- "حاولي تتكلمين عن هموم الجنس الخشن"
- "وإذا قلت شي ما يعجبكم... شيفكني منكم"
- "لا تخافين إنتي قدها"
وطالبني بكتابه قصة عن هروب الرجال
محاولتي سوف تكون متواضعة .. واللي يعنينا على الهجوم المضاد
وتبدأ الحكاية .......
دخلت مقهى ستاربكس تبحث عن صديقاتها ... تتلفت يمنة ثم يسرة ... تبحث عن ملامح تحفظها وإذا بكف تلوح لها من بعيد نحن هنا ... فتبتسم وتلوح لرد التحية ... بنفس اللحظة تلتقي عيونهم ... وتجده يتنقل بين تفاصيلها ... متنقلا بعينه من حذاءها المريح حتى أطراف أصابع يدها وأظافرها المصبوغة بإتقان باللون البنفسجي القاتم ... تتخطاه لتصل لصديقاتها ويبدأ السلام وتتناثر القبل والأحضان
تقبل احدهم بالمشروبات المليئة بالكافيين ليبدأ الحديث بتناول الهموم ... يتبعه القليل من النميمة المغمسة بآخر أخبار فلانة وعلانة .... ثم يدور الحديث عن آخر صيحات الموضة وما استحدث بالأسواق من تنزيلات والنيو كولكشن ... ويتخلل الحديث مقتطفات عن طفلة هذه وبنت تلك ... حتى يفتح باب الشكوى من الأزواج
تتناول فنجان الإسبرسو ... ترتشف منه القليل وهي مغمضة عينيها لتستمتع بتلك المرارة التي تعشقها ... ترفع عينيها لتجده يرتشف قهوته ويتابع تحركاتها ... تلتفت لصديقتها ... تبحث بين ملامحها عن أي دليل لملاحظتها باهتمام ومراقبة من يجلس أمامها فتجدها منشغلة بالحديث عن مزاج شريك حياتها المتقلب .....ثم تعود لتنظر إليه بتوتر .. ترفع كفها لتمسح على شعرها وتتأكد أن خصلاتها لا زالت منصاعة ولم تتمرد بعد
وتسرح مع أفكارها حتى يلفت انتباهها سؤال إحداهن
"اوكي بما إني امرأة فممكن افهم تقلبات المزاج اللي نمر إحنا الحريم نتيجة لحرب الهرمونات الدائرة بأجسادنا .. بس الرياييل شقصتهم ... يعني شسالفة المزاجية اللي هابه عليهم هالأيام ... اهو فايروس بالجو ولا شالسالفة؟؟"
"وليش تستكثرين على الرياييل مزاجيتهم ... أنا أتصور نفس المؤثرات اللي تعفسنا ممكن تعفسهم"
نلتفت لها كلنا
"غلطانة... حسبيها عدل ... أصلا الريال ما عنده القدرة على احتمال ال mood swings اللي نمر فيها .. ولو جرب هالجحيم يمكن ينهار "
"أو ينتحر"
يقهقون لطرافة الموضوع
" آنا أتصور طبيعتهم مأهلتهم إنهم يتحملون الضغوط الخارجية لسبب واحد ... إن ما عندهم ينون هرموني "
"هذا ما عندهم وهالشكل اقل شي اييهم يتكودون ... تعالي شوفي الواحد منهم لين صدع ... على باله بيمووووت ... كله صداع ... مير أن ما جرب الحمال والطلق والولادة وتوابعهم ... ترى كلش الرياييل طاقة التحمل عندهم مو شي"
"اهي غير بس ... يعني الشغلات اللي ممكن إحنا نتحملها اهم ما يتحملونها لأن طبيعتهم تختلف... اعتقد هذي كل السالفة"
" الا ما قلتي لي فطيم شصار على طناقير ريلج"
"هذا اهو ... لا حجوة ولا نص ... صرنا نكلم بعض بالإشارة الله وكيلج ... وإذا سألته شفيك .. قلب على جنب وحط راسه ونام .... مدري شقصته هالريال من ايي من الدوام حط راسه ونام ... تقولين مخدر ... يقعد المغربيات ويجابلنا واهو مبوز ... يشرب الشاي بسكات ... ويجابل التلفزيون لا كلمة ولا نص .... ومن الساعه تسع رد حط راسه ونام"
"وه .. غبرة ... اخاف بس عاضته ذبانة تسي تسي"
"وشتطلع هااااا ذي"
"ذبانة النوم ... هااو ما سمعتي فيها"
"ياحسرة قلبي .... يعني شسوي ... أقول له يروح يفحص"
" فطيم وانتي سيدا صدقتي ... تقص عليج ياماما"
"عيل شقصته هالريال ؟؟؟"
تعتدل منيرة وتعدل نظارتها
"زوجج في شي شاغله ... أو قاعد يتعرض لضغوط يحاول ينحاش منها بالنوم"
" @@ شينحاش منه ... انزين وليش ما يقول لي"
"يمكن لأنج إنتي جزء من المشكلة ... أو تذكرينه فيها نوعا ما"
"هاااااو ... ليش بالله ... هذا وآنا مسوية له يا دهينه لا تنكتين"
"شوفي .. شوفي ... آنا قريت بكتاب النساء مدري من وين والرجال مدري من أي كوكب إن الريال ساعات يحب يعتكف في كهفه .. ويقول لج المؤلف خلييييه .. ولا تحارشينه ... اهو محتاج مساحته من التفكير لين يطخ ... وإذا طخ لعني والديه"
"حرام عليج ... ليش اهو غرام وانتقام"
"هاااو عيل شله حاقرها ... بعد متضايق خل يحجي ... شمعنه احنا نقعد نبربر ونقول كل شي "
تلتفت لهم ....
