا بنت وشوية شباب .... قعدنا ننطر تنحل مشكلتنا وكل من خلص .. الا انا وبنت وحده اسمها ليلى
نفس المشكلة بالتسجيل ونفس الجدول
بهاليوم التعيس تميت مجابلتها واهيا مجابلتني وكان في شي داخلي يقولي ... ليلى راح يربطني فيها شي كبير بس مو عارفة شنو لم الحين
بعد 19 سنة .....اليوم .....أقول ان هالاحساس كان بمحله .....وليلى صارت بعد اول يوم تشاركنا فيه الحديث ... أختي اللي ما يابتها أمي
تميت آنا وليلى وانصدمنا أول ما داومنا أن آنه واهي البنتين الوحيدتين في سكشن كله أولاد في 4 مواد ....والاولاد هم نفسهم ... نفسهم
واذا تبون الصج .... الشباب كانوا وايد محترمينا و يعاملونا كخوات
أسامة وحبيب وحسين ومحمد ..... والباجي .... وين راحت اسامهم ... شلون غابت ملامحهم مادري ... لا تسئلوني لأني فعلا مادري
كان لما تتكنسل محاضرة ينطرونا كلهم مو واحد منهم آنه وليلى حتى يخبرونا ان ماكو محاضرة
أسامة اللي كنا نسميه بالعاشق ......عاش قصة حب مع زميلة لنا
حبيب الواثق .... محمد الساحر .... حسين المطوع
كل واحد آنه وليلى معطينه لقب حسب شخصيتة وشكله
اليوم لما اتذكر يخطر على بالي سؤال ... شنو كانوا مسمينا ياترى... ووين صاروا اليوم؟
مر الفصل الاول وابتدا الفصل الثاني وتغير جدولي آنه وليلى .....مو بس جذيه .... آذكر ان الفصل ابتدا بفبراير ....وقبلها بشهر انخطبت ليلى بعد قصة حب عنيفة استمرت مع ولد الجيران اللي كان نزقه وشيطان وقدر على قلب ليلى من الثانوي الى الجامعة
وانشغلت ليلى بحبيب القلب ...وتميت آنا بروحي ....
كنت خلال الفصل الاول والثاني أشوف حمد بصورة مو منتظمة وعلى فترات متباعدة
.......
وخلوني اكلمكم عن حمد شويه ... واهو بالذات لازم اتكلم عنه
حمد
اكتبه اليوم هنا ... ارسم ملامحه ... اصوره كما اراه .... وكما عرفته منذ ان وعيت على وجوده الحتمي في حياتي ... بتلك العينين الواسعتين ... والملامح الهادئة ... والثغر المتبسم بالكثير من القبول لكل ما حوله ... والطيبه اللا متناهية ... "وآآه من طيبتك يا حمد"
حمد بهمسه الحنون .. واحتوائه لطفله ظنت لبرهة من الزمن انها اختا له ...في عمر كانت المسميات والألقاب بين اي طفلين لا تعنيهم كثيرا ..... قربه .. جعلني اعتقد انه اخ لي ... لعبنا ... احاديثنا الصغيرة ... تساؤلاتنا عن الكثير من الأمور ... تواجده المستمر معي ومع اخوتي ... مناوشتاتنا امام التلفاز ... ولمن له القرار باختيار ما نتابعه سويا ... لوحاتنا الجميلة ... الواني والوانه .. اقلامي واقلامه .. وحروف تشاركنا برسمها على اسطر جمعتنا سويا حتى اليوم ..... مزح جميل يجعله يناديني " بخالتي " وسببا اختاره القدر ليكون دربي الذي اوصلني لبدر ... وسلمني لقلبه ... دون ان يدرك ... ان بدرا سيغيب .... وسيبقى هو ... يذَكرني برحيله
ولم يكن حمد اخي ... كان قريبا لي ... لم اعرف صلة قرابته الا بعدما استدارت تفاصيلي ... وبانت ملامح الإمرأة التي بداخلي ... وحس الأنثى المختبئة بين جدائل تلك الطفلة ... وعندها ...منعت من مرافقة حمد واللعب معه
"وخذيت وقت على ما عرفت ان حمد يصير ولد بنت عمي"
لا اذكر متى اختلفت معه ... وهل اختلفت اصلا ...
حمد ترك بصمته على ملامحي عندما دفعني اثناء لعب طفولي ليجرح حاجبي ويترك ذلك الجرح اثرا عميقا الى اليوم ... اثرا يذكرني ان بدرا يحمل اثرا مشابها فوق حاجبه الأيسر ... وكأن الأقدار قد جمعتنا في تلك اللحظه ... منذ زمن لم اعرف ان بدرا قد يشرق في سمائي يوما ... ويغيب ليترك العتمه تلتحفني
اتنهد .... واسترجع تلك الأيام ...