"تبين الصج عاد .. حمدي ربج إن مجابلج بالبيت ... اللي عندي زين أشوفه ... ما بين شغله ودواوينه والشاليه بالويك اند ... وسفراته مع ربعه بالعطل ... آنا احصل الفضالة"
"انتي ريلج يحب الدوارة ... وبعدين كلهم هالشكل الديوانية هذي شريكتنا"
"لأ ... آنا حاسه إن في شي ثاني ... ماهو الأولي ... الريال ما يطالعني ولا يطل بويهي .. مثل اللي مسوي شي وخايف يطل بيوهي لا اصيده"
وتنتبه لها خمسة اجواز من الأعين
"يعني شنو؟؟؟؟؟!!!!!"
"مادري لا تسئلوني يعني شنو ... بس أحس السالفة فيها أكثر من ديوانية"
"وانتى ليش ساكتة ... ليش ما تقولين له"
تسرح قليلا ...
"مابيدي شي .... ما عندي دليل ... كله إحساس وبس "
"يا حبيبتي المره عندها سنسر ... ينبها إذا الريال عنده وحده ثانية"
"مادري ... اخاف أكون ظالمته ... وبنفس الوقت مستغربة صدته"
ترفع عينيها ... لتراه يتابع حديثها من بعيد ... وتتساءل ... شنو اللي شايفه فيني ... ليش متابعني ... وليش ما اشوف هالنظرة بعين اللي عندي ... شيللي تغير ... وين كل ذاك الإهتمام .. والشغف ... والغيرة ... والحب والشوق .... شنو اللي صار له
"هييي ... وين وصلتي؟؟"
"ما وصلت ....... وياكم"
"سكتوا ... آنا اللي عندي نمونه ثانية ... شريكتي من نوع ثاااااني ... أربعة وعشرين ساعة مندعس بديوانيته يلعب بليي ستيشن ... وما تسمعين إلا صراخه"
"هاااو ... راجع بالجهل ... شيلعب عاااد"
"شدرااااني .. نوبة دخلت عليه يلعب كرة قدم ... وتميت قاعدة ربع ساعة ولا حس فيني كثر ماهو مندمج ... تقولين مغيب "
"والله هالرياييل جنهم يهال"
"تصدقين كل ما كبروا ... صاروا شي ثاني"
"والله يازين اللي عندي ... ماله الا كتابه ودفاتره ... لو بس الله يفكه من سوسو"
"سوسو!!! وشتطلع سوسو هذي بعد؟؟"
"هالسيجارة ... يختج مدخنة ما تطيح من ايده"
"ويييه ترى مو زين ... حق الأمراض والريحه الشينه... ولين قعد الصبح ... كح وكح"
"عيزت فيه .... زايد هالأيام بعد"
"اللي عندج حبيبتي عايش بعالم آخر .. العن من اللي عندنا كلنا"
"عالم ثاني عالم ثاني ... بس اهم شي ادري شعنده وشوراه ... وبعدين خليه يلهي بكتبه مو احسن له من الخرابيط .. على الأقل لين بغيته احصله"
"ترى منور احس ان ريلج كلش مو واقعي لا تزعلين"
"يا سلام ... وليش يعني"
"كثر القراية أثرت على تفكيره .... ترى والله القرايه الوايده ما تصلح"
تنظر لها منيره وتفضل الصمت
"الحين انا بسئلج ... صج صج .. اهو يقول لج كلام حب مثل اللي يكتبه؟؟"
"سؤالج في اقتحام للخصوصية ... بس هم بجاوبج ... الحياة يا عزيزتي مو كلها كلام حب ورومانسيات ... ساعات الريال ما يحتاج يقول عشان تعرفين ... يعني ابسط تصرفاته ممكن تقول لج شكثر يحبج ويرغبج ... تفانية بخدمتج انتي وعيالج ... شلون يدور راحتج ... ابتسامته لما تدخلين عليه ... لمته لج الصبح قبل لا يروح الدوام ... حتى سماعه لسوالفج السخيفه يعني يحبج ... وجوابي لسؤالج ايه يقول بس مو بالعربية الفصحى .. :)"
"وه يا شينج لين تميلقتي ... وبلشتي تعطينا محاضرات"
"اقول جنه خذتنا السوالف "
"ايه والله ... قوموا قوموا مشينا"
"منووور نطري بتمشى معاج ابيج بسالفه"
تعطيه نظره يستقبلها بكل اهتمام ثم تحمل حقيبتها وتغادر مع منيرة
ضغوط مادية .... مشاكل العمل ... روتين الحياة الزوجية .... انعدام الحوار .... رفض لمعطيات وأفكار مجتمع لازال محلك سر .... هموم البلد ... احباطات مختلفة الألوان ... كلها قد تجعله يهرب ... هروبه يختلف عن هروبها ... لكنها بالنهاية هروب
بليي ستيشن ... ديوانية ... سفر .. علاقات مرفوضة ... نوم ... مزاجية ... وأحيانا كتاب
هي وسيلته للتعبير عن رفضه لوضع ما ..
ويتبع مع هروبها ...