عندما كنت عروس مسماة لحمد... وابتسم
"حمد لمزيان ... ومزيان لحمد "
واعجب من تصاريف الأيام ... كيف جمعتنا كأخوة حتى مع علمنا ان ما ارادوه لنا من حولنا شيئا مختلف
"هالكلام حتى قبل لا احب بدر ما كان يحرك فيني شي ... ولا كنت احس ان له تأثير على طبيعة علاقتنا ... حتى اهو ... كان يتعامل معاي بشكل وايد طبيعي ... جنه اخوي مو اكثر ..
وعلى فكرة وايد عوايل عندنا بالبحرين ما ياخذون ويتزاوجون الا من بعض ... عرف اجتماعي ما ادري من اللي اخترعه ... بس الأكيد ان كان فيه ظلم وايد للبنت ... يعني اذا ولد عمها ما رغبها او ما يبيها ... تتم ... او تعنس!!
هم الأكيد انهم حطوه عشان يضمنون ان بناتهم يتزوجون ... بس بنفس الوقت ما فكروا انه سلاح له حدين ... "
......
استلقي على فراشي ... اغمض عيني ... واسرح ... لتأخذني نسمات الهواء من شباكي المفتوح لذلك اليوم عندما بدأت قصتي مع بدر ... وكان حمد هو من فتح صندوق الأحجية
اذكر اني كنت أنادي مرت عمي ( جدة حمد ) خالتي .....وكان دايما يقول لي غلط قولي يدتي ... بس انا عمري ما سويتها مادري ليش ...وكل مرة أناديها خالتي
وكل مرة يضحك حمد علي حتى يحرني ويخليني ابجي......ومن حزتها الى ان كبرنا تم حمد من يشوفني يناديني خالتي
لحد ما في يوم واذكر ان كان يوم أحد في وقت النشاط الطلابي اللي يستمر من 11 الى 1 الظهر ..وبوقت صلاة الظهر كنت رايحة المسجد اصلي وكان الطريج اللي يوصل للمسجد طويل شويه
سمعت صوت يقول : شلونج خالتي ... ويضحك
عرفت ان هذا حمد ماغيره وسوالفه اللي ما تخلص ... ساعتها رفعت راسي وانا محتره ... ومتحفزة للرد عليه ... والدخول في مناوشات اعتدناها .. ومزح صار جزء من علاقتنا انا واهو
لكني ما شفت حمد ...... ما شفته ....شفت واحد ثاني بالاحرى كان حمد واقف يمه بس حمد .... ما شفته
تعرفون ....
بهاللحظه حسيت اني اول مرة افهم الفيزيا المتنحة فيها من سنين ...
أول مرة افهم يعني شنو تعني كلمة سريان التيار الكهربائي اللي معلمة شهيرة كان ينبح صوتها و اهي تشرحها
بهاللحظه في شي غريب تحرك داخلي ... شي غايب مو موجود ... وانخلق ... غافي وصحى .... ماله الوان ... واكتسى بكل الألوان بلحظه
شي أول مرة أحس فيه ....مع اني كل يوم يمر علي بالجامعة مئات الوجوه من الشباب اللي ما تعني ولا تحرك فيني شي ... بس هالمره غير .... غير
حسيت ان كل شي وقف عند هاللحظه اللي تلاقت عيني بعينه ... واختلط الهوى اللي حولي بانفاسي وانفاسه ... وجمعت اللحظه دقات قلبي مع قلبه .... وماكو شي ثاني ... كل اللي حولي احسه يتحرك خارج بلورة كلها سحر جمعتني بهالشخص اللي واقف يطالعني
تلخبطت .... وكان ارتباكي واضح ... واحساسي بأني جني ضايعه واضح ....يمكن لأن حمد اول مرة يكلمني ويقولي خالتي يم أحد غريب ... ويمكن لأن هذا الغريب كان لوجوده شي ثاني لخبط كياني ... ويمكن لأن هالكيان المتلخبط اخيرا التقى مع .... بدر
رديت على حمد بسرعة وسألني عن أمي شريفة وامي وبلغني اوصلهم السلام ومشى
ومشى بدر .... وياه
ورحت المسجد أصلى وانا يعتريني شعور ما اعرفه ... مكس غريب من الغضب ... والإرتباك ... والقهر من حمد
واحاسيس عايمة فوق كل هاللخبطه ... لبدر
عيونه ...... مو قادرة اغمض عيني اخاف اشوف عيونه .....اللي بعدين اكتشفت انها تشبه عيون ابوي ربي يرحمه
................
اعتقد بوقف هني ... وتالي نكمل